ذكرت صحيفة' الفاينانشيال تايمز' البريطانية إن الاستيطان الاسرائيلي يمثل قنبلة تهدد المباحثات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقالت إن هذه القنبلة قد تدمر هذه المفاوضات في أقل من شهر, أي بحلول يوم السادس والعشرين من شهر سبتمبر الجاري الذي تنتهي فيه فترة التجميد الإسرائيلي المؤقت للأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة. وأضافت الصحيفة- في مقال لها امس علي موقعها الالكتروني- إن المعضلة التي تواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو واضحة, فإذا مدد هذا التجميد المؤقت كما يطالب الفلسطينيون فسيغامر بفرص بقاء ائتلافه الحكومي, كما سيثير غضب الجماعات القوية المؤيدة للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة. وأشارت الصحيفة إلي أن الغالبية العظمي داخل الائتلاف الحكومي الحالي القادم من' الليكود' تؤيد استئناف الاستيطان. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن الفلسطينيين في الوقت ذاته حذروا مرارا وتكرارا من أنهم سيتخلون عن المفاوضات إذا ما تم استئناف بناء المستوطنات, ثم إن نتانياهو سيحمل مسئولية انهيار المفاوضات وهي مسألة كثيرا ماحاول جاهدا تجنبها. وتشير الصحيفة إلي أن نتانياهو يميل إلي التوصل إلي تسوية بشأن تجميد الاستيطان. ونقلت الصحيفة عن يوسي آلفر المحلل السياسي والمستشار السابق لحكومة الاحتلال الإسرائيلية قوله إن المشكلة هي أن قضية المستوطنات مسألة يشعر الفلسطينيون أنهم قد قدموا تنازلات كبيرة بشأنها, ومنذ زمن, وبالتالي فلا يجوز أن يتنازلوا ثانية فيها. وقالت الفاينانشيال تايمز إن هناك فكرة تحظي بتأييد متزايد بين الوزراء الإسرائيليين وهي التمييز ما بين ما يطلق عليه اسم الكتل الاستيطانية والتي تقع بالقرب من الخط الأخضر للحدود مع الضفة الغربية وبين المستوطنات الصغيرة المعزولة الواقعة في عمق المناطق المحتلة. ونقلت عن دان ميريدور نائب رئيس الوزراء عن حزب الليكود قوله إنه فيما يتوجب استئناف البناء في الكتل الاستيطانية, يبقي الاستيطان مجمدا في الثانية. ومضت الصحيفة البريطانية بالقول' أما الخيار الثاني فيتمثل في السماح لأصحاب المشروعات الخاصة الحاصلين بالفعل علي تراخيص للبناء بالمضي في مشاريعهم, وفي نفس الوقت الامتناع عن إصدار أي تراخيص بناء جديدة وتجميد المشاريع الحكومية'. وفي الحالين كما تشير الصحيفة فإن مفتاح السر كما يؤكد المحللون والمسئولون هو تفادي الإعلانات الرنانة ومشاريع البناء الضخمة, فكما قال مسئول فلسطيني لم تكشف عن اسمه' إذا كان هناك إعلان ببناء منازل أخري فلن يكون بمقدور الفلسطينيين الاستمرار في المفاوضات.