مشروع العمر هذا.. هو الأمل الذي يحلم تحقيقه كل ممثل في مصر.. إنه المشروع التي سينقذ الممثل من حالة القلق التي يعيشها طوال مشواره الفني.. وينقذه من الحاجة.. والمرض.. والخوف من النهايات التراجيدية التي تنهي دائما.. حياة كثير من النجوم.. بسبب عدم تحقيق هذا الحلم!! فالممثل.. عندما تغيب عنه السينما.. أو المسرح.. أو التليفزيون لأسباب صحية.. أو سنية.. أو عجز طارق يمنعه من مزاولة التمثيل.. فجأة يجد نفسه أمام.. الظلام.. أمام مواجهة كان يعرفها.. لكنه لم يكن يتصور صعوبتها.. وقسوتها إلي حد يجعله.. في حالة من الاحتياج.. للإنقاذ من الآخرين سواء كان الزملاء.. أو أصحاب الوفاء من المعجبين أو الإنقاذ من الدولة. بصعوبة العلاج علي نفقة الدولة..وإجراءاتها.. وطبعا النقابات الفنية تحاول جاهدة القيام بواجب تحمل نفقات العلاج بأقصي مايمكن.. وزادت نقابة الممثلين مصاريف مواجهة المرضي واحتياجاته إلي01 آلاف جنيه.. والمعاش وآلامه إلي005 جنيه.. وتحاول النقابات مواجهة أمراض واحتياجات المرضي من الممثلين بشتي الطرق.. ولكن تكاليف العلاج ومدته تتغلب علي هذه المحاولات المادية لأسباب ارتفاع احتياجات العلاج المادية.. ومدة فترة المرضي!! وردا علي سؤال يطرح.. دائما.. أين الأموال التي حصل عليها كأجور لأعماله خلال فترة طويلة.. والرد واضح يرد به كل ممثل أو ممثلة.. إن مصاريف الممثل علي حياته.. وملابسه.. ومظهره.. ومنزله.. وأولاده.. وأحيانا مشاريعه الفنية.. التي لم تحقق له أي أرباح.. كل هذا تذهب أمواله مع الريح الذي يحملها تكاليف معيشته الفنية.. وطبعا هناك من يرعي حالة العجز.. والمرض.. ولكن لطول مدتها وخطورتها.. واحتياجاتها تفتح الطريق المظلم التي يعيش فيها الممثل.. حتي يصل إلي النهايات التراجيدية.. مشروع العمر.. الذي يحلم به كل الممثليين.. هو الحصول علي حق الأداء العلني.. الذي يعتبر السد العالي لحماية الممثلين من الحاجة.. والمرض.. ومشكلات الأمراض والشيخوخة واحتياجات الحياة.. إن حق الأداء العلني للممثل.. تنحصر في أن يحصل الممثل علي حق مالي مستمر مع عرض كل عمل فني قدمة فيلما أو مسرحيا.. أو تليفزيونيا.. كلما تم عرض هذا العمل علي شاشات السينما.. أو التليفزيونات.. بكل أنواع شاشاتها.. أو عليDVD-CO ويحصل هذا الحق المالي كحق أدائي في هذه الأعمال.. كل مرة عرض لها.. طوال حياته هو.. وورثته.. ولا يحصل عليها المنتج فردا أو شركة وحده طوال مشوار عرضها ويعيش الممثل المبدع الذي قدم هذا العمل وتسبب في نجاحه.. محروما محتاجا للحصول علي هذا الحق ويكتفي بأجره الذي حصل عليه لتقديم وتمثيل هذا العمل الفني.. وكل ممثلي العالم نجوما.. ونجمات يحصلون علي حق الأداء العلني هذا طوال مشوارهم الفني من خلال عرض أي فيلم أو عمل فني يتم عرضه.. وعندما طالب نجوم السينما الهوليودية رفع قيمة حق الأداء من2% إلي5% ورفض المنتجون وشركات الانتاج تحقيق هذه الزيادة.. في إحدي دورات مهرجان الجولدن جلوب المهم.. إمتنع كل نجوم أفلام المهرجان وغيرهم من الحضور إلي المهرجان.. وفشل المهرجان.. واختصرت كل