لم تمض أيام على إجراء أول انتخابات على رئاسة الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى والتى تزامنت مع ذكرى 5 سنوات من تأسيسه وقد تصاعدت حدة الانقسامات والاستقطاب داخل الحزب بين مؤيدى القائمة الفائزة وعلى رأسهم الأمين العام المستقيل أحمد فوزى، ومؤيدى القائمة الخاسرة وعلى رأسهم تامر النحاس أمين التنظيم بالحزب. وبالرغم من العرس الديمقراطى الذى قدمه الحزب خلال الانتخابات التكميلية التى فاز فيها برئاسته فريد زهران، وباسم كامل نائبا أول بفارق 4 أصوات على القائمة المنافسة التى ضمت د.نور فرحات رئيساود.زياد بهاء الدين نائبا أول إلا أن المشادات التى وقعت بين قيادات الحزب بعد النتيجة وامتدت لتبادل التراشق والهجوم على صفحات الحزب الداخلية بين الفريقين ألقت بظلالها على المشهد بأكمله وطرحت تساؤلات حول مدى نجاح الحزب فى الصمود بعد رحيل مؤسسه وأول رئيس توافقى له د.محمد ابو الغار عن منصبه، واتساع حدة الاستقطاب بين فريقين أحدهما يميل يسارا بينما يتجه الآخر يمينا. هذا الاستقطاب والتراشق المتبادل على صفحات الحزب الداخلية دفع الدكتور حنا جريس، نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، لاتخاذ قرار بتجميد عضويته داخل الحزب كنائب للرئيس للشئون البرلمانية وكعضو هيئة عليا. كما طالب د.زياد بهاء الدين فى رسالة لأعضاء الهيئة العليا الجميع بالتوقف عن التراشق حفاظًا على سمعة الحزب وترك الأمور للجنة الانضباط التى تلقت عدد من الشكاوى بدلاً من تبادل الاتهامات. وتقدم أحد الأعضاء بطعن على نتيجة الانتخابات طالب فيه بإعادة الانتخابات بسبب مخالفة لائحة الحزب فيما يتعلق بإجراءات المؤتمر العام خاصة المادة 68 التى تنص صراحة على حصول المرشح على الأغلبية المطلقة لأصوات الحاضرين ممن حضروا بأنفسهم أو وكلوا غيرهم نيابة عنهم وليس بعدد الأصوات الصحيحة، واستند الطعن إلى أن المؤتمر العام الأخير هو مؤتمر تكميلى للمؤتمر الأساسى، وبناء عليه فإنه لا يجوز طرح تفسير لجنة الانضباط للتصويت لتكون الأصوات الصحيحة دون الباطلة، ومن ثم فإن نتيجة الانتخابات الأخيرة تصبح باطلة. حيث سجل المؤتمر العام حضور 662 عضوا، ولم يحصل أى من القائمتين المتنافستين على عدد أصوات 332، حيث فازت قائمة فريد زهران ب 331 صوتا بفارق 4 أصوات عن قائمة الدكتور نور فرحات التى حصلت على 327 صوتا. ووجه الرئيس المنتخب فريدزهران رسالة لأعضاء الحزب أكد فيها حرصه على لم الشمل وترك الحرية لمنافسيه باختيار المناصب التى يرتضوها ملائمة لهم داخل الحزب، مناشدا إياهم بالحرص على امتداد عطاءهم للحزب والاستعانة مشورتهم. وأعلن تكريم د.محمد ابو الغار وأشاد بجهده فى قيادة وبناء وتأسيس الحزب، معلنا أنه يعتزم توليه منصب رئيس مجلس الأمناء إلا أن ابو الغار رفض تولى المنصب مع تأكيده على الاستمرار فى أمانته القاعدية بالحزب. وتنعقد آمال البعض على ابو الغار للعب دور ما لإحداث توافق بين الفريقين خاصة بعدما تردد عن استعداده توجيه دعوة للقاء بين أطراف الأزمة على مختلف جبهاتهم ومحاولة تقريب وجهات النظر بينهم فى لقاء ودى فور عودته من الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومن جانبه نفى أحمد فوزى، الأمين العام السابق للحزب وعضو الهيئة العليا ل"بوابة الأهرام" صحة ما تردد بشأن تنصله من المسئولية فى واقعة منع بعض شباب الحزب من السفر من قبل جهات أمنية، مؤكدا أن الجهات الأمنية هى التى منعت الأعضاء من السفر وليس الحزب، مشيرا إلى أن الحزب وغيره من الأحزاب السياسية يعملون فى ظروف صعبة فى ظل غلق المجال العام. وأوضح أن ما حدث من تجاوزمن جانبه تجاه د.تامر النحاس، أمين التنظيم بالحزب والمؤيد لقائمة د. نور فرحات ود. زياد بهاء الدين خلال المؤتمر العام التكميلى للحزب على إثر مشادة بينهما بعد إعلان نتيجة الانتخابات تم الاعتذار عنه. وأضاف فوزى " الحزب كان يطبق مبدأ التوافق بين الأعضاء على كل المناصب التنفيذية والقيادية من قبل وكانت هناك محاولة للتوافق إلا أن الكثيرين طالبوا بأن يتم إجراء الانتخابات، فلماذا الآن عندما تم إجراء الانتخابات يعرب المطالبون بها عن عدم رضاءهم عن نتائجها على الرغم من أن المجموعة الغاضبة تحوز الأغلبية فى الهيكل التنظيمى للحزب". استنكر فوزى حملة الهجوم ضده، مضيفا " تركت منصب الأمين العام وانسحبت برضائي واكتفيت بكونى عضوا بالهيئة العليا ولو كان وجودى بالحزب يعيق إعادة اللحمة بين أعضاءه فيمكننى الابتعاد تماما." من جهته نفى د.