منذ أن تزوج «حامد» من زوجته الأولى وحياتهما تحولت إلى جحيم بسبب الخلافات اليومية التى تتفاقم يوماً بعد يوم لأتفه الأسباب، ولكن الزوجة المسكينة كانت تتحمل لوجود طفل يحتاج إلى رعاية وعناية. فكرت كثيراً فى طلب الطلاق ولكن الطفل المسكين سيكون الضحية، تحملت من أجله المصاعب والمشاق والحياة القاسية، فكانت تتعرض للضرب والإهانة وكثيراً ما كان يطردها من المنزل إلى بيت والدها، وكانت تعود بعد تدخل العقلاء من الأهل والأقارب وكبر الطفل وأصبح فى الصف الخامس الابتدائى ورزقهما الله ب «داليا» طفلة صغيرة ملأت حياة الأم الحزينة بهجة وسعادة، وكبرت الطفلة ووصلت لسن الرابعة وكانت الخلافات فى ذلك الوقت قد تفاقمت بينهما واستحالت معها العشرة أو الجلوس معاً فى منزل واحد فكان لابد من الطلاق، أرادت أن تنفصل منه بشرط أن تبقى ابنتها معها فى منزل جدها، وبالفعل تم الطلاق منذ أكثر من شهرين وتزوج هو الآخر من إحدى فتيات البلدة، وكان من حين لآخر يطلب ابنته الصغيرة لتقضي معه بعض الوقت، وكان يعاملها معاملة سيئة وكانت زوجة والدها هى الأخرى تعاملها معاملة سيئة نكاية فى زوجته السابقة لعلمه بحبها الشديد لطفلتها الصغيرة، وفى آخر زيارة طلب أن تأتى الطفلة لتعيش معه فى المنزل وكأنه يدبر لشىء ما إنه يريد أن ينتقم من الأم، فقضى أياماً يعذبها بكل أنواع العذاب لقد تجرد من كل مشاعر الأبوة والإنسانية والرحمة كان يطفئ فى جسدها النحيل أعقاب السجائر، وكان يقيدها بالحبال ويضربها بخرطوم مياه وكأنه تحول إلى وحش كاسر، فكان يقوم بكيها بالنار فى أماكن حساسة من جسدها وكان يقوم بعضها فى ذراعيها ويديها وكأنه حيوان مسعور، ونسى أن هذا الملاك الطاهر الذى لا يعرف عن الدنيا شىء، ولا عن المشاكل التى كانت تدور بينه وبين والدتها، عذبها حتى الموت لمجرد أنها ابنته من طليقته حتى لقيت ربها، فبأى ذنب قتلت هذه الطفلة المسكينة؟.. التى كانت تستنجد به من شدة التعذيب، ولكن قلبه أصبح كالحجارة أو أشد قسوة لم ترحمه دموعها ولا صرخاتها، وكان ابنه يشاهده وهو يعذب شقيقته، كان يحاول منعه من ذلك إلا أنه لم يستطع كان يهدده بالضرب والتعذيب هو الآخر. «إذا تحدث أو تلفظ بكلمة واحدة ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى كان يعذبها أو يضربها فيها، فلقد تكررت لعدة مرات ولكن هذه المرة كانت الأخيرة».. هكذا قال الابن فى اعترافاته أمام المستشار أحمد صفوت الخطيب وكيل نيابة جنوبسوهاج الكلية. وكان اللواء إبراهيم صابر، مدير أمن سوهاج، قد تلقى إخطاراً من مأمور مركز شرطة دار السلام، بوفاة طفلة بمسكنها بناحية الخيام دائرة المركز.. على الفور انتقل قيادات فرقة الشرق وإدارة البحث الجنائي، برئاسة اللواء حسين حامد مدير إدارة المباحث الجنائية ومأمور وضباط المركز. بالفحص تبين مقتل الطفلة «داليا» 4 سنوات، وتقيم بذات الناحية بمسكن والدها، وبمناظرتها تبين وجود إصابات عبارة عن كدمات بالوجه وإصابات متفرقة بالمقعدة والصدر يرجح أن تكون حروق دائرية وآثار عقر آدمي بالذراع اليسري وخروج سائل أبيض من الفم. وبسؤال المدعو ناصر «عامل زراعي» وحمادة «عامل» اتهما والد المجني عليها بالتسبب في وفاتها بسبب خلافات عائلية، وانفصاله عن والدتها منذ فترة.. تم نقل الجثة لمشرحة المستشفي المركزي وتمكنت وحدة مباحث المركز برئاسة المقدم محمد الأرضى من ضبط المتهم، وبمواجهته أنكر ما نسب إليه واعترف ابنه تفصيلياً بما كان يحدث من تعذيب لشقيقته، وبالعرض علي النيابة العامة برئاسة المستشار أحمد صفوت الخطيب وكيل نيابة جنوبسوهاج قرر حبس المتهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق.