دفعت سوق الطماطم بمحافظات الصعيد ومحافظات أخري ثمن كارثة إتلاف المحصول التي فجرتها الأهرام المسائي منذ يومين, حيث شهدت أسواق الصعيد ارتفاعا كبيرا في الاسعار ووصل سعر الكيلو إلي10 جنيهات في الوقت الذي أرجع فيه المسئولون هذه القفزة إلي محاولات التجار لاستغلال ما تعرض له المحصول بعد اصابته بالآفات, وانتقلت أزمة أسعار الطماطم إلي أسواق الوجه البحري التي ارتفع فيها سعر الكيلو إلي6 جنيهات بزيادة جنيهين خلال يومين فقط.وفي أسوان قالت المهندسة مفيدة الخولي مديرة الزراعة إن المعروض في الأسواق حاليا لا يتناسب مع حجم احتياجات المحافظة مؤكدة أن التجار يستغلون ذلك لرفع الأسعار بينما أكد مصطفي قرشي وكيل مديرية التموين أن المديرية لا تستطيع تحرير محضر واحد لأي تاجر رغم ارتفاع سعر الكيلو إلي10 جنيهات, وذلك في ظل السوق الحرة التي تخضع لسياسة العرض والطلب حسب قوله.وقال المهندس محمود زكي العديسي مدير إدارة البساتين والخضراوات بمديرية الزراعة بالأقصر إن موجة الحر الشديدة التي ضربت البلاد اثرت علي المحصول وأدت إلي قلة المعروض منه.وفي سوهاج لم تفلح الحملات المستمرة علي الأسواق في ضبط أسعار الطماطم, وقالت مؤمنة السيد( ربة منزل) إن سعر الكيلو وصل إلي7 جنيهات في الوقت الذي أكد فيه الدكتور أبوالقاسم زهرة وكيل وزارة الزراعة بسوهاج انه لا توجد أي مشكلة في زراعة الطماطم, مشيرا إلي أنه تتم الاستعانة بكميات اضافية من الأقصر وقنا.وفي كفر الشيخ اضطر الأهالي إلي اتباع أسلوب التقشف والاكتفاء بشراء كميات قليلة من الطماطم بعدما سجل سعر الكيلو ارتفاعا تجاوز جنيهين في يومين فقط, وقال عمر عبدالله من مركز الحامول: اضطرت زوجتي إلي شراء كيلو واحد بعدما فوجئت بارتفاع سعر الكيلو من4 إلي6 جنيهات.ومن جانبه قال الدكتور شريف البلتاجي رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية إن التجار لا يستطيعون رفع الأسعار بدون أي مبرر أو داع, مشيرا إلي أنهم يخضعون لعملية العرض والطلب, وقال إن هناك سببين رئيسيين لارتفاع اسعار الخضراوات أولهما الظروف الجوية التي تعرضت لها المحاصيل والخضراوات, حيث ارتفعت درجة الحرارة بصورة غير طبيعية في هذا العام, واثر ذلك سلبيا علي جميع المحاصيل خاصة التي لا تتحمل درجات الحرارة, بالإضافة إلي وجود بعض الحشرات والآفات التي تعرضت لها بعض المحاصيل الزراعية مثل الطماطم والخيار.واستنكرت الدكتورة سعاد الديب رئيسة الجمعية الإعلامية لحماية المستهلك ارتفاع اسعار الخضراوات والفاكهة بصورة مفاجئة في ظل الغياب التام لأجهزة الرقابة واختفاء دور التجارة الداخلية, وأكدت أن المستهلك في النهاية هو الذي يتحمل هذا الغلاء الفاحش, ووصفت ما يحدث في السوق بأنه حرب اسعار بين التجار.وقالت إن المنتجين أو المزارعين لم يغالوا تماما في الأسعار, حيث يقومون ببيع الكيلو الطماطم بما لا يزيد علي2.5 أو3 جنيهات في الوقت الذي يبيعه التاجر ب10 و11 جنيها أي أكثر من4 أضعاف.وطالبت الديب بإلغاء حلقات تداول السلع التي تعطي فرصة للتجار والسماسرة لرفع الأسعار وأن تكون السلع من المنتج للمستهلك مباشرة, مشيرة إلي أن التجار يستغلون عملية العرض والطلب ويقومون برفع الأسعار دون أي مبرر.