قال مبعوث الصين الخاص للشرق الأوسط قونغ شياو شنج، إن الصين تستعد لتعزيز نشاطاتها الدبلوماسية في العام المقبل في إطار جهودها الهادفة إلى لعب دور أكثر فعالية لدفع معالجة قضايا المنطقة وذلك وسط تطلعات الأطراف إلى تحقيق الأمن والأمان والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط. وأكد قونج شياو شنغ في محاضرة أكاديمية عقدها في جامعة بكين للدراسات الأجنبية الثلاثاء أن بعض دول المنطقة ترحب وتتطلع إلى أن تلعب الصين دورا دبلوماسيا أكثر ايجابية وفعالية فيما يتعلق بقضايا منطقة الشرق الأوسط. وشدد قونج على أن الصين دائما اتخذت مواقف عادلة ومتوازنة وموضوعية من أجل إيجاد الحلول السياسية للقضايا السورية واليمنية وقضايا المنطقة الأخرى على خلفية تصاعد توتر الأوضاع المستمر. وأكد قونج دعوة الصين الدائمة إلى إعادة إحياء المحادثات والمفاوضات بين الأطراف المعنية بالقضية الفلسطينية التي تعتبر الأساس وجوهر الصراع في المنطقة. وشدد المسئول على أن أولوية معالجة قضايا المنطقة تتمثل بالتوصل إلى المواقف ووجهات النظر المتقاربة بين الدول المعنية في الشرق الأوسط، بهدف إيجاد حل شامل لجميع قضايا المنطقة لافتا لرغبة الصين الصادقة في دفع الأطراف إلى جني ثمار المفاوضات الإيجابية. وفيما يتعلق بتوتر العلاقات بين روسيا وتركيا بسبب إسقاط القوات الجوية التركية قاذفة قنابل روسية من طراز سو-24 بالقرب من الحدود بين سورية وتركيا في نوفمبر الماضي، قال قونج إن هذا الحدث يعكس خلاف الدول المعنية تجاه القضية السورية معربا عن أمله في ألا يتسبب هذا الحادث الطارئ بتأثيرات سلبية على جهود المجتمع الولي لإيجاد الحل السياسي والدبلوماسي لقضايا المنطقة. وبعد وقوع هذا الحادث صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في مؤتمر صحفي دوري بعدما طلب منه التعليق بأن "الصين قلقة للغاية بشان الأمر". وأضاف إن "الوضع بحاجة لمزيد من التوضيح". وتابع أن "الصين تدعم المجتمع الدولي في القيام بكل جهود مكافحة الإرهاب مضيفا أن الصين تدعو لمزيد من التواصل بين الأطراف المعنية. وخلال مؤتمر صحفي عقده قونج في مقر السفارة الصينية بعمان قبل بضعة عشر يوما أعرب قونغ عن قلق الصين من تزايد واستمرار الصراعات في منطقة الشرق الأوسط داعيا إلى إيجاد موقف موحد من قبل المجتمع الدولي لإيجاد حل شامل لجميع قضايا المنطقة ،لافتا إلى أن الحل الشامل يجب أن يتضمن حلولا للقضية الفلسطينية والقضايا في سورية واليمن وليبيا وإيران والعراق ومكافحة الإرهاب ولذلك يجب عدم تهميش أي قضية أو الاهتمام بقضية على حساب القضايا الأخرى. وقال إن السياسات الخاطئة لبعض الدول الكبرى هي سبب رئيسي وراء عدم التوصل لحلول لقضايا المنطقة. وأضاف أن الحل الحقيقي لقضايا المنطقة هي بيد دول المنطقة، مشيرا إلى أن العرب لديهم القدرة والحكمة لمعالجة أوضاعهم دون الاعتماد على اقتراحات الآخرين. وأشار لضرورة بذل الجهود الدولية لإيجاد حلول لقضايا المنطقة، على أن تكون قائمة على أساس احترام البلدان العربية وإرادة شعوبها، الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي دعم واحترام اختيارات الشعوب العربية. وقال قونج إن مصالح الصين متطابقة مع مصالح بلدان المنطقة، حيث تتطلع لتحقيق السلام والأمن والأمان في المنطقة وتحقيق النمو الاقتصادي. وذكر إن هناك عنصرا جديدا يجب الاهتمام به، يتمثل بالهجمات الإرهابية التي ضربت بيروت وباريس والتي دفعت المجتمع الدولي إلى بلورة اتفاق جديد حول قضايا الإرهاب وإيجاد حلول سياسية للقضايا الساخنة.