شهادة تقدير جديدة يستحقها حسام حسن المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالزمالك بعدما نجح في تقديم درس في كيفية إدارة المباريات الصعبة وصناعة الفارق لفريقه خططيا وتكتيكيا بالفوز الكبير الذي حققه لاعبوه علي اتحاد الشرطة2 صفر سجلهما النجم الأسمر شيكا بالا في الدقيقتين34 من الشوط الأول و11 من الشوط الثاني في المباراة التي أقيمت بين الفريقين مساء أمس في ستاد القاهرة في ختام الأسبوع التاسع لمسابقة الدوري العام ليهدي القمة للزمالك لأول مرة منذ توليه المهمة برصيد17 نقطة.. ليصبح الفريق المنافس الأقوي والمرشح الأكبر لحصد اللقب هذا الموسم.. بعدما تجاوز منافسا لم يتذوق الهزيمة هذا الموسم إلا علي يديه وفشل الكبار الأهلي والإسماعيلي في الانتصار عليه. وكل التحية لحسام حسن المدير الفني للزمالك الذي أثبت أنه مدير فني من طراز فريد يجيد توظيف اللاعبين واختيار التشكيل الأمثل وأنسب التوقيتات للدفع بلاعبيه والمباريات التي تتطلب تغييرا في الأسماء وأساليب اللعب والتكتيكات ليثبت أن المستقبل له ومعه المدرب العام الرائع طارق سليمان. سيطر الزمالك علي الشوط الأول بفضل التغييرات التكتيكية الرائعة التي أجراها حسام حسن المدير الفني للفريق سواء في الأسماء والوظائف وأسلوب اللعب بعدما اعتمد علي ثلاثة لاعبين ارتكاز في وسط الملعب هم عاشور الأدهم وهاني سعيد وإبراهيم صلاح وفي الأمام أحمد جعفر وشيكابالا وخلفهم الرباعي محمد عبدالشافي وعمرو الصفتي ومحمود فتح الله وعمر جابر. وأجاد لاعبو الزمالك في السيطرة في الشوط الأول ساعدهم علي ذلك الحذر المفرط والمبالغ فيه من طلعت يوسف المدير الفني لاتحاد الشرطة الذي لعب بالطريقة الرقمية3 5 1 1 بوجود ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع هم محمد نجيب وحسام عبدالجواد وأحمد دويدار.. ومصطفي مشير ورضا العزب.. ومحمد حنفي وعصام عبدالعاطي ومحمد الفيومي.. وصلاح عاشور وجوبا. والشكل الخططي الذي لعب به طلعت يوسف تسبب في ضغطه وفقده للكرة معظم الوقت وفي فترات عديدة من الشوط الأول بل أنه أسهم في زيادة استحواذ الزمالك علي الكرة دون أن يدري, بالإضافة لضعف الكثافة العددية لفريقه في وسط الملعب منح المنافس القدرة علي اللعب والأداء بحرية كبيرة في وقت لم يكن هناك ما يبرر ما فعله خاصة ان الزمالك لعب برأس حربة وحيد هو أحمد جعفر ومن خلفه الثنائي علاء علي وشيكابالا اللذان توليا عملية التحرك في عمق الملعب أو علي الأطراف مما صعبت معه رقابتهما من قلبي دفاع الشرطة وكان من الصعب أن يلتزم بهما مصطفي مشير ورضا زيكا.. واضطر محمد حنفي للتأخر في فترات عديدة ليلعب أمام قلبي الدفاع لمحاولة الوجود في مكان يسمح له بالضغط عليهما عند تسلم الكرة. ويكفي انه في الوقت الذي اهتم به طلعت يوسف بإيجاد كثافة عددية في العمق لمنع الاختراقات منه فإن كل فرص الزمالك المؤثرة جاءت من العمق ولم يفلح الثلاثي محمد نجيب وحسام عبدالجواد وأحمد دويدار في الرقابة ولا أفلح محمد حنفي في الضغط امامهما ولا محمد الفيومي في صناعة اللعب والمساندة علي الإطلاق والسبب ان الثلاثي الأول تولي رقابة لاعب واحد بمفرده أحمد جعفر في الوقت الذي ترك فيه المساحات شاسعة وفارغة للثنائي علاء علي وشيكابالا.. والأهم من ذلك ان المفاجأة تمثلت في النجم هاني سعيد الذي