في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي بتليفزيون الدولة أقر د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بإهتزاز الثقة بين الحكومة وبين الرأي العام... وصمت لحظات ثم قال' ربما أنتم السبب' يقصد الإعلام المفاجأة أن يرجع رئيس الحكومة سبب إهتزاز الثقة إلي الآداء الإعلامي!!!! وهو بذلك يظهر ثقته الكاملة في نجاح آداء الحكومة, ويقينه بأن مشكلة الحكومة مع الرأي العام ترجع لآسباب خارجية وليست في آدائها. لا ينكر أحد علي الحكومة نشاطها لتلبية متطلبات واحتياجات محدودي الدخل والفقراء, وتوفير غطاء اجتماعي لهم وفقا لتوجيهات متكررة ومتابعة دؤبة من الرئيس مبارك, وهو عامل مهم جدا في تقييم أداء الحكومة الإجتماعي. لكن في المقابل أيضا لا يمكن تجاهل تفوق إنجازات الحكومة في التعامل مع كبار المستثمرين مقابل إنجازاتها في مجال توزيع ملائم لعوائد التنمية علي الفئات الدنيا. مشكلة الحكومة الحقيقية أنها لا تجيد لغة الناس, ولا تملك خطابا تسويقيا ملائما تروج به لنشاطها وإنجازاتها, وهو الخطاب القادر علي تغطية أوجه القصور من جانب و إبراز الإيجابيات من جانب آخر. خبراء التسويق السياسي ليسوا بدعة وإنما واقع تستخدمه العديد من الحكومات في العالم, ومهمتهم الترويج للفكرة وللإنجاز بين الفئات المعنية, ليس هدفهم' الضحك علي الذقون' و إنما التواصل مع الرأي العام. مشكلة الحكومة لا تمت لوسائل الإعلام بصلة, لأن جانبا أساسيا من دور الإعلام في نقد وتقييم و تصحيح و تقويم أداء الهيئات الرسمية, ولا وجود لمجتمع حي من دون إعلام مستيقظ وحي واستعادة مفردات الثقة في المجتمع تبدأ من الحكومة. كلام د.نظيف معناه أن إعلامنا أصبح الأعلي تأثيرا في الرأي العام. [email protected]