عن مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع صدر أخيرا كتاب: إفريقيا تتحول.. كلام في الديمقراطية, وهو عبارة عن عدد من المقالات التي كتبها الدكتور عبدالملك عودة, وذلك قبل مرضه, ليعيد المركز نشرها. وتأتي أهمية هذه المقالات في الوقت الراهن من موضوعها الذي بات ملحا ومصيريا, فالجميع في مصر مشغولون بقضية مياه النيل, وهي قضية إفريقية من حيث موضوعها وأطرافها. والملاحظ أن المعرفة بالشأن الإفريقي تراجعت كثيرا في الشارع المصري أخيرا, حيث قلت الدراسات والأبحاث والتقارير التي تقدم معرفة صحيحة وعميقة بالقارة السمراء وقد حدث هذا التراجع في المؤسسات الأكاديمية والإعلامية والسياسية علي حد سواء. وكذلك تناقص الخبراء المميزون الذين يعد الأستاذ الدكتور عبدالملك عودة أحد الرواد الكبار بينهم ولا يمكن معرفة إفريقيا بدون الاحاطة بالتطورات التي حدثت فيها خلال العقدين الأخيرين, ومن أهم هذه التطورات ما يتعلق بالنظم السياسية في بعض بلادها وما شهدته من تغيير في اتجاه ينحو إلي الديمقراطية, وهو ما يقدمه الكتاب الذي بين أيدينا والذي كتب مقدمته الدكتور وحيد عبدالمجيد ويقع في212 صفحة. يحمل القسم الأول من المقالات عنوان: نظرات, حيث يرصد تقييم مسيرة الديمقراطية في إفريقيا, وينتهي إلي عدد من النتائج المهمة, منها أن التعددية الحزبية والمعارضة العلنية صارت من الثوابت في الحياة السياسية علي أرض القارة, وذلك علي الرغم من العنف واستخدام الأحزاب الحاكمة في أغلب الدول لأساليب وأدوات أمنية ومالية لاستمرار سيطرتها علي مؤسسات الدولة. ويشير الكتاب إلي ظاهرة انتخاب رؤساء مستقلين لا يرأسون أحزابا مسيطرة أو حاكمة مثلما حدث في بنين ومالي حيث اعتمد المرشح للرئاسة علي تحالف واسع من الأحزاب الصغيرة ومنظمات المجتمع المدني للفوز في الانتخابات الرئاسية, ثم جري حكم البلاد بواسطة هذا التحالف علي مستوي السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية. الجزء الثاني من الكتاب يتحدث عن قضايا تخص الديمقراطية في القارة السمراء ويحمل العنوان نفسه.. قضايا.