المعاناة الحقيقية في التعليم هي اختيار القيادات القادرة علي وضع الخطط وتنفيذها لأن الاختيار حاليا يتم بشكل عشوائي وحسب الاهواء والأساليب التي يعرفها الجميع مما ادي الي وجود قيادات عشوائية هشة وللاسف من يتحكم في اختيار القيادات لجنة عليا لاعلاقة لها بالتعليم يتحكم فيها احد الموظفين المنتدبين بالديوان العام. وما يؤكد كلامي ما حدث في وكيل مديرية التعليم بكفر الشيخ الذي فوجئ بفاكس يصل للمديرية باختيار وكيل آخر بدون سابق إنذار رغم انه يشغل هذا المنصب منذ خمس سنوات ولم يتم التحقيق معه او تحويله للشئون القانونية لوجود مخالفة ومن العجائب ان هذا الوكيل اخذ حكما ضد وزير التعليم السابق ابراهيم غنيم ببقائه وكيلا للتعليم بكفر الشيخ ومن العجائب ايضا ان الوكيل الذي تم اختياره لاتتعدي خدمته بالتربية والتعليم عشر سنوات ولا أعرف سر اختيار قيادات التعليم في مصر حتي الآن رغم عملي كمحرر للتعليم مايقرب من25 عاما وعجزت عن فك لغز اختيار القيادات سواء في الديوان العام والمديريات التعليمية وللاسف ان الدكتور محمود ابو النصر وزير التربية والتعليم لايقتنع باي رأي يتعارض مع راي هذا الشخص العجيب رغم تقديم الدلائل والقرائن حول تدخلاته في عمليات الاختيار وان هذه العشوائية والمحسوبية في الاختيار هي التي ادت الي نتائج سيئة في التعليم لانها قيادات غير قادرة علي اتخاذ القرار ولاتمتلك مهارة التفكير وحل المشكلات لان اختيارها لم يتم بشكل علمي واننا اذا اردنا بالفعل تطوير مصر واصلاح منظومتها الادارية والعلمية لابد من تعليم جيد قائم علي اسس حقيقية وطرق علمية تصلح من حال المنظومة وهذا يتطلب ثورة يقودها وزير التعليم بفلترة القيادات القائمة التي تم اختيارها بشكل فيه عيوب وان يتم الاختيار بشكل علمي من خلال لجنة عليا محايدة لايتدخل في عملها اي موظف بالتعليم وتتكون من خبراء في الادارة والتخطيط والتربية وتنمية بشرية ويتم من خلال اعلان في الصحف الاكثر انتشارا وعدم الاقتصار بالاعلان علي موقع الوزارة الاليكتروني وللاسف ان هناك اعلانات نشرت عنها وتم رفعها من الصفحة بعد ساعة بعد الاطمئنان علي أن من يريدونه قد قرأ الاعلان وتقدم لشغل الوظيفة واذا كان الرئيس السيسي يقود ثورة في التنمية ومحاربة الفساد فإننا نحتاج قيادات علي نفس المستوي قادرة علي تنفيذ سياسة الدولة لاحداث التنمية الشاملة وخروج مصر من ازمتها الحالية. ان العديد من الاحداث الاخيرة في التعليم تمت بسبب القيادات الضعيفة لانها تقدم تقارير غير سليمة للوزير مما ادي الي اتخاذ قرارات مبنية علي معلومات خاطئة ادت الي كوارث تعليمية ومنها التقارير المتعلقة بالابنية التعليمية والكتب المدرسية التي يوجد البعض منها لم يصل للطلاب حتي الآن رغم تصريح الوزير بوصولها الي95% منذ أكثر من شهر مضي وان مايحدث في الميدان يتحمله الوزير بسوء اختيار القيادات والجزء الآخر يتحمله المحافظون باعتبارهم الجهة التنفيذية المسئولة عن المتابعة والتنفيذ. وأطالب الوزير بإعادة النظر في القيادات والمسئولين عن اختيارهم خاصة بعد الجولات التي يقوم بها لمتابعة العملية التعليمية بالمحافظات والتي كشفت له العديد من السلبيات الموجودة بالعملية التعليمية وسببها القيادات الضعيفة اذا كان يريد الإصلاح الحقيقي في مصر واطالبه ايضا بأن يصطحب معه الاعلاميين والصحفيين في جولاته حتي يكتشفوا حقائق التعليم علي ارض الواقع وتكون الكتابة من الواقع بدلا من اختلاق القصص التي لااصل لها ولكن اعتماد الوزير علي آراء مستشارين لايفهمون شيئا عن العمل الاعلامي وهدفهم هو تحقيق المصالح وفي النهاية أقول للوزير أحسن الاختيار لأن التعليم امانة في عنقك وتخلص من الذين لايفيدون بل هم مدمرون ولو كان هؤلاء مفروضين عليك فاكشف ذلك للرأي العام لان النتائج محسوبة عليك وحدك دون أحد والتاريخ سيقول كلمته.