رأي كثير من المراقبين أن الولاياتالمتحدة استخدمت ذريعة الإنسانية للتدخل مرات عديدة في كثير من الدول ولكن غاب هذا التدخل في حالات إنسانية أبشع وذلك لوجود أجندات أخري كامنة في حالات التدخل الأمريكي. ووفقا لمركز جلوبال ريسرش الكندي فإن واشنطن لم تتدخل عسكريا في الكونغو حيث قتل5 ملايين, وفي السودان حيث الحرب الأهلية والمجاعة قتلت أكثر من مليونين, وفي ورواندا حيث قتل800 ألف, موضحا أن تدخل الولاياتالمتحدة في سوريا هو منحدر زلق مع الدين القومي الذي وصل إلي17 تريليون دولار, والانهاك في الحرب في أفغانستان, والعراق, وليبيا حيث يؤكد المحللون أن نية الرئيس الأمريكي باراك أوباما لضرب سوريا تأتي بصورة رئيسية من السياسة الداخلية ليس فقط لإزالة صورة الضعف التي اتسمت بها الفترة الماضية في كثير من القضايا الدولية ولكن أيضا يهدف لتشتيت النواب الجمهوريين في الكونجرس خلال مناقشة الميزانية القادمة والتحقق من سقف الديون في عهد أوباما. وأوضح التقرير أن العقيدة الأساسية لأوباما أصبحت تتمثل في رفض الفرص الدبلوماسية برغم أن التغيرات السياسية والاقتصادية في السنوات الأخيرة فتحت باب الاحتمالات عن نهاية للصراعات الدولية والوطنية حيث قدمت تغييرات النظام مجموعة من الزعماء البراجماتيين الذين لديهم نية كبيرة في عمل مفاوضات جادة في كل من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وروسيا وجنوب غرب آسيا والصين وأماكن أخري كان يجب أن يستغل أوباما الفرصة لإنهاء الحروب الطويلة الأمد و المكلفة, للوصول إلي أسواق وموارد جديدة والحد من العجز المحلية والاختلالات التجارية الخارجية ولكنه في كل مناسبة يرفض مبادرات جديدة من الخصوم واختار بدلا من ذلك الاعتماد علي الخطاب المزدوج, والتحدث عن السلام تارة, والانخراط في الحرب تارة أخري, والترنح بين الحديث عن التجارة وزيادة العقوبات. فيما عجز أوباما من الاستفادة من الظروف السياسية والدبلوماسية المواتية وذلك لعدة أسباب هيكلية, منها اتباع سياسة العنف والتهديد العسكري كوسيلة رئيسية لبناء الإمبراطورية الأمريكية بالإضافة إلي غروره وغطرسته ونظرا للقيود الحالية من اقتصاد راكد وهزائم عسكرية متتالية في جنوب غرب آسيا والشرق الأوسط و الانكسارات السياسية الناجمة عن فضائحه التجسسية فإن فشل الدبلوماسية الحالية لأوباما سيؤدي إلي مزيد من التدهور الاقتصادي وزيادة العزلة السياسية و النزاعات العسكرية. وأضاف التقرير الكندي أن أوباما أضاع خلال العام الماضي أكثر من فرصة كبري لانهاء حروب مكلفة علي المدي الطويل والكثير من المواجهات والمضي قدما نحو حقبة من التوسع الاقتصادي النسبي و التعايش السلمي من أبرزها الملف النووي الإيراني والاستفادة من عروض إيران لانهاء الأزمة وفي فنزويلا فضل اوباما زعزعة الاستقرار بها علي التعايش السلمي وفتح باب العلاقات مرة أخري بعد رحيل شافيز بل إنه لجأ إلي خطابات الحرب الباردة والتهديدات ليزعزع العلاقات الروسية الأمريكية مشيرا إلي أن سياسة أوباما أدت إلي فشل الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي في اتخاذ خطوات بناءة لتعزيز جهود صنع السلام. ومن جانبها رأت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية أن الولاياتالمتحدة أكبر كيان في العالم.. هي أكبر داعية حرب والتي تقوم بانقلابات من العراق وأفغانستان وليبيا وتنفيذ زعزعة أمن واستقرار في سوريا وإيران ومصر وغيرها, ويبدو واضحا في التهديد الأمريكي للتدخل العسكري في سوريا الذي لا يهدف لإنقاذ الشعب السوري. ووفقا لآرون ديفيد ميلر المحلل السياسي في مركز وودرو ويلسون الدولي فإن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يخطط لهجوم انتقامي وحرب عقابية لنظام الأسد برغم أن9% فقط من الأمريكيين يؤيدون التدخل العسكري الأمريكي في سوريا فأوباما ليس صادقا مع الشعب الأمريكي عن حربه التأديبية البسيطة فهو يستعد لقصف دولة أخري حيث يعد هذا التدخل العسكري الغربي هو التاسع علي دولة عربية أو إسلامية خلال15 عاما بعد السودان وأفغانستان والعراق وليبيا ومالي, فضلا عن سلسلة الهجمات بطائرات بدون طيار علي اليمن والصومال وباكستان والتي يبرر فيها حكومات الغرب التدخل العسكري بشعار الانتهاكات الإنسانية علي الرغم من معارضة الشعوب الغربية لمثل تلك التدخلات. وأضاف التقرير أن حرب أوباما ليست لحماية الأمريكيين أو حتي السوريين ولكن لجعلها وقفة لمعاقبة نظام الأسد مع عدم وجود فائدة كبري من أي جهة وذلك لحفظ ماء وجهه بسبب تحدثه عن الخطوط الحمراء بل والأكثر إثارة للحيرة هو إصرار ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا علي دفع مثل هذا القرار, في حين أن مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة لاتزال تقوم بالتحقق من استخدام أسلحة كيماوية علي أرض الواقع في سوريا.