القدس المحتلة- أ. ف. ب: أثار الدعم الأمريكي غير المسبوق لقرار مؤتمر الحد من الانتشار النووي الذي يشير الي الانشطة النووية الاسرائيلية, قلقا شديدا لدي الدولة العبرية ولو ان مسئوليها يمتنعون عن توجيه اي انتقاد علني لواشنطن بهذا الصدد. واعلنت اسرائيل انها لن تشارك في تنفيذ الاتفاق الذي توصل اليه مؤتمر متابعة تطبيق معاهدة حظر الانتشار النووي لجهة ايجاد منطقة في الشرق الاوسط خالية من الاسلحة النووية, منددة ب'خبث' النص الذي لا يتضمن اي اشارة الي ايران. واقر مؤتمر الحد من الانتشار النووي بالاجماع بيانا ختاميا ينص علي تنظيم مؤتمر دولي من اجل شرق اوسط منزوع السلاح النووي عام2012. ويشير القرار الي الدولة العبرية مؤكدا انه' من المهم ان تنضم اسرائيل الي المعاهدة وتضع كل منشآتها النووية تحت الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية'. وهي اول مرة ترد اشارة علنية الي البرنامج النووي الاسرائيلي الذي تلزم السلطات بشأنه سياسة' الغموض المعتمد'. وصوتت الولاياتالمتحدة لصالح القرار واثني الرئيس باراك اوباما علي اتفاق' متوازن وواقعي', مؤكدا في الوقت نفسه معارضته' الشديدة' لذكر اسرائيل تحديدا فيه. وفي إسرائيل, اعتبرت وسائل الاعلام والمحللون التأييد الامريكي للنص بمثابة' صفعة' حقيقية. وكتبت صحيفة هاآرتس ان واشنطن' ضحت باسرائيل من اجل مصلحتها في الحد من الاسلحة النووية في العالم'. وكتبت الصحيفة اليسارية ان' الرئيس باراك اوباما وادارته فضلا نجاح المؤتمر علي اسرائيل', معتبرة ان القرار يشكل' انتصارا دبلوماسيا لمصر' التي تبذل مساع منذ سنوات لحمل اسرائيل علي التخلي عن الاسلحة النووية التي يعتقد انها تملكها. وذكرت هاآرتس ان ادارة الرئيس السابق جورج بوش رفضت عام2005 ضم صوتها الي وثيقة تحض اسرائيل علي توقيع معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية. وتأتي هذه المسألة التي تهدد باثارة توتر بين البلدين الحليفين عشية استقبال أوباما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في البيت الابيض. وكتبت صحيفة' اسرائيل حايوم' المجانية الواسعة الانتشار والقريبة من نتانياهو ان التصويت الامريكي يعكس' ضعف اوباما', مشيرة الي ان' الامريكيين وعدوا القادة الاسرائيليين بمنع توقيع النص'. ورأي الباحث ايتان جيلبوا أن' ثمة تغيير سلبي لا يمكن انكاره في السياسة الامريكية' بشأن البرنامج النووي الاسرائيلي, منتقدا' تناقضات اوباما اذ يؤيد في آن القرار والنقد' الموجه إليه. واعتبر الخبير السياسي في جامعة بار ايلان ان الولاياتالمتحدة' بصدد فقدان دورها القيادي بسبب الرؤية الساذجة وغير الواقعية' لرئيسها. وفي المقابل, رأي المدير العام السابق لوزارة الخارجية آلون ليال في القرار اشارة إلي' عزلة اسرائيل المتزايدة علي الساحة الدولية', ما سيزيد بنظره من صعوبة حملتها من اجل فرض عقوبات علي ايران. وتمتنع الحكومة الاسرائيلية عن انتقاد واشنطن علنا, غير ان مسئولا كبيرا اقر أمس الأول بأن' الادارة الامريكية بدلت سياستها حول منع انتشار الاسلحة النووية'. وبموجب' تفاهم' تم بين الدولة العبرية والولاياتالمتحدة عام1969, يمتنع القادة الاسرائيليون عن اي تصريحات علنية حول القدرات النووية الاسرائيلية وعن القيام بأي تجربة نووية, في مقابل تعهد واشنطن بعدم ممارسة أي ضغوط في هذا الملف. ويؤكد خبراء ان اسرائيل تمتلك بين مائة و300 رأس نووي, لكن الدولة العبرية التي لم توقع معاهدة حظر الانتشار النووي تمتنع عن تاكيد او نفي هذه المعلومات.