عندما سأل الأمريكيون هذا السؤال تعددت وتقافزت محاولات الإجابة تارة بالاتهام لكل الأمريكيين, وتارة بتوجيه الاتهام إلي الإدارة الأمريكية وحدها دون الشعب الأمريكي وتارة أخري بتوجيه الاتهامات الي تلك الشعوب البربرية التي لا تريد للعالم أن يهدأ ولا تريد للأمريكيين الخير, مر عام ونصف تقريبا علي تولي الرئيس الأمريكي باراك أوباما سدة الإدارة الأمريكية, تغير المشهد السياسي لا شك كثيرا عن وقت تولي الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش, والذي استطاع أن يجيش ضده ملايين الرافضين له من العالمين العربي والإسلامي بما فعله في العراق وأفغانستان, وغيرهما, تغير المشهد السياسي مع قدوم أوباما, لكن ليس كما كان يتوقع البعض أو كما حلم البعض, لكنه تغير يمكن أن نلمسه في أن الصورة الذهنية المرسومة لأمريكا في العالم العربي لم تعد كما كانت, وربما بدأ ذلك مع الخطاب الذي وجهه أوباما من قلب جامعة القاهرة إلي العالم الإسلامي, والذي استطاع من خلاله اكتساب تعاطف العالمين العربي والإسلامي, وانتظر العالمان العربي والإسلامي من مشرقهما إلي مغربهما, أن يتطور هذا الخطاب الي فعل حقيقي, ومازالوا ينتظرون حتي الآن, لكن الأكيد أن هذا الخطاب نجح من ناحية أخري في تراجع سؤال ساعد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بما كان يفعله ويقوله ويرتكبه في أن يكون موجودا, وأعني به سؤال: لماذا يكرهوننا؟. ولعل هذا السؤال تحديدا هو أكثر الأسئلة ضجيجا في المرحلة التالية لأحداث11 سبتمبر, وأكثر الأسئلة واقعية أيضا, وهو تساؤل حقوق الملكية الفكرية له بالتأكيد هي حقوق أمريكية, بدأت مع اصطدام الطائرات بالبرجين الشهيرين وايجاد حالة إعلامية هناك بأن العالم الإسلامي أو الإسلام هو المتسبب في ذلك, لكن هذا السؤال أصبح في مرحلة تالية حقا للأطراف المختلفة في توجيه السؤال للطرف الآخر, فلم تظل الحال عند حدود تساؤل الأمريكيين, هذا السؤال الموجه للعالم, بل في المقابل حملت ذات التساؤل شعوب متعددة في العالم شاهرة إياه في وجه الإدارة الأمريكية وحلفائها. عندما سأل الأمريكيون هذا السؤال تعددت وتقافزت محاولات الإجابة تارة بالاتهام لكل الأمريكيين, وتارة بتوجيه الاتهام إلي الإدارة الأمريكية وحدها دون الشعب الأمريكي, وتارة أخري بتوجيه الاتهامات الي تلك الشعوب البربرية التي لا تريد للعالم أن يهدأ ولا تريد للأمريكيين الخير, ولكن الإجابة الأكثر صحة فيما نظن هي ذلك الجهل الكبير من قبل كلا الطرفين لثقافة الطرف الآخر, وهو الجهل الممزوج برفض قبول الآخر كما هو, هذا السؤال الذي ظل مطروحا لمدة تقترب من العشر سنوات, من الأمريكيين, ومن الشعوب العربية والإسلامية, الي أي مدي استطاع الرئيس أوباما خلال هذا العام والنصف أن يغيره, هذا مقام آخر في مقال آخر.