السفير البريطاني في مصر دومينيك اسكويث يستمتع بقضاء مهمته الرسمية في القاهرة داخل قصر الدوبارة الشاسع الفاخر المطل علي نيل القاهرة.. يقرأ ويكتب مدونته الخاصة علي الإنترنت ويطلب من سكرتيرته الصحفية غادة حبشي أن ترسل رسائل علي الهواتف المحمولة للصحفيين وأنا منهم تطلب منهم أن يشتبكوا في حوار مع سعادة السفير حول القضايا التي يثيرها وآخرها حول الراديكالي, ويتساءل عما إذا كان من طالبوا بمنع طبع ألف ليلة وليلة في مصر يعتبرون أنفسهم راديكاليين. وينتهي ممثل الملكة اليزابيث في مصر إلي أنه التقي العديد من الراديكاليين المصريين خلال الأشهر الماضية.. مسلمين ومسيحيين يصفهم بأنهم مسالمون يعملون في مجتمعاتهم ويصف راديكاليتهم باعتبارهم لديهم شغف لتحسين حياة من حولهم من الناس بغض النظر عن ديانتهم مثل الصحة والتعليم والتوظيف. وبصريح العبارة مقدمة السفير قصيرة ومبتورة ولا أدري ما علاقة الراديكالي الأصولي الذي يريد أن ينسف جزءا من تراثه الثقافي بمنع كتاب ألف ليلة وليلة بالراديكالي الذي يعمل علي تحسين حال المجتمع الذي يعيش فيه. لا أدري مدي استجابة الناس للسفير الحريص علي التواصل مع المصريين من خلال البلوج أو المدونة الخاصة به علي الإنترنت! ولا أدري لماذا لا يفتح اسكويث حوارا علي مدونته مع المصريين حول كيف ينظرون إلي الاحتلال البريطاني في مصر. كيف أثر علي تاريخهم. كيف أثر علي تطورهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟ كيف سعي المستعمر الامبريالي اللورد كرومر وغيره من ممثلي جلالة الملكة إلي أن يذيقوا المصريين العذاب والويلات.. وكيف حكموهم بالكرباج؟ وكيف رفعت المشانق في دنشواي؟ وكيف تم قهر الحركة الوطنية المصرية؟ وكيف كان يحكم من سبقوه مصر من خلال قصر الدوبارة؟ كيف كانوا يغيرون الحكومات التي لا يرضون عنها؟ وماذا يطلبون لخلق حالة سلام بينهم وبين بريطانيا؟ هل المطلوب اعتذار علني؟ هل المطلوب تعويضات؟ هل المطلوب إزالة الألغام التي زرعها المستعمر البريطاني والتي تمنع مصر من تنمية جزء كبير من الساحل الشمالي؟ هذه هي القضايا التي نتمني أن يفتح السفير اسكويث الحوار حولها. [email protected]