قالت منى بوسمرة، رئيس تحرير صحيفة البيان الإماراتية، اليوم السبت في مقالها بالصحيفة بركن "كلمة البيان" تحت عنوان "اقتدار سياسي"، إن المنطقة العربية تثبت يوماً بعد يوم، قدرتها على مواجهة التحديات التي تفرضها ظروف كثيرة، بعد أن تمكنت القوى الفاعلة المستبصرة للمخاطر في منطقتنا من التعامل مع هذه التحديات. وأضافت بوسمرة، أن المنطقة شهدت خلال السنين الأخيرة بضع خطوات لافتة للانتباه، كان أهمها توحد العرب في موقف واحد إزاء أبرز القضايا، مثل الإرهاب والتطرف، وتشكيل تحالفات قوية، لمواجهة حالة الفوضى التي يتم تصنيعها خدمة لأطراف إقليمية تريد خلخلة المنطقة. وأن وحدة المواقف العربية تجسدت في قمة الرياض، التي جمعت دول الخليج والولايات المتحدة، تعبيراً عن قوة هذه الدول وتأثيرها على القرار العالمي، وعدم قدرة أحد على تجاوز مصالح المنطقة، وهي الإشارة ذاتها التي يمكن قراءتها في القمة الخليجية المغربية، التي تثبت أيضاً توافق العرب على رؤية واحدة. مشيرة إلى إن دول المنطقة قادرة على فعل الكثير، وصيانة أمنها واستقرار شعوبها، بإرادة صلبة، وتخطيط لا يتراجع أمام أي عراقيل، وأن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى مصر، في توقيت بالغ الأهمية، تقف فيه المنطقة أمام تحولات جذرية، تدركها قيادتنا ببصيرتها السياسية، تأتي تعبيراً عن الريادة والمبادرة إلى كل ما من شأنه حماية استقرار المنطقة. وأكدت أنه بهذه الروح جاءت زيارة صاحب السمو تعبيراً عن علاقات ممتدة وعميقة بين البلدين، باعتبار أن مصر صمام أمان المنطقة، وزاوية ارتكازها الأساس، وهي روح تتركز أهم محاورها في إدراك البلدين، لأهمية الملفات المشتركة، والتي من أبرزها أمن المنطقة، وضرورة الحفاظ عليها في وجه ثلاثة تهديدات سياسية أولها تلك التي تصدرها أطراف محلية وجماعات سياسية مغامرة، وثانيها الجماعات الإرهابية، ثم الأنظمة الإقليمية التي تأمل في إثارة الفوضى لتحقيق أجنداتها، والبلدان بهذا المعنى يدركان أهمية التنسيق في وجه التهديدات الداخلية والإقليمية، وهذا التنسيق يستوجب، من جهة أخرى، انفتاح الدول العربية المعتدلة والوازنة على بعضها البعض، وتثبيت بنية الدول التي تتعرض إلى ضغوط شتى، من جانب الطامعين محلياً وإقليمياً. وأشارت إلى أن تقديم الإمارات دعماً مالياً يبلغ 4 مليارات دولار، كاستثمارات ووديعة في البنك المركزي المصري، هو حلقة من سلسلة حلقات طويلة من الدعم الإماراتي لمصر. واختتمت بوسمرة، بأن المنطقة تثبت أنها قادرة دوماً على امتلاك زمام المبادرة، سواء عبر العلاقات الثنائية، أو عبر التجمعات الإقليمية، أو عبر مساندة الدول العربية، وهكذا يمكن القول إن المنطقة العربية أبرقت رسائل عملية في غاية الأهمية خلال هذه الفترة على كل المستويات العالمية والإقليمية والعربية، وهي رسائل تقول إن هذه المنطقة تصوغ وجهها ومستقبلها، ولن تسمح لأحد بإعادة صياغة خارطتها الإنسانية والسياسية، وسوف تصون مصالحها، وحياة شعوبها بكل الطرق.