رفض د.حسام عيسي مطلب إسقاط المجلس العسكري، وقال إنه مرفوض جملة وتفصيلا، كما أن تخوين أي طرف من أطراف الثورة مرفوض ولا يجوز، ويجب أن نعمل جميعا على رأب هذا الصدع وتقليل الفجوة بين المجلس والثوار وإقامة قناة للحوار بينهما مع تحميل المجلس العسكري المسؤولية لأن بيده الحكم. جاء ذلك في الندوة التي أقامتها الهيئة العامة للكتاب، أمس الثلاثاء، بعنوان «ثورة يوليو والتغيير»، وشارك فيها د.جمال شقرة، ود.هدى زكريا، وأدارها د.حسام عيسى وأكد عيسى أن أعظم ما في ثورة يوليو أنها حققت كل ما كان مطروحا فحققت الإصلاح الزراعي، السد العالي، تأميم قناة السويس؛ أي أن عبد الناصر جمع كل مطالب الحركة الوطنية وحققها، وعندما تمسك بفكرة العروبة كان يقصد بها خلق جبهة لأن إسرائيل بنيت في الأساس ضد مصر، وعن النظام السابق قال حسام إنه كان تنظيما عصابيا وليس دولة وجميع القرارات التي أخذت في السنوات العشر الأخيرة كانت لصالح التوريث وللترتيب له. وعن الفترة الحالية والأحداث الاخيرة، قال إن مطلب إسقاط المجلس العسكري مطلب مرفوض جملة وتفصيلا، وهو مطلب طفولي وخطأ فنحن الآن بلد ليس بها شرطة والشرطة معادية للشعب، وإسقاط المجلس العسكري الآن يعد تفتيتا للدولة ويعرضها للخطر وخاصة مع دخول كمية كبيرة من السلاح إلى مصر في هذه الفترة من دول مختلفة، ولكن هناك فجوة بين الجيش والثوار ويجب أن يكون بينهم قنوات اتصال، وقد قلت هذا الكلام للثوار في التحرير، وقلت لهم أيضا أن ينهوا الاعتصام، ولست متأكدا إن كان فض الاعتصام صحيحا أم خطأ، ولكن المؤكد أنه يفقدنا تأييد الشعب وخاصة عندما أغلق مجمع التحرير وتعطلت مصالح المواطنين ولكن ليس الثوار هم من أغلقوه وانما أهالي الشهداء وشباب الثورة هم من أعادوا فتحه، وبالرغم من أن التحرير الآن مخترق وثلث من فيه ليسوا من الثوار فقد شكلت المباحث العامة في الفترة الأخيرة فوق الألف ائتلاف، ولكن لايجوز للمجلس العسكري ان يخون اي طرف من الثوار او اي حركة سياسية فهذا لا يليق، والجيش بطبعه محافظ ويريد الانضباط وقد قابلتهم ومنهم مجموعة بالغة الذكاء والوطنية ولكن ليس لديهم رؤية سياسية جيدة، انما هم من بيده الحكم الان ويجب ان يتخذ المجلس خطوات إيجابية، ولكن طلب الاسقاط ليس له معني ويجب ان نعمل جميعا على رأب هذا الصدع بأسرع ما يمكن مع تحميل المجلس العسكري المسؤولية لأنه بيده الحكم. الدكتورة هدى زكريا قالت إن المجتمع تعارف على معنى كلمة الضبط والانتظام والدولة، ووجود الدولة في مصر هو وجود جمعي، فالجميع تعارف على وجود الدولة لأن وحدة البناء الاجتماعي هي قوته، ومصر مهددة بالغزو لموقعها ولكن القوة التي تحمي مصر هي الثقافة ولم يسمح المصريون بأن تهدم الثقافة، المجتمع المصري وكل المجتمعات لديها قوتان قوة ناهضة وقوة هادمة القوة الناهضة كانت موجودة في العصر الحديث وكان يبحث عنها محمد على الذي تسلم مصر 1805 وبناها من لا شيء، وفي 1830 قامت مصر تهاجم الاستانة بجيشها، فمصر لا تحتاج وقتا كثيرا لكي تنهض كما يتخيل بعض المرضي فمصر تفعل اشياء تبهر الجميع نوعن ثورة يوليو قالت هدي :عندما يتحدث البعض عن ثورة 23 يوليو يبدأ بعيوبها ولا يري غير الجانب السئ منها ولماذا لا ننظر لتاريخنا العظيم الذي صنع هذه الثورة الولاء الحقيقي للوطن والشعب، الجيش المصري لا يجوز ربطه باي جيش اخر لانه تربي في قلب هذا الشعب، نحن نحتاج لثورة ثقافية تعيد قراءة التاريخ ولا يجوز عمل مقارنة بين ثورة 23 يوليو 1952وثورة 25 يناير 2011 ولا أن نقول هذه ثورة جيش وهذه ثورة شعب وثورة فرنسا بدأت بانقلاب، نشغل أنفسنا بمن سيكون رئيس الجمهورية الشعب هو رئيسها وهو الذي سيظل يحكم مصر، وينقصنا في الوقت الحالي خطط استراتيجية صحيحة تاخذنا نحو النهضة والتقدم. أما جمال شقرة فأكد أن الشعب المصري هو الذي علم الدنيا فكرة الثورة وأول ثورة في التاريخ قامت في مصر قبل الميلاد ضد بيبي الأول الذي حكم 94 عاما، ولكن الشعب المصري يتميز بالصبر الشديد على الحكام، ويتميز بالاحتجاج السلبي مثل الكاريكتير الساخر ورسائل عديدة في وثائق قصر عابدين الذي استولى عليه جمال مبارك، وقد قدمت ضده بلاغ للنائب العام لتبديده هذه الوثائق، ولكل ثورة مصرية خصوصية ولكن كلها تجد فيها المبادئ المشتركة واجتمعت فيها مبادئ الثورة ازمة اجتماعية وفقر وازمة سياسية شديدة، كل ثورة يعقبها ثورة مضادة، ولا يجوز الفصل بين الثورات في التاريخ، وفي ثورة 23 يوليو نجح جمال عبد الناصر ومعه مجموعة جميلة جدا اجتمعت على حب مصر وانطلقت من شتات مفهومي ومطالب مختلفة وحصل جمال عبد الناصر في اربعين يوم فقط على الشرعية من الشارع المصري، كان الجيش مخطط الطرد الملك واعلان الجمهورية وكذلك حل الاحزاب السياسية وهذا يدل على هشاشة الاحزاب السياسية ،كما حدث تماما في ثورة 25 يناير، وكان امام جمال عبد الناصر مواجهة الثورة المضادة، واضاف شقرة : عندما وصل انور السادات الحكم اهدر اهم مبدا للثورة وهو العدالة الاجتماعية وعمل الانفتاح واستمر عليه مبارك ولهذا جاءت ضرورة قيام ثورة اخري هي الثورة التي انفجرت في 25 يناير ونامل ان تكتمل هذه الثورة وهكذا فالتاريخ والثورات حلقة متصلة.