تامر النحاس، أمين التنظيم بالحزب وجود أى انقسامات بالحزب، كما نفى اعتراضه على نتائج الانتخابات الخاصة برئاسة الحزب وهتافه فى المؤتمر العام التكميلى بأنها مزورة ، مؤكدا أنه يحترم نتائج الصندوق ويعترف بنتائج الانتخابات ولم يتقدم بأى طعون على النتائج ولا يشجع أحدا لتقديم أى طعون إلا أنه سيقبل أى قرار مؤسسي للحزب حال البت فى الطعن المقدم أيا كان القرار. كما نفى تقدمه بشكوى ضد فوزى إلى لجنة الانضباط بالحزب، مضيفا "ليس لدى أى تعليق بخصوص فوزى أو تلك الواقعة". وعلق محمد قاسم، المتحدث باسم اتحاد شباب الحزب على ما يحدث من تراشق متبادل بين بعض الأعضاء والقيادات على صفحات الحزب الداخلية بكونه تصرف غير مسئول، مطالبا إياهم بمراعاة الظروف التى يمر بها المناخ السياسي الحالى فى مصر وأهمية وجود أحزاب سياسية قوية،معتبرا أن من ينادى بالديمقراطية عليه ألا يعترض على نتائج ممارستها حتى ولو أتت بمن لا يرغب. أكد المتحدث باسم الاتحاد أن شباب الحزب يتبنون موقفا إيجابيا من خلال محاولتهم إيجاد أرضية للتوافق وتقريب وجهات النظر، مشددا على عدم وجود أى انقسامات داخل الاتحاد، مشيرا إلى أن اتحاد شباب الحزب يستعد حاليا لتنظيم معسكر صيفى ومشروع للتدريب على المحليات. ونفى صحة ما تردد حول كون استقالة أمين الاتحاد مؤمن رمضان قد أتت احتجاجا على نتائج الانتخابات، موضحا أن رمضان مازال طالب بكلية الهندسة وطلب إعفاءه من منصبه لانشغاله بالدراسة. فيما اعتبر باسم كامل، النائب الأول لرئيس الحزب أن ماحدث من مشادات بين أعضاء الحزب عقب إعلان نتائج الانتخابات أمر عادى وثانوى نتيجة للتوتر الذى صاحب المنافسة، مشيرا إلى أن من أخطأ تقدم بالاعتذاروأن هناك إجراءات ولوائح بالحزب يتم الاحتكام إليها. كما اعتبر نائب رئيس الحزب أن وجود انقسامات داخله أمر طبيعى، مشيرا إلى أن الاختلاف والتنوع يثرى العملية السياسية، مؤكدا أنه غير قلق على الوضع الداخلى للحزب طالما كان التنوع فى إطار الاحترام،مضيفا أن المنافسين د.نور فرحات ود.زياد بهاء الدين اعترفوا بالنتيجة وقدموا التهنئة للفائزين وأن ردود الفعل الحالية من المؤيدين والرافضين لنتائج الانتخابات طبيعية. أضاف كامل "مازلنا فى سنة أولى ديمقراطية سواء على مستوى الحزب أو مستوى الوطن وسنستغرق وقتا للتعلم بالممارسة، وغير قلق على الوضع الداخلى للحزب". أوضح أن الطعن المقدم على نتائج الانتخابات طعن "إدارى" وليس على النتيجة نفسها ولكنه اختلاف حول تفسير المادة التى تحدد طريقة احتساب الأصوات،وليس لها علاقة بعملية الانتخابات نفسها. وحول الخطوات العملية التى اتخذتها القيادة الجديدة للحزب حتى الآن لاحتواء الأزمة الداخلية؛ كشف نائب رئيس الحزب أنه ورئيس الحزب عقدوا عدة اجتماعات منذ توليهم مهام منصبهم لطمأنة الجميع، مشيرا إلى أن أولى تلك الاجتماعات كانت مع موظفى الجهاز الإدارى للحزب الذى كان لديهم قلق تجاه موقف القيادة الجديدة منهم بعد ما أشيع حول اعتزام القيادة الجديدة التخلص من الموظفين. وأكد كامل على أن اللقاء معهم كان إيجابيا وأنه ورئيس الحزب استمعوا لمشكلات الموظفين الذين أكدوا لهم أن ولائهم الأول لعملهم بعيدا عن أى استقطاب وانقسامات داخلية. وأضاف أنه تم أيضا عقد اجتماع بين رئيس الحزب ونائبه والأمين العام المنخب خالد راشد وأمينة العلاقات الخارجية أمل شفيق تم خلاله فتح الكثير من الملفات وقرر الجميع على أهمية العمل معا بغض النظر عن الخلافات بين الأعضاء. كما تم عقد اجتماع مع نواب رئيس الحزب وأعضاء المكتب السياسي د. عمادابو غازى ود.إيهاب الخراط لمناقشة خطة الحزب فى المرحلة المقبلة، مرجحا أن يراجع د. حنا جريس، نائب رئيس الحزب موقفه بتجميد عضويته. وأكدعلى اعتزام تنظيم القيادة الجديدة للحزب جولات بالأمانات الجغرافية فى المحافظات خاصة تلك التى أيدت القائمة المنافسة بمعدل جولة أسبوعية بكل محافظة من أجل التواصل مع الجميع والاستماع لمشكلاتهم ومقترحاتهم.