أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر تعود بقوة إلى أشقائها فى إفريقيا باعتبار ذلك من ثوابت السياسة المصرية. وجدد الرئيس السيسى تأكيده خلال كلمته عقب مباحثاته مع نظيره التشادى إدريس ديبى بالقاهرة أمس على مواصلة مصر برنامجها لبناء القدرات التشادية فى مختلف المجالات وفقا لأولويات البرنامج التشادى من خلال مؤسسة الأزهر والوكالة المصرية للشراكة مع أفريقيا. فيما أشاد الرئيس التشادى بعمق العلاقات الثنائية، وأكد مكانة مصر وأهميتها، وهتف فى كلمته "تحيا مصر" وتحيا تشاد" وتحيا العلاقات بين الجنوب والجنوب. وأوضح الرئيس السيسى أن المباحثات الثنائية تناولت التطورات فى ليبيا والسودان وأفريقيا الوسطى، حيث توافقت الآراء على أهمية إيجاد حلول سياسية لقضايا المنطقة وإحلال السلام بها وتلبية طموحات شعوبها من أجل غد أفضل. ووصف السيسى المباحثات بأنها كانت ايجابية وبناءة وعكست الحرص المشترك على تعزيز التعاون وآليات التشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقد رحب الرئيس فى بداية كلمته بنظيره التشادى إدريس ديبى فى بلده الثانى مصر، معربا عن اعتزاز مصر بالعلاقات الوثيقة التى تربطها بتشاد. كما ثمن الدعم التشادى لمصر داخل الاتحاد الإفريقى.مؤكد أن ذلك محل تقدير من الجانب المصرى. من جانبه، وصف الرئيس التشادى مصر بأنها أمة عظيمة وشعب ذى حضارة عريقة ومجيدة وإنها ملتقى للحضارات الإفريقية والشرق أوسطية والمتوسطية وصاحبة الحضارة الأكثر خلودا وإنسانية وعلما بما لها من تراث ثقافى وعلمى عريق. وقال ديبى إن مصر أثبت أنها دولة عظيمة وكبيرة فى مواجهة كافة التحديات وإنها أم الدنيا، مشيدا بجهود التنمية التى تقوم بها مصر وبشجاعة الرئيس السيسى ومهارته السياسية التى أعادت لمصر استقرارها. وأضاف الرئيس التشادى قائلا :» إنه منذ الزيارة الأولى له لمصر والعلاقات المصرية التشادية آخذة فى التوطد والتعزيز، مما سمح لتشاد باستقبال أول كوادر من أبنائها الناطقين بالعربية بعد تخرجهم فى الأزهر المؤسسة العريقة وعودتهم لبلادهم لخدمتها فى مختلف المجالات". وفيما يتعلق بالوضع فى ليبيا، قال ديبى إنه يزداد تعقيدا ولم تعد ليبيا دولة متجانسة منذ تغيير النظام ، وتضاعف العنف والتوتر. وأكد الرئيس التشادى أن بلاده مهتمة بدعم أمن واستقرار ليبيا لان أمنها يعد استقرارا للمنطقة كلها، داعيا المجتمع الدولى إلى لمساهمة فى مساعدة طرابلس لكى تدخل القوى السياسية بها فى حوار يحقق وحدة وسلامة الأراضى الليبية. وأشار ديبى إلى أن جهودا كبيرة بذلتها دول الجوار وعقدت سلسلة من الاجتماعات فى تونس والجزائر والسودان ومصر، ولكن أخر التطورات تشير إلى الحاجة لبذل مزيد من الجهود لتنفيذ خارطة الطريق المكونة من 11 نقطة والتى وقعها وزراء الخارجية فى 25 أغسطس الماضى فى مصر لتحقيق وحدة واستقرار ليبيا. وقال الرئيس التشادى إن دول تجمع الساحل والصحراء يطالبون الرئيس السيسى بعمل المزيد من أجل تحقيق استقرار ليبيا. وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مع مصر وصفها الرئيس التشادى بأنها ممتازة اقتصاديا وزراعيا وعسكريا وثقافيا وتعليميا، مشيدا فى الوقت نفسه بالنتائج التى تحققت وبافتتاح مصر للطيران لخط جوى يربط بين البلدين. وتابع قائلا :" إن بلاده تسعى لمزيد من التعاون فى قطاعات الزراعة والصحة والتجارة فى إطار اللجنة المشتركة بين البلدين، لتحقيق ازدهار الشعبين". وأنهى الرئيس ديبى كلمته قائلا : تحيا مصر وتحيا تشاد ويحيا التعاون المشترك وتحيا العلاقات بين الجنوب والجنوب.