خيم الحزن علي قرية كوم غريب بمركز طما بسوهاج لفقدان ابن من أعز أبنائها وهو النقيب أحمد رضوان عبد الموجود أبو دومة والذي استشهد في الحادث الارهابي بالإسماعيلية علي يد ملثمين قاموا بإطلاق الرصاص عليه أثناء تفقد الحالة الأمنية بالشوارع. اتشحت القرية بالسواد فور علمها بالخبر المشئوم وتعالت صرخات النساء حزنا علي فراق الشهيد الشاب وترددت الكلمات التي تدمي القلوب وتهز المشاعر المتحجرة كما تعالت أصوات الشباب من أصدقائه وجيرانه وزملائه في المراحل التعليمية المختلفة حزنا علي فقدانها اعز الأحباب وقد توافد المئات من المواطنين علي منزل الأسرة بقرية كوم غريب في انتظار وصول جثمانه من الإسماعيلية إلي مطار أسيوط ومنه إلي مثواه الأخير بقريته حيث مدافن الأسرة لتقديم واجب العزاء في مصابهم الأليم وتخفيف أحزانهم. ويقول حسين أبو دومة عضو مجلس شعب سابق إن الشهيد من زينة شباب القرية ويتمتع بالخلق الطيب وسط إقرانه والجميع كان يحبه وخدوم للصغير قبل الكبير وأضاف بأن رصاصة الغدر أصابت الشهيد أثناء تأدية واجبه الوطني وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم. حاتم أبو دومة موظف في محكمة طما يقول سمعت النبأ المشئوم في وسائل الإعلام فأصبت بحالة نفسية سيئة جعلتني غير قادر علي الكلام نظرا لفقدان أعز الناس إلي قلبي حيث إن الشهيد وحيد والديه وأنه كان يتردد بصفة دائمة علي القرية ودائم الاتصال بي للاطمئنان علي احوالي وأحوال الأسرة و العائلة وآخر مكالمة كانت بيننا أمس الأول لاطمئنان كليه وكانت آخر كلمة ربنا يحميك. ويقول الدكتور منتصر أحد جيران الشهيد فقدنا اعز الناس من قبل مجموعة إرهابية لا تعرف الدين ولا القيم ولا الأخلاق والشهيد كان يؤدي عمله ولكن رصاصات الغدر من قبل مجهولين أودت بحياته وطالب بالقصاص للشهيد والقبض علي المجرمين. محمد مدكور احد جيرانه قال ان الشهيد كان يؤدي واجبه في خدمة الوطن لكن المجرمين القتلة اغتالوا زهرة شبابه ولا نريد سوي القصاص له من هؤلاء وسرعة تقديمهم للعدالة وأضاف بأن الشهيد كان شجاعا ومستعد لعمل أي شيء لرفع شأن وطنه وتأمينه وحمايته وكان دائما يردد كلنا فداء للوطن ولا أخشي إلا الله. ومن المقرر تشييع جثمان الشهيد إلي مقابر القرية في جنازة عسكرية مهيبة بحضور اللواء محمود عتيق محافظ سوهاج واللواء إبراهيم صابر مدير الأمن والقيادات العسكرية والأمنية والشعبية والتنفيذية بعد وصول الجثمان إلي بلدته اليوم الجمعة. من ناحية أخري أمرت النيابة العامة أمس بالتصريح بدفن جثمان الشهيد. وكان اللواء محمد العناني مدير أمن الإسماعيلية قد تلقي إخطارا من اللواء محمد جاد مدير إدارة البحث الجنائي يفيد تعرض النقيب أحمد رضوان أبو دومة معاون مباحث قسم ثالث لإطلاق رصاص من شخصين مجهولين يستقلان دراجة بخارية أثناء تفقده الحالة الأمنية بمنطقة المرحلة السابعة بحي الشيخ زايد وتفيد المعلومات الأولوية أنهما يستقلان دراجة بخارية وتم نقله الي المستشفي العام ونقل لغرفة العمليات ولفظ أنفاسه متأثرا بإصابة مباشرة بجوار القلب فور علم نبأ استشهاده توافد زملاؤه لإلقاء نظرة الوداع عليه وهم في قمة تأثرهم وترك الحادث شعورا بالغضب الجماهيري لدي المواطنين الذين طالبوا بالكشف عن الجناة والقصاص منهم. وأكد اللواء محمد العناني مدير أمن الإسماعيلية في تصريحات خاصة لالأهرام المسائي أن اللواء أركان حرب أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني أبدي تعاونه في نقل جثمان الشهيد بطائرة عسكرية هبطت في مطار أسيوط وتوجه مع أسرته والقيادات الأمنية لدفنه في مقابر عائلته بمركز ومدينة طما بسوهاج. وأضاف أن الفقيد من خيرة ضباط المباحث المشهود لهم بالكفاءة والشجاعة والإقدام في عمله وشارك في حملات موسعه طوال الفترة الماضية وساهم في إعادة الانضباط داخل دائرته مع رؤسائه وزملائه الذين حزنوا لفراقه. وأشار مدير أمن الإسماعيلية إلي أنه جار ملاحقة المتهمين الذين استهدفوا أحمد أبو دومة بشكل مفاجئ عن طريق بندقية آلية حملها أحدهم وصوب طلقاتها في صدر الشهيد وهربوا بدراجتهم البخارية لجهة غير معلومة حتي الآن. وأوضح مدير أمن الاسماعيلية أن الحادث لن ينال من عزيمة أفراد وضباط الشرطة الذين عاهدوا أنفسهم علي حماية أمن وسلامة مصر مع رجال قوات المسلحة البواسل وسقوط أي منهما شهيدا هو فداء للوطن العزيز الغالي علي نفوسنا جميعا. واستطرد اللواء محمد العناني قائلا: إن تضييق الخناق علي عصابات الإرهاب والإجرام يدفعهم دوما للنيل من أبنائنا الذين يتحركون في كل مكان للحفاظ علي أمن وسلامة المواطنين واضعين أرواحهم فداء لهم. ونفي مدير أمن الإسماعيلية ما تردد عن ضبط أحد المنفذين للواقعة حتي الآن مشيرا الي أن هناك شواهد تساعدنا للوصول إليهما خلال الساعات القليلة القادمة للإمساك بهما وتقديمهما للعدالة لمحاكمتهما فيما اقترفاه من إجرام في حق الضابط الشاب أبو دومة. رابط دائم :