وجه أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، انتقادات حادة بشأن التدخل التركي والإيراني في الشأن العربي، ووصفه ب"السافر"، مؤكدا أن هذا التدخل ترك آثاره السلبية على الاستقرار في العديد من الدول العربية. جاء ذلك في الكلمة التي افتتح بها أعمال الاجتماع غير العادي لوزراء الخارجية العرب الذي عقد اليوم برئاسته؛ لبحث التدخل العسكري التركي في العراق بحضور الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية. وقال: إن ما يزيد من قلقنا أن التدخل السافر من جانب تركياوإيران قد ترك أثاره السيئة على الاستقرار في العديد من الدول العربية باعتباره انتهاكا لسيادتها وسلامتها المهنية على نحو لا يمكن التغاضي عنه ولا التهاون فيه ولا المساومة عليه. وأضاف: لا ينبغي على هذه الدول الساعية إلى المساس بأمننا القومي أن تغتر ببعض مظاهر الضعف المؤقت الذي يشهده النظام العربي حاليا "، مؤكدا أن "سيادتنا وأمننا وسلامتها الإقليمية تمثل خطا أحمر يستوجب الدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة". وشدد قرقاش على أنه من مصلحة الجميع خلق أرضية مشتركة للتعاون وإرساء الثقة فيما بيننا قوامها الحفاظ على المصالح المشتركة لكافة الدول على أساس أن الاحترام المتبادل لسيادة دول المنطقة وإتباع سياسة حسن الجوار فيما بينها. واعتبر أن الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية في دورة غير عادية يمثل فرصة طيبة لكي ندعو فيها للحرص على هذه المبادئ لاسيما أن ما يعاني منه العراق تعاني منه دول عربية أخرى، مؤكدا أن مبدأ احترام السيادة الإقليمية هو مبدأ عام لا يقبل التجزئة ومن ثم يجب احترامه من الكافة وعلى الكافة. وقال"قرقاش"، إننا نحرص على أن تكون علاقاتنا مع جيراننا قائمة على أساس الاحترام المتبادل لسيادتنا الوطنية مع التعبير على حرصنا الجارم على حمايتها بكل ما أوتينا من عزم وتصميم، مشيرا إلى أن هذا الاجتماع يأتي بناءً على طلب جمهورية العراق وبتأييد كل من الكويت والأردن وتونس وموريتانيا ومصر ولبنان. وقال قرقاش: إنه لا يخفى علينا الظروف الدقيقة التي تمر بها منطقتنا العربية في هذه اللحظة التاريخية ومدى ما يدور بدُولنا من أخطار تهدد عوامل الاستقرار فيها والمتمثلة على وجه الخصوص في محاولات المساس بالسيادة الإقليمية التي كانت ولا تزال أهم ضمانات الأمن القومي العربي بوجه عام. وتابع قرقاش: إضافة إلى تفشي طاهرة الإرهاب متمسحا بالدِّين الإسلامي الحنيف، تشهد المنطقة العربية محاولات حثيثة لإثارة الفتن في مكونات المجتمعات العربية بما يمس أمننا القومي في الداخل والخارج وبث الدعايات المغرضة"، مشددا على أن كل ذلك يفرض علينا التمسك بكل ما تفرضه قواعد القانون الدولي وما تضمنته المواثيق الدولية من ضرورة الالتزام من جانب الكافة باحترام السيادة الإقليمية لكل الدول وحظر التدخل في شئونها الإقليمية. وعبر عن القلق العميق من محاولات التدخل في شئون الدول العربية، كدول وطنية، من جانب بعض القوى الإقليمية الأمر الذي يجعل من اجتماعنا اليوم لمناقشة التدخل التركي في العراق فرصة سانحة لنطرح على بساط البحث مظاهر التدخل الأخرى سواء من جانب تركيا أو إيران وما يقتضيه ذلك من مناقشة سبل حماية أمننا القومي.