شدد المشاركون في الحلقة النقاشية، التي عقدتها لجنة الحريات في نقابة المحامين، عن إغلاق بعض القنوات الفضائية، علي ضرورة الإسراع إلى وضع ميثاق للشرف ينظم مسألة بث القنوات الفضائية، ويضع ضوابط ومعايير البث، والقرارات التي يمكن اتخاذها في حالة المخالفة الإعلامية. من جانبه، قال منتصر الزيات عضو مجلس نقابة المحامين السابق، إننا في تلك الحلقة لسنا مع قرار الغلق وضده.. مضيفا أن هناك اتجاهات مختلفة لتفسير القرار، حيث رآها البعض هجمة علي حرية الرأي والتعبير، بينما فسره البعض الآخر على أنه جاء بسبب قدرة الإعلام علي التأثير في الرأي العام، ورآه آخرون أنه جاء من الحكومة، بسبب الدخول في منعطف سياسي خطير، وهو الانتخابات البرلمانية. بينما قال آخرون إنه جاء بسبب حدوث تجاوزات من هذه القنوات. من جانبه قال محمد الدماطي -مقرر لجنة الحريات، وعضو مجلس نقابة المحامين- إن هذا القرار إعلامي أكثر منه قانوني.. مؤكداً أن السؤال الذي يطرح نفسه في الوقت الحاضر: هل نحن نعيش حرية حقيقة؟ أم أنها مجرد قشور للحرية؟. من ناحيته أكد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن هناك مجموعة من الاعتبارات الرئيسية، أولها أنه لم تعد هناك جدوي من الرقابة علي وسائل الإعلام في ظل التنامي الرهيب في البث الفضائي، والإلكتروني.. ثانيا أنه لا يمكن وضع جميع القنوات في سلة واحدة، سواء التي أُغلقت أو التي صدرت لها إنذارات، أو التي تعمل حاليا. وشدد العالم علي أنه ضد إغلاق أي منبر إعلامي مادام هناك بث فضائي يفتح المجال للمعالجة الإعلامية في كل المجالات، كما أن هناك انتقادات غير قليلة للقائمين علي تلك القنوات، والمضمون الذي تقدمه. وأكد العالم أن الحل في المستقبل، يتمثل في إعادة تنظيم مسألة البث من خلال عقود محددة ودقيقة، بين النايل سات والقنوات الفضائية، تنظم المحتوي والمخالفات والعقوبات، ووضع ميثاق شرف إعلامي من قبل متخصصين في كل المجالات، حتي لا يتم ترك الساحة لأصحاب القرار لغلق أي قناة، وكذلك لأصحاب رأس المال للقيام بممارسات غير أخلاقية. من جانبه، أكد الدكتور صفوت حجازي -الداعية الإسلامي- أنه في مصر حالة من الحرية، تتميز بها عن سائر الدول العربية، حيث لاتوجد صحافة أو قنوات فضائية، في تلك الدول بهذه الكثافة.. مشيرا إلى أن قرار الغلق، يمثل تقليلا لسقف الحرية، الذي نعيشه.. معتبرا أن ذلك يمثل هجمة علي القنوات الدينية بحجة تحولها من قنوات منوعات إلي قنوات دينية. وقال الدكتور محيي الدين عبد الحليم -أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر-: بعض القنوات الفضائية تجاوزت أصول العمل المهني، والعمل الإعلامي ورغم ذلك، فإنه ليس من حق جهة الإدارة الحق في غلق هذه القنوات مباشرة.. مشيرا إلى أن الحل هو وضع ميثاق شرف إعلامي من جانب النخبة وصفوة المجتمع:"المعرفي والثقافي والديني ورجال الإعلام والقانون"، لوضع ضوابط بث القنوات الفضائية.. مضيفا أننا نعيش عصر انفلات إعلامي، في هذا الكم الكبير من القنوات الفضائية.