أكد د.فؤاد عبدالمنعم رياض القاضي الدولي السابق في محكمة لاهاي وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية أن كتابه هموم إنسان مصري إنما يطرح مزيجا من الهموم الداخلية والخارجية والتي تؤرق أي إنسان مصري وعلي رأسها تجريف الأراضي الزراعية والتي وصفها بالابادة الجماعية الي جانب وجود فجوة كبيرة بين أبناء المجتمع المصري علي المستوي الاجتماعي والحضاري والمادي ووصف ضياع الطبقه الوسطي بالمأساة الي جانب هموم التعليم في مصر وعدم تكافؤ الفرص, وخارجيا أدان د.فؤاد جرائم الإبادة الإسرائيلية للفلسطينيين وأهمية الاخ جاء ذلك خلال ندوة عقدت بالمجلس المصري للشئون الخارجية لمناقشة كتاب هموم إنسان مصري للدكتور فؤاد عبدالمنعم رياض. وأشار د.رياض الي مدي خطورة تجريف الأراضي الزراعية محذرا من أننا فقدنا حتي الآن مليوني فدان بسبب التجريف مضيفا أن البعض يبرر ذلك بضرورة البناء علي الأراضي الزراعية لمواجهة الانفجار السكاني ثم نواجه أزمة أخطر وهي عدم وجود غذاء لهؤلاء السكان. وقال د.فؤاد إن أكثر شيء يؤرقه زيادة الفجوة بين الطبقة التي تملك والتي لا تملك الي جانب أن بعض مصادر الثروة أصبحت مشبوهة. وشدد د.رياض علي أهمية مبدأ تكافؤ الفرص حيث يحقق أمرين أولهما وضع الشخص المناسب في المكان المناسب واستفادة البلد من هذا الشخص الي جانب شعوره بالانتماء الي مصر. وأشار د.رياض الي أهمية مبدأ المواطنة الذي أشار اليه الدستور المصري وضرورة تضييق الفجوة الدينية في المجتمع المصري من خلال نشر الوعي بين الشباب مؤكدا أن النسيج القومي ووحدة الدولة لا يتحقق إلا في ضوء سيادة القانون مشيرا الي أن الدستور المصري يمنع التمييز نهائيا بين المواطنين. أما البعد الدولي والهموم الدولية يراها د.رياض في قضايا قومية وطنية متصلة بالخارج مثل المصريين في الخارج وضرورة التواصل معهم حيث يعدون واجهة مهمة لنا للدفاع عن قضايانا في الخارج. وأشار د.رياض الي ضرورة أن يكون لنا دور في القضاء الجنائي الدولي وضرورة انضمامنا للمحكمة الجنائية الدولية حيث توجد دول عربية عديدة ضحايا لجرائم الحرب مشيرا الي أن هناك جهدا مصريا كبيرا يظهر في معظم النصوص التي تنص عليها المحكمة الجنائية الدولية. وأكد ضرورة أن يتضمن التشريع المصري الاختصاص العالمي والذي من خلاله تعتبر كل دولة نفسها ممثلة للمجتمع الدولي في مجال جرائم حقوق الإنسان أو جرائم ضد الإنسانية باعتبارها لا تمس دولة ولكن تمس البشرية ويعتدي من خلالها علي الإنسان بوصفه إنسانا ووفقا للاختصاص العالمي من حق أي محكمة أن تحاكم أي مجرم لاعتدائه علي الإنسانية. وأشار إلي أن قادة إسرائيل علي سبيل المثال خائفون من السفر حاليا لدول بعينها بسبب الاختصاص العالمي الذي يحاكم المجرمين الذين ارتكبوا جرائم حرب. كما أكد د.رياض أهمية المحاكم الشعبية أيضا والتي تحقق هدفا مهما وهو تسجيل الشهادات وأقوال الشهود في جرائم الحرب لتصبح وثيقة تلاحق مجرمي الحرب عندما تكون هناك فرصة لذلك. ومن جانبه قال السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أن كتاب د.رياض يطرح قضايا كثيرة داخلية وخارجية تتنوع مابين حقوق الإنسان وجرائم الحرب والهموم اليومية لنا في مصر. وأشار السفير شاكر الي أننا في الشرق الأوسط بحاجة الي آلية لتقنين جرائم الحرب الإسرائيلية ورصدها لمحاكمة المجرمين الإسرائيليين آجلا أم عاجلا.