جاءت قمة مكافحة الارهاب والتي عقدت في البيت الابيض مؤخرا لتؤكد الاهتمام الدولي الكبير بمواجهة الإرهاب في كافة دول العالم إلا أن نتائج تلك القمة جاءت مخيبة للامال ولم تسفر عن نتائج واقعية تتناسب مع الازمات المتتالية التي يواجهها العالم بسبب الإرهاب والدعم الكبير الذي تحصل عليه داعش وغيرها من التنظيمات الارهابية التي انتشرت في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. فقد تحول المؤتمر الذي تبنته الادارة الامريكية إلي ما يشبه المكلمة دون التوصل إلي أي قرارات أو استراتيجيات ملموسة وواقعية لمواجهة الارهاب تضع في اعتبارها الموقف الفعلي لما تشهده دول الشرق الأوسط من خطر حقيقي لا يهددها فقط بل يهدد العالم كله أيضا وبات واضحا أن واشنطن لا تسعي لحل جذري لتلك الأزمة فهي حتي الآن لم تعلن عن دعمها المادي والعسكري للدول التي تواجه الإرهاب بصورة مباشرة ومن بينها مصر. فعلي الرغم مما تردده واشنطن دائما من ان العلاقات مع القاهرة استراتيجية وأن القاهرة حليفها القوي في الشرق الاوسط إلا أن تصرفات إدارة الرئيس أوباما عكس ذلك تماما فبينما تواجه القاهرة تنظيم داعش الارهابي في ليبيا وتسعي بشتي الطرق لقطع السبل عليه وتدميره نجد الادارة الامريكية في موقف المتفرج بل إنها لا تتورع عن عقد لقاءات مع عدد من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين الارهابية دون أي مبررات سوي إنها ترغب في ممارسة ضغوط سياسية علي القاهرة في ظل أوضاع سياسية وأمنية متردية للغاية في الشرق الاوسط. وأعتقد أن ما ذكرته رئيس اللجنة الفرعية للعمليات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي النائبة كاي جرانجر من الحزب الجمهوري في خطابها للرئيس باراك أوباما من انتقاد صريح للسياسة الأمريكية تجاه مصر و في التعامل مع تنظيم داعش الإرهابي, خاصة تأخر الإدارة الأمريكية في تقديم الأسلحة اللازمة لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي يؤكد أن هناك عدم وضوح رؤية داخل الادارة الامريكية لما يحدث في الشرق الاوسط و في كيفية التعامل مع الارهاب ومواجهته في تلك المنطقة خاصة إذا علمنا أن ادارة اوباما قامت بوقف تسليم أسلحة رئيسية لمصر منذ عام2013, ومنها طائرات الF16ودباباتM1A1ابرامزالضرورية في الحرب التي تقودها مصر ضد التنظيم الإرهابي. وعلي الرغم من قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي باتخاذ قرار حاسم وصائب كرد فعل علي قتل تنظيم داعش الإرهابي ل21 مصريا, وذلك باستخدام طائرات الF16المصنعة في الولاياتالمتحدة للإغارة علي معاقل التنظيم الإرهابي في ليبيا الا ان الإدارة الامريكية مازالت تمنع تسليم المزيد من هذه الطائرات لمصر,رغم حاجة مصر الشديدة اليها في حربها ضد داعش وغيرها من الإرهابيين الذين يهددون أمن البلاد, لكن دون أي مبررات مقنعة امتنعت الإدارة الامريكية عن تقديم الأسلحة اللازمة لمصر. والمثير حقا ما ذكرته النائبة الامريكية في خطابها لاوباما حيث قالت إن إدارتكم ليس لديها سياسة واضحة تجاه مصر, مما يجعل حلفاء الولاياتالمتحدة في المنطقة حائرين بشأن الأولويات الأمريكية في حربها ضد داعش والإرهاب في المنطقة. ولاشك أن العالم العربي الآن يدرك تماما أن النوايا بل والافكار الامريكية تجاه المنطقة أصبحت لا تخدم الامن والاستقرار بها بل إنها تسعي مع عدد من حلفائها إلي نشر المزيد من الفوضي وعدم الاستقرار والدفع إلي تنفيذ مخطط تقسيم المنطقة إلي دويلات صغيرة تسهل السيطرة عليها بعد أن ينجح الارهاب في تدمير مفاصل دول المنطقة بينما تقف الادارة الامريكية مع حلفائها في انتظار تقسيم التورتة في ظل غياب كبير للتعاون العربي واختفاء واضح لدور ما يسمي بالجامعة العربية في مواجهة تلك المخططات والتصدي للارهاب. [email protected]