فعالياته.. وأعلن عن الجوائز في مؤتمر صحفي.. ووافق الجميع علي رفع قيمة حق الأداء إلي5% خوفا من فشل كل المهرجانات المهمة من إضراب النجوم من أول الجولدن جلوب.. والأوسكار.. وكان وغيرها من المهرجانات!! هذه حالة النجوم والممثلين تجاه حقهم مقابل إبداعهم الفني الذي يؤدي إلي نجاح أعمالهم الفنية.. ونحن لا نطلب الإضراب.. لكن نطلب المطالبة بهذا الحق للممثلين.. وذلك بالمحاولات الجادة لتحقيق مطالب إعتبار الممثلين المصريين لحقهم.. بضرورة إعتراف الدولة لهم بهذا الحق.. من خلال المطالبة الأخيرة التي أعلنها الفنانون المصريون هذه الأيام بحماية الملكية الفكرية وحق الأداء العلني من خلال لجنة الخمسين.. ليكون الدستور الجديد له دور مهم في تحقيق مشروع العمر.. مع كل عناصر الاهتمامات بالتعليم.. والصحة.. والثقافة.. لأنها السبيل المهم والرئيسي للنهوض بالدولة كي تعود إلي مكانتها وسط دول العالم.. وكان اللقاء الذي طالب بحماية الملكية الفكرية.. وحق الأداء العلني من خلال الدستور الجديد قد دعا له الموسيقي هاني مهنا رئيس اتحاد النقابات الفنية مع أعضاء لجنة الخمسين ومنهم سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية والمخرج خالد يوسف والدكتور محمد غنيم.. وكانت هناك محاولات من رئيس نقابة المهن التمثيلية السابق أشرف زكي.. وأقام بعمل.. ماسمي بالعقد الموحد لكل الممثلين.. والذي يقضي.. بحصول الممثل علي حقه المالي طوال عمره.. وبعده ورثته.. وفي شروطة أنه لايمس حق المنتج أو الشركات المنتجة.. ولكن ينص العقد بحصول الممثل علي حقه عند عرض فيلمه أو عمله الفني علي الشاشات.. من خلال نص العقد علي حصول الممثل علي حقه في الآداء العلني من الجهة التي تعرض العمل الفني علي الشاشات وليس المنتج نفسه.. وتمشيا مع القانون الدولي لحماية الملكية الفكرية وحق الأداء العلني.. والحقون المجاورة.. وقد وافق وزير الثقافة أيامها علي هذا العقد الموحد لحين صدور القانون الخاص بالممثل المصري الذي يتمتع به كل ممثل في العالم.. وهو تحقيق الحلم مشروع العمر قانونا.. وحقا.. لكل الممثلين.. وإنقادهم من دائرته الظلام والقلق.. والمعاناة.. ومن المرضي.. والعجز.. والمعاش.. وغدر الزمان.. هو كممثل مبدع.. وأسرته بعد رحيلة بالنهايات التراجيدية التي تحدث لكثير من الممثلين المبدعين أصحاب الحق في الحصول علي.. حقهم الحقيقي الذي يعيشون علي أمل الحصول عليه.. وهم في مرحلة العجز.. والمرض.. وللأسرة بعد رحيله.. ليعيش وهو في عز نجوميته وقدرته علي الآداء والمشاركة في عمل فني.. بروح نقية خالية من الخوف المقبل.. ومن غدر.. الزمان.. دون ضمان يحقق له.. حقه في الحياة الكريمة.. ويبدع بلا ألم أو رعب ويعطي للسينما.. والفن.. قوة.. فوق رسالته كقوة رائعة.. يطلق عليها.. القوة الناعمة.. التي تؤثر في فكر ووجدان الشعوب.. بلا دماء.. أو خراب.. أو دمار.. أو نهايات تراجيدية.. لأن القوة الناعمة.. يحملها كل الممثلين علي أكتافهم.. كسر كبير.. يمنع القلق.. والخوف من غدر الزمان.. هل يتحقق حلم مشروع العمر.. حق الأداء العلني!!؟ نرجو ذلك!!