من الممكن ان يعتذر بطل العمل ونجمه دون ان يؤثر ذلك علي العمل, لأنه ببساطة يمكن الاستعانة بنجم اخر وابطال آخرين, حتي المخرج او المنتج يمكنهما الانسحاب دون ان يهتز المسلسل, لكن ماذا لو اعتذر المؤلف الكاتب الذي من المفترض انه صاحب الفكرة, وصانع الاحداث؟ فهذا يعني ان العمل نفسه توقف, ولايمكن استكماله, لكن الدراما المصرية تشهد هذا العام ظاهرة جديدة ليس علي الدراما المصرية فقط, لكن علي اي فن له مؤلف, او كاتب سيناريو, لأن هذا معناه ان العمل تغيرت فكرته وصياغته, ولايمكن استكماله بمؤلف آخر, لكن ماحدث فيما يقرب من4 مسلسلات ان المؤلف اعتذر, وانسحب واعلن عدم قدرته علي استكمال كتابة المسلسل, لكن المسلسل لم يتوقف, استمر وتم تكليف مؤلف اخر بكتابته. اول المسلسلات التي اعتذر مؤلفها وتم تكليف مؤلف اخر بكتابتها هو الشحرورة والذي يروي السيرة الذاتية للمطربة صباح وتلعب بطولته الفنانة اللبنانية كارول سماحة, حيث انسحب السيناريست أيمن سلامة من كتابته بعد عدة جلسات جمعت بينه وبين صباح استمع فيها الي قصة حياتها ليفاجيء الجميع بإعتذاره عن عدم كتابة العمل دون الإعلان عن الأسباب, الا ان اعتذار أيمن سلامه لم يتسبب في ايقاف العمل أو الغائه بل تمت الاستعانة بالمؤلف فداء الشندويلي ليتولي كتابة المسلسل وبالفعل انتهي منه, ويستعد لبدء تصويره خلال ايام مع المخرج احمد شفيق. كما اعتذر الناقد والكاتب وليد يوسف عن عدم كتابة مسلسل الريان بطولة خالد صالح واخراج شيرين عادل وجاء اعتذار وليد يوسف عن عدم كتابة المسلسل بعدما رفض اصرار منتج العمل علي الانتهاء من كتابة السيناريو في اسرع وقت من اجل اللحاق به في موسم رمضان2011 الا ان المؤلف رفض هذا الامر وطلب ان يأخذ وقته في كتابة النص, حتي ولو كان التصوير سيتم في رمضان2012 وذلك حتي يخرج العمل بالشكل اللائق, الا ان اصرار المنتج دفعه للإعتذار عن عدم كتابة العمل, لكن اعتذاره لم يؤثر كثيرا علي سير العمل حيث وضعوا حلا للانتهاء سريعا من النص من خلال الاستعانة بإثنين من المؤلفين. كما شهد مسلسل إبن امه والذي مقرر أن يلعب بطولته الفنان حمادة هلال والفنانة نور, اعتذار المؤلف محمد الباسوسي عن عدم كتابة العمل, وذلك بسبب رغبة القائمين علي العمل في اللحاق بشهر رمضان القادم الا انه أكد ان المسلسل يحتاج علي الاقل الي ثلاثة اشهر حتي يتم الانتهاء من كتابته, وهو مادفعه للإعتذار عن عدم كتابة المسلسل. آخر حالات الاعتذار كانت في مسلسل كيد النسا حيث اعتذر المؤلف أحمد ابو زيد صاحب قصة المسلسل لعدم قدرته علي التفرغ لكتابة السيناريو بسبب ارتباطه بمسلسل آدم بطولة الفنان تامر حسني, ليتم ترشيح المؤلف محمد أشرف لتولي المهمة الا انه سريعا ما اعتذر لاسباب رفض الإعلان عنها, لكن هذا الإعتذار لم يؤثر علي المسلسل أو ابطاله بل استمر التحضير للمسلسل من ديكورات وأماكن التصوير حتي تم الاستقرار علي المؤلف حسين مصطفي محرم. الناقد طارق الشناوي يقول ان هذه الظاهرة رغم انها جديدة في الدراما الا انها تؤكد حالة سطو النجوم علي كل مفردات العمل الفني في الدراما, لانه في النهاية لن يتم فرض الكاتب علي النجم إذا لم يرض النجم نفسه بذلك, وهو الامر الذي يؤكد استمرارية سيطرة النجم علي العمل. وعن ضرورة إتخاذ الكتاب لرد فعل تجاه سيطرة النجم علي كل شيء في العمل الفني قال, ان ذلك لن يحدث أبدا ولن يأخذ المؤلفون اي ردود افعال, لان اغلبهم بدأ يدرك ان وجوده يرتبط بقناعات النجوم ورضاهم عنهم, والحقيقة لايوجد لدي اي امل في كتابنا ان يتخذوا أي موقف تجاه حماية ابداعاتهم الفنية, لانه إذا تقاعس واعلن رفضه لسطوة النجوم علي السيناريو فهناك عشرة غيره منتظرون طلب اي منتج او ممثل. أما الكاتبة لميس جابر فقد قالت ان هذا الامر ليس ظاهرة او شيئا, لكن طول عمر الفن يحمل الجانبين, مثلما قال نجيب محفوظ من قبل انه لايوجد شيء تدهور فهناك من يغني القصائد وهناك من يغني شعبي. أما فيما يخص مسألة المؤلفين فهناك من يقبل ان يتم الإعتداء علي النص الخاص به وآخرون لايقبلون ذلك ويحتجون, وعلي سبيل المثال قام من قبل مخرج مسلسل الملك فاروق بحذف بعض الجمل من النص دون أذن مني وهو الامر الذي استفزني بشدة وانقلبت الدنيا عليه, وقد فعلت ذلك لانه تاريخ ولابد ان احافظ عليه, بينما تجد هناك مؤلفين آخرين يتركون لك النص ويقول اعمل اللي انت عاوزه وإذا كان هناك بدل المؤلف عشرة منتظرين كما يقول المنتجون, أعتقد ان هؤلاء ليسوا مؤلفين بالقدر الكافي لانهم يكتبون حسب الطلب, ويذكرونني بالريس ستاموني في فيلم الكيف ولااعتقد ان هناك مؤلفا محترما يمكن ان يرضي بذلك أبدا, لان الجمهور ليس ساذجا لكي نضحك عليه ولذلك لابد من الإهتمام والبحث حتي يصبح عملا فنيا جيدا. أما المؤلف محمد صفاء عامر فقد قال أن المؤلف الذي يفعل ذلك وهو في بداية مشواره في التأليف وارتضي ان يقوم بكتابة مايمليه عليه المنتج او النجم فهو بذلك يكون قد قضي علي نفسه, لانه لابد وأن يبدأ بكرامة تسمح له ان يستمر بشكل جيد والا يكون مجرد كاتب لما يقال له. وقال محمد صفاء عامر إن من يفعل ذلك من المؤلفين الكبار أقل وصف يقال فيه انه منحرف, لانه من غير المعقول أن يخضع لمثل هذه الشروط المجحفة.