حالة الغليان التي يمر بها نادي الزمالك ألقت بظلالها علي اتحاد كرة القدم, خاصة في ظل الصراع المشتعل بين ممدوح عباس الرئيس الفعلي لنادي الزمالك ومرتضي منصور الرئيس السابق والحاصل أخيرا علي حكم قضائي ببطلان إجراءات الانتخابات الأخيرة للنادي, حيث أجري سمير زاهر رئيس اتحاد كرة القدم اتصالات بالمستشار عادل الشوربجي رئيس لجنة الانضباط بالاتحاد, مؤكدا له ضرورة الصمت الإعلامي في الوقت الحالي وعدم الحديث من قريب أو بعيد عن أزمة اللاعب محمود عبدالرازق شيكابالا وتطاوله بالاشارة علي مرتضي منصور لحظة خروجه من مباراة الزمالك الأخيرة مع سموحة وما استتبع ذلك من تقدم الأخير بشكوي ضد اللاعب في اتحاد الكرة مطالبا بشطبه من سجلات الاتحاد. فبالرغم من سخونة الأحداث فإن الاتجاه داخل اتحاد الكرة يقضي بمنح لجنة المسابقات الفرصة لإصدار العقوبات علي اللاعب وفق اللوائح وذلك من خلال ذكر الواقعة في تقارير الحكام ومراقب المباراة, وذلك لمنح مجلس إدارة الاتحاد الفرصة للتعديل والتغيير في حال تسببت هذه العقوبات في مزيد من السخط لدي الرأي العام الزملكاوي, عكس الوضع إذا ما تمت مناقشته في لجنة الانضباط التي تصدر قرارات ليس لاتحاد الكرة الحق في مراجعتها أو تغييرها عكس ما يصدر عن اللجان الأخري من توصيات يحق للاتحاد اعتمادها أو تغييرها وإصدار غيرها. ولعل ما دفع الاتحاد لهذا الأمر هو الضغط الذي يمارسه الثنائي ممدوح عباس ومرتضي منصور, علي أعضاء المجلس من أجل كسب هذه الجولة كل بطريقته ومصلحته الخاصة. وبعيدا عن هذا الموضوع, وبالرغم من القرار الذي اتخذه اتحاد كرة القدم بشأن العديد من القضايا في الفترة الأخيرة إلا أن الرؤي قد تتغير بشأن العديد منها, حيث هناك اتجاه داخل مجلسه برئاسة سمير زاهر يقضي بإظهار بعض من المرونة في الموضوع الخاص بقرار عدم الجمع بين العمل باتحاد الكرة ووسائل الإعلام, حيث يبجث زاهر ومجلسه هذه الأيام كيفية إبعاد محمد حسام رئيس لجنة الحكام والمحلل للأداء التحكيمي بإحدي القنوات الفضائية عن هذا القرار ومنحه الاستثناء الذي يمنحه قدرة الجمع بين المنصبين في ذات الوقت, خاصة أن هناك قناعة لدي أعضاء مجلس إدارة الاتحاد بأن عمل حسام كمحلل للأداء التحكيمي بإحدي القنوات الفضائية لا يؤثر علي عمله في رئاسة لجنة الحكام. ودون شك سوف يفتح هذا الاستثناء العديد من المشكلات علي مجلس إدارة الاتحاد خاصة إذا ما كان محاولة الخروج من مأزق الجمع من بوابة عدم الحصول علي أي مقابل مادي من الاتحاد, فإن هذا الأمر عرضه من قبل وليد صلاح الدين المدرب بالجهاز الفني لمنتخب الناشئين وتم رفضه وحاليا يتم تجهيز خطاب الشكر له بعد ظهوره كمحلل للمباريات بإحدي القنوات الفضائية الخاصة. والمشكلة التي تواجه زاهر للحصول علي هذا القرار تكمن في مدي انقسام أعضاء المجلس من جهة علي اسم محمد حسام نفسه ورغبتهم في استبداله بعدد من الأسماء الأخري, ومن جهة أخري يرفض البعض الآخر وضع أي استثناء لأي موظف بالاتحاد بشأن عملية الجمع بين منصبين سواء كان المنصبان داخل الاتحاد مثل علاء عبدالعزيز المدير الاداري للمنتخب الأوليمبي والذي كان يشغل من قبل منصب مدير العلاقات العامة بالاتحاد وهو المنصب الذي اضطر للتخلي عنه في الفترة الأخيرة, أو كان المنصبان أحدهما الاتحاد والآخر خارج الاتحاد بوسائل الإعلام المختلفة مثلما حدث مع الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية أمثال شوقي غريب وحمادة صدقي وأحمد سليمان بالجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول, أو مصطفي يونس المدير الفني لمنتخب الشباب والذي حصل علي فترة سماح لحين الانتهاء من مباراتي السنغال في تصفيات إفريقيا للشباب المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الإفريقية والمؤهلة بدورها لنهائيات كأس العالم للشباب أيضا, ومعه بالأجهزة الفنية لمنتخبات الناشئين أمثال محمد عمر وهيثم فاروق ووليد صلاح الدين, وكذا هاني رمزي المدير الفني للمنتخب الأوليمبي والذي طلب هو الآخر بعض الوقت لحسم موقفه مثلما الوضع مع مصطفي, في الوقت الذي حسم فيه محمد عمر وهيثم فاروق موقفهما بالاستمرار في العمل مع الاتحاد شريطة تعديل قيمة المقابل المادي وفق الوعد الذي حصلا عليه من مجلس إدارة الاتحاد, بينما حسم وليد صلاح الدين موقفه بالاستمرار في العمل الإعلامي بعد أن رفض الاتحاد فكرة عمله بالجهاز الفني لمنتخب الناشئين بدون مقابل مادي. الجميل أن محمد حسام رئيس لجنة الحكام أكد في أكثر من مكان أنه في حالة إصرار الاتحاد علي عملية المفاضلة بين العمل بالاتحاد أو العمل بالإعلام كمحلل لأداء الحكام فإنه سوف يعتذر عن الاستمرار في رئاسة لجنة الحكام التي لا يتقاضي منها مليما واحدا ولعل هذا الموقف يعلمه جيدا سمير زاهر ولهذا يحاول بشتي الطرق البحث عن حل لاستمرار حسام في رئاسة لجنة الحكام دون المساس بعمله كمحلل بإحدي القنوات الفضائية, وهذا ما سيفجر المشكلات له, خاصة من عناصر الجهاز الفني للمنتخب الوطني الذي يرصد هذه الأيام ما سوف تسفر عنه البرامج الرياضية من وجود أو غياب لعناصر اتحاد الكرة العاملين باللجان والأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية. هذه الصورة المعلقة سيتم حسم موقفها بالكامل من خلال اجتماع المكتب التنفيذي اليوم والذي سيتعرض أيضا لموقف مباراة المنتخب الوطني الودية, حيث هناك عرضان من منتخبي الأردن واليمن والاتحاد مازال يعلق موافقته علي أي منهما انتظارا لقرار حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني وأيهما يفضل مواجهته.