اتهمت لجنة رصد ومتابعة الأداء الاعلامي والاعلاني لانتخابات مجلس الشعب, عددا من القنوات التليفزيونية الخاصة والعامة,وبعض الاذاعات وبمخالفة المعايير والمبادئ التي أعلنتها اللجنة كمرجعية لعملها حيث صدر تقرير للجنة رصد عدة مخالفات تتبع بعض القنوات التابعة للدولة, مثل برنامج بالمختصر المفيد الذي يذاع علي قناة نايل لايف, وبرنامجي أخبار الخامسة, وصباح الخير يامصر والمذاعين علي القناة الأولي, فضلا عن برامج90 دقيقة والحياة اليوم وبرلمان وأحزاب ومصر اليوم المذاعة علي قنوات دريم والحياة والفراعين. فيما أشادت اللجنة باهتمام القنوات التليفزيونية ومحطات الاذاعة ببرامج التثقيف السياسي والتحفيز علي المشاركة السياسية. وفي أول رد فعل علي الملاحظات الواردة بتقرير اللجنة قام أنس الفقي, وزير الاعلام باحالة المخالفات الي المهندس أسامة الشيخ, رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون لتدارك التجاوزات ومحاسبة المسئولين عنها كما أحال التقرير الي وزارة الاستثمار لكي تتخذ المنطقة الحرة الاعلامية اجراءاتها تجاه الفضائيات الخاصة. ومن المخالفات التي رصدها التقرير مخالفة برنامج بالمختصر المفيد المذاع علي قناة نايل لايف يوم الثلاثاء2 نوفمبر الجاري, لقيامه بعمل دعاية مباشرة لأحد مرشحي الحزب الوطني حيث قام باستضافة المرشح بصفته رئيس جمعية للتنمية الاجتماعية, وأسهب خلال الحديث عن جهوده وأنشطته, وأذاع البرنامج تقريرا للاشادة بالمرشح. وقام التقرير برصد خبر أذيع في نشرة أخبار الخامسة علي القناة الأولي, يوم2 نوفمبر عن زيارة رئيس الوزراء لمنطقة حلوان وبرفقته الوزير سيد مشعل المرشح للدائرة عن الحزب الوطني, مما يحمل شبهة الالتفاف علي مبدأ عدم الخلط بين تغطية أخبار الوزراء والدعاية الانتخابية لهم, كما ان نفس نشرة الأخبار خصصت تقريرا مطولا عن أمانة السياسات مما يمثل إخلالا بمبدأ الحياد والتوازن. وقال التقرير ان برنامج صباح الخير يامصر أذاع خبرا يحمل دعاية غير مباشرة للوزير سامح فهمي عن تحويل محطات البنزين بمدينة نصر الي جراجات لخدمة أهالي المنطقة, وقام نفس البرنامج باستضافة الصحفي محمد الشماع في أقوال الصحافة, وتطرق الضيف الي الحديث عن نفسه باعتباره مرشحا مستقلا في الانتخابات, كما قام برنامج من قلب مصر باستضافة عدد من ممثلي الأحزاب وعرض أنشطتهم وتجاهل أحزابا أخري. ووصف التقرير تغطية القنوات الاقليمية بالتوازن, ولم يبد ملاحظات أو يرصد مخالفات علي التغطية التليفزيونية الاقليمية للانتخابات الا انه أشار الي ان بعض البرامج تستضيف شخصيات تبدي شيئا من التحيز تجاه الحزب الوطني, مطالبا بتلافيها. وحذر ا لتقرير من ارتكاب مخالفات لأخلاق مهنة الاعلام ومعايير اللجنة, من خلال استضافة من يوجهون دعوات لمقاطعة الانتخابات أو التشكيك في العملية الانتخابية مثلما فعل برنامج90 دقيقة الذي استضاف د. أسامة الغزالي حرب, رئيس حزب الجبهة, الذي تحدث لأكثر من ساعة عن الانتخابات المقبلة وتضمن حديثه الكثير من التشكيك في جدوي الانتخابات, ورغم الحق المكفول لأي حزب سياسي لبيان موقفه, الا ان الاصرار علي التشكيك في العملية الانتخابية برمتها يمثل مخالفة للمبادئ والمعايير