متي تلتقي أمواج البحر التي يلاطم بعضها بعضا, دون لقاء, هذه العبارة تنطبق تماما علي معظم العاملين في عالم الفن, خصوصا من نجوم السينما والممثلين.. انهم فعلا كأمواج البحر يلاطم بعضهم بعضا, دون لقاء. فكل منهم يصارع في المنافسة المشروعة, دون أن يمد يد العون لزملائه في البحر الفني, حتي يساهم في القضاء علي الظاهرة المؤلمة التي تحدث لزملاء الفن وتشكل تراجيديا مؤلمة ومخزية, وكثرت في الفترة الأخيرة كنذير خطير لعدم المساهمة في القضاء عليها أو تجنبها قبل أن تقع! الأمراض التي تلاحق زملاء الفن وتضعهم في منطقة التراجيديا المؤلمة وكم قدموها في أعمالهم الفنية ولم يتصوروا الوقوع فيها في الحقيقة, والعجز علي مقاومتها والدفاع عن أنفسهم بالعلاج ومسئولياتهم المادية التي يعجز الكثيرون منهم عن توفيرها. لقد تناولت عيون مشاهد ظاهرة المرض والعجز المادي لمواجهة متطلبات العلاج والتغلب علي هذه النهايات التراجيدية, وكيف يقوم نجوم السينما في العالم بالمساهمات المادية للتغلب علي هذه النهايات التي يصاب بها زملاؤهم, وذلك عن طريق المساهمة من أموالهم التي حققوها عن عملهم الفني ويقدمون منها ما يلزم لإبعاد شبح الحاجة للمرضي منهم, أو للمحتاج للرعاية المادية, وقدمت العيون نماذج للتبرعات الواجبة العلنية وغير العلنية للمساهمة الواجبة في رفع المعاناة عن زملائهم في مشوارهم الفني. لماذا لا تلتقي أمواج نجومنا لتحقق المشاركة الواجبة في رفع المعاناة, لماذا لا تقوم النقابات الفنية بعمل صندوق طوارئ تجمع فيه التبرعات لرعاية مرضي المشوار السينمائي والفني, صندوق طوارئ قادر علي المواجهة القوية لظاهرة المرض التراجيدي, إلي جانب الاستعانة المشكورة بالجيش والشرطة بعد وضع مستشفياتهما تحت أمر المرضي من أمواج البحر الفني, وتساهم باقي الأمواج وهم الزملاء في هذا الصندوق بجزء من أموالهم التي توضع تحت أمر المرضي من زملائهم وتحت أمرهم عند الحاجة إليها. هل مقعول أن يحتاج المخرج العبقري سعيد مرزوق الذي قدم في مشواره الفني أروع الأفلام, ومنها علي سبيل المثال فيلم المذنبون الذي وضع في نهاية الفيلم مشهدا لكل الفاسدين وكل المذنبين في مصر في تخشيبة واحدة, والذي قدمهم الفيلم في أحداثه تماما كما يحدث الآن واشترك في الفيلم عدد كبير من النجوم يقدمون نماذج الفاسدين, والمذنبون في جميع القطاعات التي تعيش في المجتمع المصري, منهم حسين فهمي, عادل أدهم, عمر الحريري, توفيق الدقن, عماد حمدي.. يوسف شعبان.. سهير رمزي.. زبيدة ثروت وغيرهم من زملاء الفن الجميل وهذا المخرج ونجومه قدموا أفلاما تدعو للثورة ومقاومة الفساد منذ سنوات ماضية, وفي أيام عز وقوة السلطات الحاكمة هل هذا المخرج وأمثاله من عظماء الفن يعجزون الآن عن مواجهة التراجيديا التي يعيشونها, مواجهة عجز مادي لشراء الأدوية اللازمة أو الاقامة في المستشفيات لتكملة العلاج المرضي والعلاج الطبيعي, أو الانتظار الممل لقرار العلاج علي نفقة الدولة, وحتي يتسع قانون التأمين الصحي ليشمل كل المواطنين. وعلي الرغم من كل هذا, فإن أهل السينما والفن يفرض عليهم واجب العطاء الاخوي ولقاء الموج المستحيل, أن يقدموا العون والرعاية للذين يعيشون التراجيديا المرضية, حرصا علي حاضرهم ومستقبلهم, وعونا منهم في حمل جزء من الأعباء التي تتحملها الدولة التي تحاول أن تتغلب علي مشاكل أكثر من80 مليون نسمة, وأنتم يانجوم الفن والسينما ونقابات التمثيل والسينما واتحاد النقابات الفنية عليكم جميعا واجب العطاء بكل الحب والرضا, لتكونوا قدوة لكل عيون المشاهدين في بلدكم وفي العالم الذي يشاهدكم الآن.