لم تسعف إرادة الصغير ومناعته في صد المرض الخبيث الذي أصاب جسده الوهن وماتت في قلب أ مه مشاعر الحب ورغبتها في الحياة بعد أن عاشت حياة تعيسة , فتزوجت قبل ان تتم تعليمها الفني تمنت كأي فتاة حياة وردية مع زوجها فكانت تتفاني في خدمته لا تخالفه الرأي اصطدمت بحياة الضنك في عش الزوجية وتحملت ضيق ذات يد زوجها. وبدأت ثمرة حبها لزوجها تدب في احشائها فكانت تنتظر قدوم طفلها للدنيا بفارغ الصبر اختارت اسمه قبل ان يولد ورتبت اغراضه الصغيرة ولم يكن يؤرقها سوي الخلافات المستمرة مع زوجها بسبب عائلته التي كانت كثيرا ما تتدخل في شئون حياتهما فقد كان والداه بل واشقاؤه يتدخلون في ابسط الأمور. وكأي زوجة عاقلةتحملت مصاعب الحياة فلم تذهب لوالديها تشتكي يوما وكان يكفيها رضا زوجها عنها فأحيانا كان يستمع لأهله وكثيرا ما كان يستمع لها ولكن الحياة اصبحت قاسية رغم تحسن أموره الماديه وامتلاكه محلا يدير عليه دخلا لا بأس به. مرت الايام ووضعت الزوجة طفلها الذي قررت ان يكون هو كل حياتها فكانت تملؤها السعادة مع كل يوم يمر عليها وفي حضنها وليدها الي ان فوجئت بمرض الصغير لتذهب به الي مستشفي الاطفال وبعد سلسلة من التحاليل و الاشعات وقفت امام الطبيب ترتجف وتحتضن ابنها الصغير الذي قال لها بضع كلمات قليلة قاسية مؤكدا لها(عمر) مصاب بالسرطان. وفجأه انقلب حلمها بابن لها يضمد جراحها الي كابوس مريع, بكت ابنها الصغير في كل لحظة وكل دقيقة وحاولت مرارا وتكرارا الصبر علي مشاكلها مع زوجها التي تفاقمت علي الرغم من مرض ابنها فلم يقر احدا حزنها وألمها وحاول الزوج الوقوف بجوار زوجته في مرض ابنهما لكن المسئولية كانت ملقاة علي عاتقها كاملة. وفي لحظة ضعف و ألم وقهر حكت لشقيقها مآساتها مع زوجها وأهلهمؤكدة حب زوجها لها لكنه بالمقابل ضعيف امام اهله وقرر شقيقها الوقوف بجوارهافكانت تلجأ اليه في كل الاوقات فكانت مسئوليتها اتجاه ابنها اكبر منها لا تستطيعحملها وحدها الي ان وصلت مع زوجها الي نقطة لا رجعة فيها بعدان ضربها في احدي المشاجرات فحملت بعض اغراضها وذهبت الي بيت ذويها وتفاقمت المشكلة الي ان وصلت للطلاق وزادت معه آلام عمر الي ان قرر الاطباء انه لا امل في شفائه وذبل امامها رويدا رويدا الي ان فاضت روحه في الوقت الذي لم يقدر الزوج مشاعر الأم المكلومة وطالبها بعودتها لعصمته وللمنزل الا انها لم تكثرت لطلبه فأرسل الوسطاء للمحاولة. استعرت الخلافات بين الزوجين وهو مادفع غضب شقيق الزوجة هناء للتوجه الي منزل طليق شقيقته ومعاتبته علي عدم وقوفه بجانب زوجته في مرض وحيدهما وهنا وصل الخلاف الي معركة دامية انتهت بمقتل الزوج علي يد شقيق طليقته. تلقي اللواء محمد الشرقاوي مدير أمن الدقهلية إخطارا من اللواء السعيد عمارة مدير المباحث الجنائيه بورود بلاغا الي العميد عصام الشابوري مامور قسم اول المنصورة, بوصول محمد ع. م.33 سنة صاحب محل إلي مستشفي المنصورة الدولي جثة هامدة نتيجة طلق ناري في الصدر علي الفور شكل اللواء السعيد عمارة مدير المباحث الجنائية فريق بحث برئاسة العميد أحمد فاروق رئيس مباحث المديرية, والرائد شريف أبو النجا رئيس مباحث قسم أول المنصورة للوصول إلي مرتكب الجريمة. حيث دلت التحريات أن القاتل هو محمد ع.ع. عامل شقيق مطلقة المجني عليه, وأنه بعد توجهه إلي محل المجني عليه ونشوب مشادة كلامية في وجود أحد أصدقاء المتهم وبحوزته بندقية آلية ووجود والد المجني عليه تطورت المشادة إلي قيام المتهم باستخراج فرد خرطوش من طيات ملابسه,وإطلق النار علي صدر المجني عليه ليلقي مصرعه في الحال, وفر المتهم من مكان الحادث