نظمت مؤسسة "منة" النسائية، مساء أمس، وقفة في ميدان "دام" الشهير وسط العاصمة الهولندية أمستردام، لتأبين ضحايا الهجوم المسلح الذي أودى بحياة ثلاثة شباب مسلمين في ولاية "نورث كارولينا" الأمريكية. وشارك في تلك الوقفة عدد كبير من المنددين بالحادث من أتراك ومغاربة، فضلا عن عدد من الهولنديين، وحرصوا جميعًا على رفع صور الأشخاص الثلاثة الذين لقوا حتفهم في الحادث، كما رفعوا لافتات كتبوا عليها عبارات منددة بالاعتداء وبالصمت الغربي حياله، ووضعوا ثلاثة توابيت وسط الميدان في إشارة إلى القتلى الثلاثة. وبدأت الفاعلية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها دعاء بالرحمة والمغفرة للقتلى الثلاثة. فيما قالت "عظيمة آق غون" الناطقة باسم المؤسسة النسائية التي نظمت الوقفة، أن الهدف الرئيس من وقفتهم هو "التعبير عن مشاركتنا الآلام مع أسر ضحايا الحادث، والتنديد بالجريمة المؤسفة". وتابعت "آق غون" قائلة: "بعد أن علمنا بهذا الحادث الأليم شعرنا بأسف بالغ، وقررنا تنظيم هذه الوقفة لتأبين ضحاياه الثلاثة، لا سيما وأن معظم وسائل الإعلام الهولندية لم تغط الحدث كما ينبغي، فأردنا لفت الأنظار إلى الحادث وحقيقته"، موضحة أن الوقفة شارك فيها مسملون وآخرون من من ديانات أخرى. ومن جانبها انتقدت النائبة البرلمانية الهولندية "طونا خان قوزو"، الصمت الإعلامي الغربي حيال الحادث، مشيرة إلى أن هذا "يأتي في إطار سياسة التعتيم المتبعة في أوربا والغرب على كل ما من شأنه إيضاح مدى الظلم التي يتعرض له المسلمون في أنحاء متفرقة من العالم". وتابعت قائلة: "ومن عدم الإنصاف أن ينتفض العالم بعد حادثة أسبوعية شارلي إيبدو التي راح ضحيتها نحو عشرة أشخاص، ولا يحرك من انتفضوا حينئذ، ساكنا بعد حادث نورث كارولينا، حتى الإعلام الأمريكي والغربي لم يكلف نفسه عناء تغطية الحدث كما ينبغي". وأشارت النائبة الهولندية إلى أن صمت الرأي العالمي حيال الحادث "يرجع إلى سببين: أحدهما الجهل بالحادث مطلقا، فكثير من الهولنديين على سبيل المثال لا معرفة لهم بالحادث، وذلك بسبب التعتيم الإعلامي، وثانيها ازدواجية المعايير، والكيل بمكيالين، المتبعة في العالم وفي البلد الذي أعيش فيه، وهذا ما نحتج عليه ونرفضه". وكان هجوم مسلح قام به مواطن أمريكي يدعي هيكس استهدف شادي بركات وزوجته يسر محمد أبو صالحة وشقيقتها رزان عندما كانوا في منزلهم بمنطقة تشابل هيل بالقرب من جامعة كارولينا. وتقول الشرطة الأمريكية: إن هناك مشاكل مسبقة بسبب مكان اصطفاف السيارات، وتقوم بالتحقيقات لمعرفة إذا كانت الكراهية هي الدافع وراء الحادث. وأدان الرئيس الأمريكي في وقت سابق، مقتل المسلمين الثلاثة ووصف الحادث ب"الجريمة الوحشية المخزية"، مشيرا لبدء مكتب التحقيقات الفيدرالية منذ أمس تحقيقا حول الحادث.
