حتي وكالة البلح سوق الملابس للغلابة لم تسلم من أفتي الغلاء والركود.. الغلاء حيث ارتفعت الأسعار40% حسبما يقول التجار لاعتبارات عديدة في مقدمتها ارتفاع الجمارك في بورسعيد, ونقص المعروض وتنامي ظاهرة التهريب, والركود لأن معدلات الاقبال علي الشراء لم تستعد المستوي الذي وصلت إليه قبل ثورة25 يناير . وفي جولة لالأهرام المسائي في وكالة البلح أكبر الأسواق الشعبية للملابس المستعملة وملاذ الفقراء من غلاء محلات الجديد حيث الأسعار المناسبة للمواطنين, كانت المفاجأة بحالة الركود تسيطر علي المكان فلا زبائن. وارجع التجار هذا الركود الي ارتفاع الجمارك علي بالات الملابس المستعملة ورفع تجار بورسعيد الأسعار مما اضطرهم لرفع الأسعار علي الجمهور, إضافة الي الأزمة الاقتصادية للبلاد و.التي غيرت الأحوال المالية داخل الأسرة المصرية, مما جعل الإقبال ضعيفا علي سوق المستعمل. تقول أمل عبد الباري, ربة منزل: يوجد في سوق الملابس المستعملة منتجات ذات اسم عالمي غير موجودة في مصر, كما أنه بمبلغ بسيط نستطيع شراء عدد قطع أكبر بينما نفس المبلغ لا يكفي لشراء قطعة واحدة من محلات وسط البلد. أما هبة محمد ربة منزل, فقالت إنها تزور سوق وكالة البلح مرة كل ستة أشهر لشراء ملابس لها ولأبنائها الثلاثة, فبمبلغ200 جنيه تستطيع أن تشتري قطعتين أو أكثر لها ولأبنائها, وأضافت وملامح الحزن تعلو وجهها قائلة: إن زوجي فصل من عمله منذ ثلاثة أشهر حيث كان يعمل ضابط أمن في إحدي الشركات الخاصة, ودخول موسم الصيف يدفعني لشراء ملابس لأولادي من سوق المستعمل, المهم أن نظهر بملابس جديدة أمام الناس. وتقول سمية سعد طالبة بالمرحلة الثانوية, إنها تزور الوكالة مع بداية كل موسم لشراء ملابسها من المستعمل, لافتة إلي أن الأسعار ارتفعت هذا العام عن العام الماضي بنحو40%, مما سيجعلني أشتري نصف الكمية في السنوات السابقة, وهو أمر أحزنني فالوكالة ملجأ لكل من لا يستطيع الشراء من المحلات الكبري ومحلات وسط البلد, والآن بدأت أسعارها ترتفع مما يدفع للقلق أن تكون بداية لنوبة ارتفاع ككل شيء في البلد, مشيرة الي أن بنات الذوات تركنا لهن المولات والمحلات الغالية, واتجهن لمزاحمة الوكالة علي ولاد الغلابة وكانت النتيجة ارتفاع الأسعار. وأوضحت سهير بري سكرتيرة بإحدي الشركات الخاصة, أن مزاحمة الأغنياء لنا في وكالة الملابس المستعملة بسبب الظروف المادية الصعبة التي نعانيها جميعا جعلتني لا أخجل من أن أعلن أني أشتري ملابسي من هنا, فلم تعد الوكالة للفقراء فقط, كما أن طفرة الأسعار التي حدثت في الملابس المستعملة فأصبح هناك قطع يبلغ سعرها10-50 جنيهات, بعد أن كان سعرها2-20 جنيها. ويقول سامح رزق الله, إن شراء القمصان من وكالة البلح يوفر لي الكثير من أجل متطلبات الحياة, فأنا آتي الي هذا السوق مرة في فصل الصيف وأخري في الشتاء, فالأسعار هنا مناسبة لي, ففي الشتاء الماضي اشتريت جاكت مستورد إيطالي ب100 جنيه, بينما يصل سعره في المحلات800 جنيه. وخلال الجولة التي قامت بها الأهرام المسائي, التقينا بالتجار هناك لمعرفة السبب وراء ارتفاع الأسعار. ويقول كمال الفلاح صاحب محل للملابس المستعملة: كنا نحصل علي البالة بسعر منخفض ونقوم ببيعها بسعر أعلي وكنا نحقق مكسبا كبيرا ولكن بعد غلاء الجمارك في بورسعيد ارتفع ثمن القطعة, إضافة الي زيادة عدد المحلات التي تبيع المستعمل بشكل كبير جدا في القاهرة, فأصبح الطلب أعلي من العرض فارتفع السعر. وأشار إلي أن بداية دخول بالات الملابس المستعملة الي مصر, كانت منحة من بلجيكا وإيطاليا وأوروبا إلي بورسعيد في عهد الرئيس أنور السادات, واستمرت حتي وقتنا الحالي. وطالب بأن تدخل تلك التجارة في اطار مراقبة الدولة, بحيث تدخل بشكل قانوني, فتستفيد الدولة والتاجر معا, بدلا من تركها لجشع التجار والتحكم في الأسعار بغير قيد, علي أن تراعينا الدولة بعدم رفع الأسعار بشكل يجعل التجار يلجأون الي التهريب مرة أخري. وأكد أن المستعمل له زبونه, ومن جميع المستويات, فالزبون ذو المستوي الاجتماعي المرتفع يقبل عليها لأنها ماركات وأسماء تجارية عالمية وخامة أفضل من المصري, أما المواطن الغلبان ففي الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد يشتري المستعمل وهو لا يعنيه الاسم التجاري او الموديل بل كل ما يعنيه هو السعر فقط الذي يناسبه ويناسب قدراته مع ضغوط الحياة, فالأسعار لدينا5-35 جنيها و50 جنيها للماركات الأصلية, أما في يوم الأحد فيكون سعر القطعة1-5 جنيهات و750 للمميزة.