بينما كان د. هانى هلال وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى يعلن فى مؤتمر صحفى مساء أمس الأول، عن تفاصيل اكتشاف آثار حفرة نيزكية فى أقصى جنوب الصحراء الغربية، كانت مواقع على شبكة الإنترنت تبيع بعضا من هذه المواد النيزكية التى عثر عليها العلماء المصريون والإيطاليون بسعر يتراوح بين 10 و15 دولارا للجرام الواحد. فالاكتشاف، الذى وصفته مجلة Science الدورية الأمريكية المتخصصة فى العلوم، بأنه «المثير فى مجال علم الفلك وعلوم الأرض»، أصبح للبيع، ولا أحد يعرف الكيفية التى تم بها هذا الأمر. «للأسف لا يوجد اهتمام بعلم النيازك فى مصر رغم أنه يجب على المسئولين أن يعاملوا النيازك معاملة الآثار» هذا ما أكده محمد الشرقاوى أستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة والباحث الرئيسى فى هذا الاكتشاف، مضيفا: «يجب ألا نستغرب فمثلما هناك تجارة فى الآثار، وأيضا، تجارة فى النيازك، ولابد من التفكير لحماية هذه المنطقة لمنع السرقة فى الوقت الحالى». من جانبه ذكر د. ماجد الشربينى رئيس أكاديمية البحث العلمى أن الأكاديمية ستتقدم بمشروع إلى وزارة البيئة لجعل المنطقة الواقعة بين جبل كامل وجبل العوينات محمية علمية للحفاظ على المواد النيزكية التى عثر عليها حفاظا على ما تبقى من الأثر العلمى على حد قوله. ووفقا للدكتور أحمد البرقوقى أستاذ بقسم الجيولوجيا جامعة القاهرة وأحد المشاركين فى الاكتشاف العلمى، فإن النيزك أحدث حفرة يصل قطرها إلى 45 مترا وعمقها 16 مترا، مشيرا إلى أن الفريق العلمى قام بجمع نحو 800 كيلوجرام من هذه المواد النيزكية وتم وضعها فى المتحف الجيولوجى، وتتراوح أحجام آلاف القطع التى تم جمعها ما بين 34 كيلوجراما و83 كيلوجراما فضلا عن القطعة الضخمة التى عثر عليها كاملة بدون أن تتحطم، بعد الارتطام على أرض الصحراء الغربية منذ عشرات السنين. قصة النجاح، وفقا للشرقاوى، كان وراءها 18 عالما مصريا وإيطاليا بينهم سيدة يمثلون هيئات عدة مثل جامعة القاهرة والمعهد القومى للبحوث الفلكية والفيزيقية بحلوان وأكاديمية البحث العلمى فضلا عن جهات إيطالية عديدة، سافروا فى فبراير الماضى واجتازا الصحراء المقفرة خلال 6 أيام حتى عثروا على آثار الحفرة العملاقة، ويعد هذا الاكتشاف أحد ثمار العام المصرى الإيطالى للعلوم والتكنولوجيا فى 2009 طبقا لتوصيف البروفيسور فرانكو بورتشيللى الملحق العلمى لسفارة إيطاليا فى مصر. وأعلن د.أحمد جلال عميد كلية العلوم جامعة القاهرة أن إمكانات الجامعة تسمح بدارسة هذه النيازك لمعرفة أسرارها، مشيرا إلى أن مراكز الأبحاث الإيطالية وفقا لاتفاقية مبرمة بين الجانبين سيتيح لمصر الاستفادة من كل الإمكانات وتبادل العلماء. وأهم ما يميز الاكتشاف النيزكى الجديد فى الصحراء المصرية، بأنه أثبت خطأ بعض النظريات القديمة، التى كانت تذهب إلى أن النيازك الحديدية الضخمة، التى تزيد على عشرات الأطنان، لا يمكنها أن تخترق الغلاف الجوى دون أن تتفتت، حيث عثر عليه كاملا، تقريبا، ككتلة واحدة لم تتفتت، وسيفتح النيزك الذى أطلق عليه «جبل كامل» الباب لزيادة المعرفة حول الحياة الخفية والأسرار فى الفضاء الخارجى.