اعلن الدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي ان التعاون المصري الإيطالي المشترك اثمر عن اكتشاف علمي مثير في مجال الفلك وعلوم الارض حيث تم العثور علي اثار حفرة نيزكية في اقصي جنوب الصحراء الغربية بمصر في المنطقة الواقعة بين جبل كامل وجبل العوينات علي بعد2 كيلومتر تقريبا من الحدود السودانية وحوالي112 كيلو مترا من الحدود الليبية, وقد تم جمع نحو850 كيلوجراما من هذه المواد النيزكية. واضاف الوزير خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده امس بحضور القنصل الايطالي المستشار العلمي والثقافي للسفارة الإيطالية بالقاهرة ورئيس اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ان قصة النجاح هذه تأتي نتيجة جديدة اخري لعام2009 العام المصري الإيطالي للعلوم والتكنولوجيا الذي كان عاما فائق النجاح اذ تم التوقيع في31 يوليو2009 بالقاهرة علي اتفاق اطاري لاعداد البعثة الاستكشافية الجيوفيزيقية المشتركة بين اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا المصرية والمعهد الوطني للفيزياء الفلكية بايطاليا. وقد قام المكتب العلمي للسفارة الايطالية في مصر بدور حاسم في هذه المبادرة, وفي سياق ذي صلة اكد الدكتور ماجد الشربيني رئيس اكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا انه سيتم العمل علي اعلان منطقة الاكتشاف محمية طبيعية بحيث يتم الحفاظ عليها كما هي لتكون مزارا علميا وثقافيا واثرا خالدا. واضاف الدكتور ماجد الشربيني انه تم تحديد موقع حفرة جبل كامل لاول مرة في يونيو2008 بمعرفة فينتشنزو دي ميكيلي المنسق السابق لمتحف التاريخ الطبيعي بميلانو, لافتا الي ان الحملة الاستكشافية قد بدات اعمالها في شهر فبراير العام الحالي وشارك فيها ممثلو مؤسسات عديدة هي قسم الجيولوجيا بعلوم القاهرة والمتحف الوطني بجامعة سيينا والمرصد الفلكي بتورينو والمعهد الوطني للفيزياء الفلكية بايطاليا ومعهد العلوم الجغرافية والموارد الارضية ببيزا وقسم علوم الارض بجامعة بيزا والهيئة المصرية للموارد المعدنية والمعهد القومي للبحوث الفلكية والفيزيائية بحلوان وقسم الفيزياء بجامعة بولونيا وقد تم تحليل المواد التي تم جمعها في الاسابيع التالية لتحديد منشأها الخارجي عن الارض والمميزات الفريدة للمواد الفيزكية التي تم جمعها. واشار الدكتور ماجد الشربيني الي ان المواد النيزكية التي تم جمعها والتي تصل الي850 كيلوجراما تم وضعها في المتحف الجيولوجي بالقاهرة مما سيؤدي الي تعزيز المكانة الدولية للمتحف بشكل كبير, لافتا الي انه سيتم تبادل اجزاء من هذه المواد الفريدة علي الصعيد الدولي مع قطع نيزكية اخري مهمة ومواد ذات اهمية جيولوجية كبيرة في جميع انحاء العالم مما يساعد علي اعادة اطلاق المتحف الجيولوجي بالقاهرة. ومن جانبه اشار فرانك بورسلي المستشار العلمي والثقافي للسفارة الايطالية بالقاهرة إلي انه لايزال غير مؤكد حتي الان العمر الدقيق لحفرة جبل كامل ولكن كل الدلائل تشير الي ان بعض المواد الطبقية التي تناثرت خارج الحفرة تمتليء هياكل تعود الي مرحلة ما قبل التاريخ في المنطقة نفسها مثل مسارات تعود الي العصر الحجري الحديث, ونظرا لانه من المعروف ان وجود الانسان في تلك المنطقة انتهي منذ نحو5 آلاف عام فمن الواضح ان التصادم ووقوع هذا النيزك حدث منذ اقل من5 آلاف عام مضت. واضاف فرانك بورسلي ان اكتشاف نيزك جبل كامل سيفتح الباب لزيادة المعرفة حول الحياة الخفية والاسرار غير المرتبة والاسرار خارج بيئة الارض ويكون علي سبيل المثال تحليل المواد النيزكية بحثا عن النانو بكتيريا والكائنات الدقيقة المتعلقة بها باستخدام المجهر الذري او لاكتشاف تركيبها الداخلي عن طريق المسح الضوئي باستخدام اشعاع السنكروترونيو وهذا من خلال التعاون المستمر بين الجانبين المصري والايطالي. ومن ناحية اخري اكد الدكتور محمد الشرقاوي استاذ الجيولوجيا بعلوم القاهرة ورئيس الفريق المصري ان القوة النيزكية يصل عرضها الي45 مترا وبعمق16 مترا وان اكبر قطعة تم العثور عليها من اشلاء النيزك بلغ وزنها83 كيلوجراما وسيتم وضعها في مدخل المتحف الجيولوجي بالقاهرة والمواد النيزكية مكونة من الحديد والنيكل. وعن اهمية هذا الاكتشاف العلمي المثير يؤكد الدكتور الشرقاوي ان اهميته ترجع الي احتفاظه المثالي بجميع عناصر التصادم بما في ذلك آلاف القطع النيزكية الحديدية والمتناثرة علي الارض داخل وحول فوهة النيزك وهو ما يتيح للمرة الاولي تقريبا الحقيقة الكاملة عن تصادم صغير الحجم وفائق السرعة علي سطح الارض لذا من الممكن ان تكون هذه الحفرة الناتجة عن التصادم هي الاكثر احتفاظا بحالتها بين مثيلاتها علي الاطلاق علي كوكب الارض, لافتا الي ان حفرة جبل كامل تعتبر من الحفر النيزكية الصغيرة نادرة الوجود علي سطح الارض, حيث انها واحدة من بين15 حفرة مماثلة فقط علي مستوي العالم.