عندما نتحدث عن نجاح شخص أو مؤسسة أو وزارة او حتي منزل فلابد ان نتذكر جيدا أن الادارة الناجحة هي التي تستخدم الاسلوب العلمي في ادارة ادوات العمل. ومن هنا يأتي الفرق بين شخص وآخر وشركة وأخري من معدلات النجاح والتفوق ودائما مايؤكد خبراء التنمية البشرية إهمية حسن الادارة واتباع الخطوات العلمية في ادارة البشر وبنية المؤسسة معا حتي الوصول الي أفضل النتائج. مناسبة هذه الكلمات هي وجود وزير جديد لوزارة التربية والتعليم جاء بعد انهيار شديد في ادارة الوزارة وقطاعاتها المختلفة وصدور قرارات وزارية ألغت قرارات سابقة لتنظيم العمل داخل المؤسسات التعليمية مثل القرارات العجيبة التي أصدرها جمال العربي وزير التربية والتعليم والتي ساعدت علي عودة الفوضي مرة أخري للمدارس الدولية في مصر وكان احمد جمال الدين قد اصدر القرار الوزاري235 لسنة2011 بتنظيم واخضاع المدارس الدولية لاشراف التربية والتعليم وجاء جمال العربي ليصدر القرارين144 و278 لسنة2012 لتعود المدارس الي عهدها القديم ويعود ذلك الي مستشاري السوء والقيادات التي لاتعمل للصالح العام وان السبب في اصدار العربي هذه القرارات العرض السييء من المرءوسين الذين اعتمد عليهم وليس لديهم خبرة تعليمية. ولكي تسير الامور بوزارة التربية والتعليم بشكل ناجح لابد ان يتخذ الدكتور ابراهيم غنيم وزير التربية والتعليم عدة خطوات لكي تدار دفة التعليم بشكل جيد. أولا: أن لايعتمد علي اصحاب الثقة ممن ليس لديهم خبرة في مجال الادارة خاصة ادارة المؤسسات التعليمية وان يتولي بنفسه رئاسة اللجنة العليا لاختيار القيادات لينتقي افضل العناصر التي يمكن الاعتماد عليها وتكون صاحبة قرار في الادارة التي تتولاها دون العودة الي الوزير في كل صغيرة وكبيرة مما يؤدي الي تعطيل تنفيذ المشروعات. ثانيا: اعادة النظر في القيادات الحالية بالوزارة التي اغرقت جمال العربي في عشرات القضايا والتي أدت الي الاعتداء عليه من الموظفين قبل تركه الوزارة بأيام وأن يكون الوزير الجديد شخصية قوية قادرة علي اتخاذ القرار ولايرضخ لأي ضغوط من داخل الوزارة أو خارجها حتي يستطيع ان يتحكم في زمام الأمور بالوزارة ولايرضخ لتهديدات التقارير الامنية التي لم يعد لها دور بعد الثورة. ثالثا: التعامل بشفافية شديدة ووضوح مع مشكلات التعليم وان تعرض علي الرأي العام من خلال وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة حتي يقف الرأي العام علي حقيقة التعليم واستراتيجيات التطوير واهمية المشاركة الشعبية في التطوير لان الوزير وحده بدون المجتمع لايمكن ان يطور التعليم فالنجاح الحقيقي يحتاج الي ادارة أزمة التعليم بحرفية شديدة وعالية وبحكمة واقتدار وليس بالعنتزية في القرارات والرضوخ لاصحاب الاصوات العالية الذين دمروا التعليم في مصر خلال السنوات الماضية. رابعا: التعاون الشديد والحقيقي مع المعلمين بكل أطيافهم وقياداتهم وائتلافاتهم في تطوير التعليم المصري وعدم الاعتماد علي نقابة المعلمين وحدها وان أي قرار جديد يجب صدوره بعد دراسته من جميع جوانبه ليخرج معبرا عن جميع الآراء وليس معبرا عن فئة بعينها وان يرضي عنه غالبية المعلمين لانه ليس هناك اجماع كامل علي رأي واحد. واتمني ان يدير الدكتور ابراهيم غنيم الوزارة بمنطق النجاح وليس بمنطق القص واللزق والفهلوة وارضاء هذا وذاك علي حساب المصلحة العامة للبلد ولوزارة التربية والتعليم باعتبارها الوزارة الرائدة في تنشئة الاجيال لمصر المستقبل.