رغم تصريحات الدكتور خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية السابقة بانتهاء التعامل بالبطاقات الورقية للسلع التموينية بداية الشهر الحالي, فإنه بعد مرور الأسبوع الأول من الشهر قررت الوزارة مدة المهلة حتي نهاية ديسمبر, لحين تحويل البطاقات الورقية المتبقية البالغة300 ألف بطاقة وفقا لتصريحات وزير التموين لالأهرام المسائي. وتسابق الوزارة الزمن لتنتهي من هذه البطاقات خلال3 أسابيع فقط, وهو الامر الذي اكد استحالته الاتحاد العام للعاملين بتموين والتجارة الداخلية حيث أوضح أن الشركات المسئولة عن ادخال البيانات لتحويل البطاقات الورقية الي ذكية لا تستطيع الانتهاء من الكميات الفعلية الموجودة حاليا التي لا تقل عن1.3 مليون بطاقة. وما بين هذا وذاك يقف المواطن البسيط ليصطدم بعدم امكانية تحويل البطاقات الورقية الي ذكية بسهولة في ظل العمل الحكومي العقيم وفقا لما وصفه بعض المواطنين ل الأهرام المسائي, وهو الامر الذي يجعلهم يتكدسون أمام مكاتب التموين للانتهاء من هذه القصة الموجعة دون جدوي ليستغرق البعض اكثر من شهرين دون استخراج البطاقة الذكية. الوزير يعترف ل الأهرام المسائي: قصور بمكاتب التموين وراء عدم الانتهاء من إجراءات التحويل قال الدكتور خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية إن الوزارة مدت مهلة العمل بالبطاقات الورقية حتي نهاية الشهر الحالي واستمرار تسلم طلبات المواطنين, مرجعا ذلك لعدم تقدم العديد من المواطنين للتحويل من البطاقات الورقية إلي البطاقات الذكية. وأشار حنفي في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي إلي إمكان مد فترة العمل بالبطاقات الورقية بعد نهاية شهر ديسمبر في حالة وجود ضرورة ملحة لذلك, بالإضافة إلي أنه سيكون في مصلحة المواطنين. وأوضح ان هناك نحو300 ألف بطاقة ورقية من اجمالي18 مليون بطاقة للسلع التموينية لم يتم تحويلها الي بطاقات ذكية, وهي نسبة ضيئلة ويمكن الانتهاء منها بسهولة. وفيما يتعلق بشكاوي المواطنين من مكاتب التموين, أكد حنفي أن مكاتب التموين كغيرها من الجهات الحكومية ليست مثالية وقدرات المكاتب والتعامل معها ليست سريعة, ولذلك تعكف الوزارة علي تطويرها وتحديثها لتقديم خدمات افضل للمواطن. وأكد أن التكدس علي مكاتب التموين بالمحافظات أمر طبيعي خاصة ان المواطنين يريدون الانتهاء من التحويل قبل نهاية الشهر, مشيرا إلي أن الوزارة سوف تعمل جاهدة للانتهاء من ذلك في الفترة المحددة قبل نهاية الشهر الحالي. .. والمواطنون: تقدمنا للحصول علي البطاقة منذ شهرين حالة من الغضب العارم انتابت العديد من المواطنين نتيجة عدم امكانيتهم استخراج البطاقات الذكية بسهولة, فهناك بعض المواطنين ترددوا علي المكاتب التموينية لاكثر من شهرين لتسلم البطاقات الجديدة دون جدوي, وهو الامر الذي منعهم من صرف حصصهم من السلع التموينية, وتعرضهم في القريب العاجل الي السقوط من المنظومة التموينية لعدم الصرف لمدة تصل إلي3 اشهر متتالية. وقال محمد فتحي- موظف- إنه قام بتسليم البطاقة الورقية الي مكتب التموين التابع له بالجيزة منذ نحو شهرين لتحويلها الي بطاقة ذكية, مع تسليم جميع البيانات المطلوبة من الاسم وبطاقة الرقم القومي والعنوان إلا أنه حتي الآن لم يحصل علي البطاقة الجديدة. وأشار فتحي إلي ان وزارة التموين تصرح في وسائل الاعلام بالانتهاء من اجراءات التحويل للبطاقات الذكية خلال10 أيام فقط, وهو ما لا يلمسه المواطن علي أرض الواقع, قائلا: المواطن يري الامرين للحصول علي البطاقة الذكية دون جدوي. واوضحت فاطمة حسنين- ربة منزل- انها قامت بتسليم البطاقة الورقية منذ نحو شهر ونصف الشهر الي مكتب التموين الا انها حتي الآن لم تحصل علي البطاقة الذكية, مشيرة الي انها كلما سألت عنها بمكتب التموين يكون الرد واحد وهو عدم وصول الكارت الذكي من الشركة المسئولة عن تحويل البطاقات الورقية الي بطاقات ذكية. العربي أبو طالب: البطاقات المتبقية تصل إلي3.1 مليون بطاقة .. والوقت لم يسعف الشركات أكد العربي أبو طالب رئيس الاتحاد العام للعاملين بالتموين والتجارة الداخلية استحالة الانتهاء من البطاقات الورقية بنهاية الشهر الحالي, متوقعا الانتهاء منها علي نهاية شهر يونيو المقبل كحد أدني, خاصة ان البطاقات تتخطي حاجز المليون بطاقة. واستبعد ان يكون هناك نحو300 ألف بطاقة ورقية فقط علي مستوي الجمهورية, قائلا: هناك27 محافظة لو قلنا26 محافظة بمتوسط50 الف بطاقة فإن اجمالي البطاقات سوف يصل الي مليون و300 ألف بطاقة علي الاقل ويمكن القول ان ال300 ألف بطاقة موجودة بالقاهرة الكبري فقط. وقال إن الوزير لا يستطيع القيام بتحويل جميع بطاقات التموين الورقية إلي ذكية بنهاية ديسمبر المقبل, خاصة ان هذا الأمر مستحيل تنفيذه علي ارض الواقع في ظل وجود هذا الكم من البطاقات. وأضاف: الوزير لم يدرس ملف تحويل البطاقات الورقية لذكية بعناية, حيث إنه لا يعي القدرة الاستعابية للشركات الاستثمارية الثلاثة المنوطة باستخراج تلك البطاقات,إضافة لعدم احتساب معدلات التلف للبطاقات وبدل الفاقد اليومي والشهري والسنوي للبطاقات. وتابع: كما ان هناك العديد من الاسر التي يريد الابناء الانفصال من البطاقات التموينية لذويهم, وبالتالي فإن الحل الامثل هو استخدام البطاقات الفردية لمعرفة من يستحق الدعم ممن لا يستحقه خاصة ان بعض الاسر بها اغنياء وفقراء, إضافة الي صرف الاسرة للتموين وعدم استفادة المواطن به في حالة تزوجه وعدم انفصاله. وأشار الي ان هناك العديد من الاسر يرغب افرادها حاليا في الانفصال وهو الامر الذي سيزيد عدد البطاقات التموينية من18 مليون بطاقة الي57 مليون بطاقة علي الاقل وبالتالي فعلي الوزارة ان تعي هذا جيدا, خاصة انه وفقا للقانون يتم اسقاط المواطن من الدعم في حالة عدم صرفه3 أشهر متتالية وعملية الفصل قد تستغرق مدة اطول من ذلك.