مكنش قصدي أقتله جمال ده ابن عمري وأول فرحتي وهو اللي ليا في الدنيا هو في حد يقتل ضناه. هكذا تحدثت زينب بطلة جريمة العاشر قاتلة نجلها بعد القبض عليها وتمثيل الجريمة كلمات تبدو مكررة تبرر لاي أم خلعت ثوب الامومة و تخلت عن غريزتها وأقدمت علي فعلتها الشنعاء نتيجة تمادي في الافراط في العقاب فكانت النتيجة ازهاق روح بريئةتائهةحائرةكتب عليها الشقاء طوال رحلة حياة طالت أو قصرت مع أب او أم قاسية, لم تسعهما الدنيا مع صغيرهما الذي بات غريبا عنها طوال اقامته فيها فشاء القدر له أن تكون النهاية علي يديهما علها تكون البداية لتفيقوا بعد أن يفقدوا وبأيديهما من نطلق عليهم فلذات الأكباد أعز الناس وقصة زينب قد تتفق و تختلف مع الكثير من القصص التي تشابهت معها نتيجة الظروف... ظروف التفكك الاسري وعدم الاستقرار واضطرار الزوجة للزواج بآخرقد لايتحمل الضيف الجديد والذي دائما يكون مغلوبا علي أمره لا مكان له بين أسرة جديدة تبدأ حياتها خاصة مع تشبث الام بالطفل ليس لمجرد الرغبة في الابقاء عليه فقط وغمره بالحنان والحب أو تعويض ما يشعر به من حرمان ولكن لاذلال الزوج الطرف المتنحي بعد فترة زواج عادة ما تكون قصيرة ليظل الصغير دائما هو الضحية ويدفع دون ذنب أو جريرة ثمن هذا الخلاف فالأم قد ضاقت ذرعا بنجلها الذي حرم وجود الاب وحنانه بسبب الطلاق بعد أشهر قليلة من ولادته ثم غياب أمه التي لم تكل الزواج بواحد تلو الآخر حتي وصلوا لأربع أزواج بعد طلاقها من والد الطفل ليحرم منها هي الأخري في ظل سعيها للتشبث بآخر أزواجها خاصة وأنها انجبت منه وأصبح لها من الأطفال اثنين آخرين فحاول الصغير هو الآخر الانشغال عنهم و فرغ كل طاقاته في اللعب و الحركة والتجول هنا وهناك فكثرت اخطاؤه وكان ذكيا لماحا حتي أن تعليقاته وكلامه كانا سببا دائما في التنكيل به وايذائه, فقد كان كما يقول عنه الجيران اكبر من سنه, ولم يفلح كل تهديدها ووعيدها عن ردعه أو تحويله للهدوء والدعه فهكذا أراده الله وخلقه لكنها لم ترض به أو ترده حتي كان اليوم المشئوم كما تؤكد الأم من بين دموعها التي بدت باردة جامدة و قاسية لا حياة فيها حينما انهال ضربا علي شقيقه الأصغر5 سنوات حتي سالت منه الدماء ليتحرك بعدها للعب مع اخته الاخري عامين لعبة شد الحبل.... حينها لم تدري الأم بنفسها كانت قد ضجت تصرفاته فسارعت للامساك به وجذبه بالايشارب الذي كان يستخدمه في اللعب لتوبيخه وتأديبه بعدما تكررت ايذاءاته لاخوته وزملائه وتعددت الشكوي منه ولم تدري كيف التف الايشارب بعنقه في غمرة انفعالها ولم تسمع صوت صرخاته المكتومة حتي سمعته يتنفس بصعوبه ثم تنطلق منه شهقه ليسلم بعدها الروح تماما حاولت تحريكه افاقته لكن فات الاوان فالطفل لفظ أنفاسه الاخيرة وصار لجوار ربه واسقط في يدها ماذا تفعل تفتق ذهنها أن تتنصل من الجريمة حتي لاتجر نفسها لمشكلات جديدة فهي مازالت لديها من الأطفال اثنين آخرين بحثت عن مخرج من الكارثة ذهبت لحجرة النوم أتت باللحاف وضعته بداخله, لم تدري أن هناك عيونا تلاحقها تراقبها دون أن تعي ماذا تفعل انتظرت حتي جاء الليل وسكنت الحركة تسللت حاملة جثة طفلها لتضعها بمدخل العمارة وذهبت لتسأل عنهمدعيه لهفتها وقلقها علي غيابه وحين عثر عليه سارعتبصحبة الجيران به للمستشفي ليخبروها بأنه فارق الحياة حاولت البكاءفبدتدموعها أقرب لدموع التماسيح ووبدأت الشكوك تساور رجال البحث لتحوم حولها الشبهات منذ الوهلة الاولي ولم يسلم رجال البحث بالعاشر بالقصة المزعومة ولوعتهابانها عثرت علي طفلها مقتولا رغم اصرارها علي البكاء والظهور بمظهر الام المكلومة. وبنقل الشكوك قرر العميد ابراهيم سليمان تشكيل فريق بحث باشراف الرائد أحمد غازي رئيس مباحث قسم أول العاشر من رمضان وتوصلت التحريات التي قام بها الرائد محمد خشينه أن الأم مطلقة من والد الطفل ومتزوجة من آخر منذ عدة سنوات وان طفلها المجني عليه كان دائم التسبب لها في مشاكل مع أزواجها وزوجها الأخير رغم غيابه عن المنزل لفترات طويلة كانت دائمة الانفعال عليه بسبب ضيق زوجها ولم تستطع كبح جماح غضبها الذي فاض حتي تخلصت منه بيديها. القاتلة!!