المهنية والأخلاقية للتغطية الانتخابية, وطالبت اللجنة وسائل الاعلام بالامتناع عن كل ما من شأنه النيل من أهمية الانتخابات والنيل من ثقة المواطنين بما يؤدي الي العزوف عن المشاركة. وأشار التقرير الي قيام برنامج الحياة اليوم يوم2010/11/1 بارتكاب مخالفة حينما استضاف في احدي فقراته علاء عبد المنعم مرشح حزب الوفد, عن دائرة الدرب الأحمر, والذي تحدث بأسلوب غير لائق عن منافسه, وقال ان أهالي الدائرة طلبوني للترشيح بعد أن رفضت خوض الانتخابات, لأنني أعرف أن الانتخابات سوف يتم تزويرها وقالوا لي سوف تتركنا للحرامية. وكانت قناة الفراعين أكثر القنوات التي خالفت المبادئ والمعايير فعلي سبيل المثال لا الحصر ذكر التقرير قيام برنامج برلمان وأحزاب باستضافة ثلاثة مرشحين في حلقة11/1 للحديث عن برنامجهم الانتخابي, وعرض فقرة لأحد المرشحين في تقرير مع الوزير أحمد درويش لمدة20 دقيقة. وأضاف تقرير لجنة الأداء الاعلامي أن نفس البرنامج دأب علي استضافة رجال أعمال مرشحين للحديث عن إنجازاتهم الشخصية, بل واستضاف البرنامج توفيق عكاشة المرشح للشعب باعتباره صاحب القناة, والذي تحدث عن انجازات الحزب الوطني. وأشار الي انه في يوم الأحد11/6 واصل صاحب القناة توفيق عكاشة في برنامج مصر اليوم الحديث عن دائرته واحتياجاتها مطالبا وزير الزراعة علي الهواء بحل مشاكل الفلاحين بها, وفي حلقة الاثنين11/8 من برنامج برلمان وأحزاب كتب علي الشريط الاخباري تهاني من أسرة القناة لتوفيق عكاشة لفوزه بثقة الرئيس مبارك واختياره لمقعد الفئات في دائرة نبروه, وفي نفس الحلقة استضاف مقدم البرنامج د. هشام اسماعيل هلال الأستاذ بكلية التربية الرياضية ببورسعيد للحديث عن والده المرشح عن الحزب الوطني في دائرة إمبابة وإنجازاته. واتهم التقرير صراحة برنامج برلمان وأحزاب بأنه اتخذ من الدعاية الإعلانية المباشرة هدفا له دون التمييز بين الإعلام والإعلان, وهو ماجعل اللجنة تصدر عددا من التوصيات هي: تجنب وسائل الإعلام المسموعة والمرئية كل ما من شأنه التشكيك في الانتخابات أو اجراءاتها أو مراحلها. والاسراع في بث التنويهات التي تحث المواطنين علي المشاركة الفاعلة في الانتخابات وتقديم المزيد من البرامج التي تهتم بالتشجيع علي المشاركة. واحترام القنوات التليفزيونية والشبكات الاذاعية لمبدأ حق الرد والتصحيح باعتباره أحد الاعراف المستقرة والمكفولة لكافة الأحزاب والمرشحين. وتوخي الدقة في عرض أسماء الدوائر والمرشحين ألقابهم وتقديم الإحصاءات والأرقام التي ترد بشأن العملية الانتخابية وأخيرا حرص مسئولو القنوات التليفزيونية والمحطات الاذاعية علي متابعة الأداء بينهم والتأكيد علي حيادية مقدمي البرامج ونزاهتهم واتاحة فرص متوازنة لكافة الضيوف بمختلف انتماءاتهم الحزبية والسياسية. وكانت لجنة متابعة ورصد الدعاية الاعلامية والاعلانية لانتخابات الشعب قد أصدرت أول تقرير لها منذ تشكيلها, مشيرة الي استجابة اتحاد الاذاعة والتليفزيون لرأي اللجنة بشأن اذاعة تنويهات خاصة بحزب الوفد, لتكون أول شكوي تبت فيها اللجنة, فضلا عن الفصل في شكوي الحزب الوطني واتهامه قناة دريم بمخالفة الحيدة, لتناولها شأنا داخليا بالحزب, في غياب ممثليه.