تحول في أوقات كثيرة من لاعب ارتكاز مدافع إلي مهاجم متأخر تارة ولصانع ألعاب مميز تارة أخري وقدم درسا في نماذج التحرك الطولي للمساندة الهجومية وفي كيفية التغطية علي خط الوسط وفي الضغط الدفاعي وبدا وكأنه لاعب متكامل دفاعيا وهجوميا للحد الذي لم يتردد في شغل مركز رأس الحربة والتقدم في توقيتات عديدة. وإذا كان هاني سعيد تحول في الدقيقة34 لرأس حربة صريح واهدر فرصة حقيقية فإنه عاد ليقوم بدور صانع الألعاب المميز ويصنع الهدف الأول بإقتدار عندما مرر كرة رائعة لأحمد جعفر في الدقيقة38 يهيأها الأخير برأسه لشيكابالا الذي يتسلم ويراوغ ويسدد بإقتدار في الزاوية الضيقة مسجلا الهدف الأول. ويضغط الشرطة بعد الهدف في آخر دقيقتين وينقذ محمد عبدالشافي كرة من مصطفي مشير كانت في طريقها للمرمي ويحاول الفريق التعادل دون جدوي لينتهي الشوط الأول1 صفر. ويبدأ الزمالك الشوط الثاني بقوة بعدما اجري حسام حسن تغييرا عبقريا بسحب أحمد جعفر والدفع بمحمد إبراهيم ليضمن امتلاك ثلاثة لاعبين من اصحاب القدرات المهارية والفنية العالية في الثلث الهجومي بعدما تخيل شكل وسيناريو الشوط الثاني والمساحات الخالية التي يمكن ان يتسبب فيها اندفاع نجوم الشرطة من اجل التعادل.. وهو ما تحقق بالفعل وسيطر علي الكرة في الثلث الهجومي وتلاعبو بالخصم كثيرا وأرهقوه بشكل غير عادي وغير متوقع يدلل علي القدرات الكبيرة والرائعة لحسام حسن في إدارة المباريات.. وكاد يسجل مبكرا محمد إبراهيم من تمريرة لشيكابالا ولكنه تصرف بلا مبالاة.. ويسجل شيكابالا هدف صحيح تماما ألغاه الحكم بدعوي التسلل. ويتلاعب الزمالك بدفاع اتحاد الشرطة تماما ويبدو وكأن الثلاثي شيكابالا ومحمد إبراهيم وعلاء علي في نزهة أو في مباراة ترفيهية ساعدهم طلعت يوسف فبقدر ما أحسن حسام حسن التغييرات وقراءة المواجهة بقدر ما أخفق طلعت يوسف بدليل التغيير غير المبرر الذي أجراه بسحب مصطفي مشير والدفع بعبدالله فاروق في وسط الملعب ليتحول عصام عبدالعاطي لمدافع أيسر فالمشكلة لم تكن في الاختراقات من علي الأطراف وإنما كانت في تنظيمه الدفاعي في الثلث الدفاعي وإصراره علي وجود ثلاثة لاعبين في العمق بلا وظائف محددة خاصة مع إجادة لاعبي الزمالك للاستلام من الثلث الأوسط. وفي ظل كل هذا الارتباط لم يكن غريبا ان يهتز الشرطة تماما ويتعرض مرماه لهدف مبكر سجله شيكابالا في الدقيقة11 عندما تلقي محمد إبراهيم غير المراقب الكرة ليهيؤها لشيكابالا الذي هيائها وتحرك دون ضغط ووصل علي مقربة من منطقة الجزاء وسدد قذيفة وكأنه يؤدي وحدة تدريبية دون ضغط أو حتي الحواجز التدريبية مسجلا الهدف الثاني. وزاد الهدف من ثقة لاعبي الزمالك ومنح الفرصة للثلاثي شيكابالا وعلاء علي ومحمد إبراهيم للاستعراض وكاد الزمالك يزيد من أهدافه لولا أن حسام حسن قرر سحب الثنائي الأول وأشرك بدلا منهما حازم إمام والإيفواري أبوكونيه لتجيهزهما للمباريات المقبلة. وحاول الشرطة تحسين النتيجة ولكنه اصطدم بالحارس المتألق الموهوب عبدالواحد السيد الذي أنقذ ثلاث فرص من عصام عبدالعاطي ورضا زيكا وصلاح عاشور حتي الكرة التي مرت منه عندما انفرد به عبدالله فاروق في الدقيقة35 من تمريرة عاشور وسدد لحظة خروجه نجح عمر جابر في إخراجها بعدما تجاوزت خط المرمي ولم يشاهدها مساعد الحكم لينتهي الشوط الثاني والمباراة2 صفر.