الدكتور فؤاد عبد المنعم رياض قاض سابق بالمحكمة الدولية لجرائم الحرب ، يعمل حاليا أستاذا للقانون الدولي بجامعة القاهرة وجامعة السربون في باريس ، وهو أيضا عضو في المجلس القومي لحقوق الإنسان ،نال جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية ، عاش عمره يحمل هموم الإنسان البسيط من خلال قضاياه كمواطن مصري ، فوضع كل هموم رحلة عمره بين دفتي كتاب جديد تحت عنوان " هموم إنسان مصري« صدرت له طبعة ثانية هذه الأيام خلال شهر واحد فقط منذ صدوره لأول مرة عن دار الشروق . الكتاب يتناول مجموعة من المقالات التي كتبها الدكتور فؤاد عبد المنعم علي مدي رحلته الفكرية والعملية كقاض دولي وأستاذ جامعي بهدف الكشف عن أسباب مشكلات المواطن المصري في العديد من المجالات ، وطرق علاجها املآ في تلافي الآثار الوخيمة التي قد تنتج عنها قبل الوصول إلي نقطة اللا عودة ، وقد قسم الكاتب مشكلاتنا علي حد قوله إلي شقوق رأسية وأفقية إذا ما تم تركها دون تدخل سوف تتفاقم وتؤدي إلي الانهيار وقد قسمها إلي : الشق الاجتماعي، و الديني، والفكري والثقافي، و"ليس بخاف ما قد ينجم عن هذه الشقوق وغيرها من تنافر داخل كيان المجتمع. ولعل أول مظاهر هذا التنافر ما نلمسه من غياب الإحساس بالمواطنة والانتماء لوطن واحد. والسعي لانتماء بديل يقوم علي أساس ديني أو طبقي أو قبلي، وفي ذلك العودة بمصر إلي عصور الظلام بعد أن كانت أول من أخرج العالم منها. ويقول الدكتور فؤاد في سطور كتابه : لعل اخطر ما غاب عن وعي المواطن بل عن وعي الدولة ذاتها ما يمكن تسميته بالإبادة الذاتية أي القضاء علي حياتنا وعلي حياة الأجيال القادمة بأيدينا وليس بأيدي عدو خارجي ، مثل ما يقوم به العديد من المواطنين ذوي النفوذ وما تقوم به مؤسسات الدولة ذاتها بالعدوان السافر علي ارض مصر الخضراء سواء بالبناء أو التجريف حتي تحولت إلي أراض غير قابلة للإصلاح بالإضافة إلي تلوث مياه النيل وهواء المدن الذي من شأنه القضاء التام علي أجيال قادمة .أما الشق الاجتماعي والذي يتمثل في اختفاء الطبقة الوسطي وظهور طبقتين فقط ؟هما طبقة فاحشة الثراء بشكل استفزازي وطبقة معدمة وهذا من شأنه تدمير خلايا جسد المجتمع وغياب الطبقة المتوسطة التي كانت تضم المثقفين والمبدعين الذين كانوا يشكلون ذوق المجتمع لا تكاد تجد قوت يومها. وهناك قضية أخري تزيد من همومي كمواطن مصري وهي عدم سيادة القانون حيت توجد القوة والنفوذ الفردي الذي يقف أمامه القانون عاجزا عن التنفيذ في جميع القضايا والحقوق وان كل من يملك المال يمكن أن يفلت من القانون مما يضعف من هيبة الدولة وبذلك تسود شريعة الغاب في دولة كانت مهدا للحضارة . إضافة إلي ما نلمسه من تقاعس روح العصر وعن إيقاعه السريع والهروب إلي العصور الوسطي ورفض الآخر المختلف فكريا أو دينيا وتناول الكاتب بين صفحات كتابة أزمة التعليم والمواطنة، وقضايا اجتماعية أخري مثل أعطاء الجنسية المصرية لأبناء الزوجة المصرية والسعي إلي القضاء علي مشكلة التمييز في الجنس والدين .