هزت حادثة تشابل هيل في ولاية نورث كارولينا الامريكية والتي راح ضحيتها ثلاثة مسلمين علي يد متطرف أمريكي مشاعر أقرانهم في جميع أنحاء العالم, بما في ذلك الولاياتالمتحدة ذاتها, وهي الحادثة التي التزم حيالها كل من مجلس الأمن والأممالمتحدة الصمت الرهيب بينما لم يعرف الصمت طريقه إلي كليهما حيال حادثة شارلي ابدو الفرنسية, وبمتابعة بسيطة وجدنا مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم الذي وصفه بهمجي إرهابي جبان, مؤكدا أن أعضاء المجلس يدينون بشدة الهجوم الإرهابي, الذي لا يمكن التساهل معه., كما وقف أعضاء مجلس الأمن الدولي دقيقة صمت, حدادا علي ضحايا شارلي ابدو وبالمثل وعلي المستوي الشخصي تطوع السفير تشيلي كريستيان باروس ميليت, الذي يترأس مجلس الأمن, مع بدء اجتماع المجلس, للتعبير عن حزن المجلس العميق للهجوم غير المبرر في باريس, وأسفر عن سقوط21 قتيلا في مقر الصحيفة, حيث شاركه جميع السفراء حزنه بالوقوف دقيقة صمت حدادا, و لم يتطرق المجلس لا من قريب ولا من بعيد للإشارة لحادث نورث كارولينا وآثر المجلس التزام الصمت فيما يخص مقتل المسلمين الثلاثة وكأن شيئا لم يكن. بينما في الأممالمتحدة, ندد زيد رعد الحسين مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان, في بيانه الهجوم الذي وقع علي مجلة شارلي إبدو الفرنسية, معربا عن إدانته الشديدة للهجوم المروع والوحشي, بل وطالب كل من لديه معلومات يمكن أن تساعد في تحديد الأفراد, الذين خططوا أو نفذوا الجريمة البشعة بتقديمها فورا إلي السلطات الفرنسية, كما أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا الذين أخذوا غدرا أثناء قيامهم بعملهم. وفي المقابل اكتفي الأمين العام للأمم المتحدة, بان كي مون بتقديم تعازيه لأسر الضحايا الذين قتلوا في منطقة تشابل هيل في ولاية نورث كارولينا, وللمجتمعات التي عاش فيها هؤلاء الأمريكيون الأبيون, قائلا: تأثرت بشدة من مشاهدة آلاف الأمريكيين, فضلا عن العديد من الأشخاص حول العالم, وهم يجتمعون معا للحداد علي أرواح3 أمريكيين قتلوا في تشابل هيل هذا الأسبوع. أكتب هذا المقال مستعرضا ردود الأفعال المتناقضة تجاه كلا الحادثين الإرهابيين رغم أن كلهما راح ضحيتهما بشر أبرياء ولكن يبدو أن التمييز المقيت قد طغي علي مؤسسات العالم التي صنعت وروج لها منذ بدايتها علي أنها راعية لحقوق البشر دون تمييز بينهم علي أساس ديني أو عرقي, هذا التمييز في حد ذاته يبدو في وجهة نظري أحد اهم مظاهر الإرهاب الذي تدعي أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية أنها تحاربه وتساعد دول العالم الأخري في محاربته بهدف القضاء عليه. حيث إن التمييز يوجد حالة من التناقض يصعب معها أن يحتفظ الطرف الأقوي بمصداقيته, ليس فقط لدي من يمارس عليه هذا التمييز ولكن أيضا لدي بني جلدته من المتعقلين الذين تخلصوا منذ أمد طويل من عقدة التمييز. أستاذ التاريخ القديم المساعد بآداب الإسكندرية