شهدت "أم القري" بالمملكة العربية السعودية، عدد من الحوادث على مر التاريخ أبرزها حوادث الحرم المكي، حادثة الفيل، وواقعة الزبير، وانفجارات 1989، وآخرها مأساة سقوط رافعة بالحرم المكي، بسبب العواصف الشديدة، مما أسفر عن مقتل 107 أشخاص وإصابة 238، وفق ما أعلنته هيئة الدفاع المدني السعودية. وفى كل عام تتخذ المملكة العربية الكثير من الإجراءات الوقائية، لحماية حجاج بيت الله الحرام، إلا أن الحوادث أثناء موسم الحج تقع رغم تلك الإجراءات ، لأسباب كثيرة أغلبها شدة حرارة الجو، وتدافع الحجيج، والإزدحام الكثيف، والحرائق، وتسنفر السعودية جميع قواتها جوية كانت أم برية بكامل تشكيلاتها من الإنزال المظلي، وقوات أمن الحج، وقوات الطوارئ الخاصة، وقوات الأمن الخاصة، والقيادة العامة لطيران الأمن، والأحوال المدنية، وغيرها لحماية الحجاج من أي مخاطر أمنية. ومن أبرز الحوادث التي شهدتها مكةالمكرمة، التي تستقبل سنويًا ملايين الحجاج من مختلف بقاع الأرض، "حادثة الفيل" التى كان يقودها أبرهة الحبشى، إلا أن العناية الإلهية أنقذت الكعبة المشرفة بسحابة ممطرة فوق البيت الحرام حتى أطفأت النيران. وفي عهد الزبير، وقع صراع على الخلافة بينه وبين ملك الحجاز، فحاصر الحجاج بن يوسف مكةالمكرمة ونصب المنجنيق على جبل أبى قبيس المطل على الكعبة وضرب الكعبة بالمنجنيق، فاشتعلت النيران فى أستارها ومات عدد كبير من الناس من بينهم أحد أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، لكن شدة صاعقة الرعد أحرقت المنجنيق ودمرته بالكامل. وفى عام 1989م، حج سنة 1409ه حدث انفجاران أولهما في إحدى الطرق المؤدية للحرم المكي، والآخر فوق الجسر المجاور للحرم المكي، ونتج عن ذلك وفاة شخص واحد وإصابة ستة عشر آخرين. وفي وقت لاحق ألقت السلطات السعودية القبض على 20 حاجًا كويتيًا، اتهم منهم 16 بتنفيذ التفجير، وبعد بضع أيام أمر الملك فهد بن عبد العزيز "بضرب أعناقهم بالسيف"، وتم تنفيذ الحكم في 21 سبتمبر 1989. وفى عام 1979 تحصن مئات من المسلحين المعارضين للنظام السعودي لمدة أسبوعين في المسجد الحرام بمكة، مدعين ظهور المهدي المنتظر، واحتجاز عشرات الحجاج رهائن، وذلك إبان عهد الملك خالد بن عبد العزيز. وهزت الحادثة العالم الإسلامي جميعًا، حيث تعد الأعنف فقد تسببت في سفك دماء المسلمين داخل الحرم المكي، وأودت بحياة بعض رجال الأمن وكثير من المسلحين المتحصنين داخل الحرم، وتمت مهاجمت المسلحين في الرابع من ديسمبر وكانت الحصيلة الرسمية 153 قتيلاً و560 جريحًا. وفى عام 1987م، واجهت قوات الأمن السعودية مظاهرة قام بها الحجاج الإيرانيون وأسفرت عن مقتل 402 بينهم 275 إيرانيًا. وأدت الحادثة، إلي انقطاع العلاقات الدبلوماسية الإيرانية السعودية في 24 إبريل 1987م، ليغيب الإيرانيون عن موسم الحج حتى عام 1991م، عندما قاموا بأداء فريضة الحج من دون حوادث تذكر. وفى عام 2014 وقع حادثين هما الأصعب أولها انهيار جدار بحي الكعبة، تسبب في مقتل 6 أشخاص، والثاني حادثة ساعة مكة، حيث ضربت صاعقة "ساعة مكة" وأدت لإيقافها أثناء هطول الأمطار على مكةالمكرمة، وتداول العديد من المغردين عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورة وثقت لحظة نزول الصاعقة على الساعة، وأخرى توضح توقفها عن العمل بعد أن ضربتها الصاعقة. ويعود إنشاء الساعة الأطول في العالم، إلى شهر رمضان من عام 1431 ه بعد ما أعلن الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة، أن خادم الحرمين أمر بإنشاء "ساعة مكة" فوق مجمع أبراج البيت بمدينة مكةالمكرمة على ارتفاع نحو 601 متر، ليتسنى رؤيتها وسماعها من كل الجهات، ومن مسافة تصل إلى 13 كم، إذ تبلغ أبعاد الجهة الواحدة من ساعة مكةالمكرمة 43 مترًا عرضًا و43 مترًا ارتفاعًا كما يعلوها كلمة الله من الجهات الأربع. وفي يونيو 2015، أعلن الدفاع المدني السعودي عن مصرع 48 شخصًا في منطقة مكةالمكرمة بسبب السيول، وإنقاذ 900 آخرين حاصرتهم الأمطار الغزيرة التي هطلت على المملكة، واستخدمت القوات السعودية القوارب المطاطية في عمليات الإنقاذ. وفى أعوام "1994،1998،2001،2002،2003،2004،2005 قتل ما يقارب 700 حاج وإصابة أكثر من 200 شخص بجروح طفيفة خلال رمى الجمرات بمنى. وفي عام 1990، تدافع عدد كبير في نفق بمنى إثر عطل في نظام التهوية أدى على الأرجح إلي مقتل 1426 حاجًا معظمهم من الآسيويين. وفى أعوام 1975، 1997، 1995 وقع حرائق بمخيمات الحجاج بمني لمقتل المئات وإصابة أكثر من ألف حاج بجروح. وأخيرًا في عام 2012 وقع حادث "قطار المشاعر"، حيث لقي العديد من الحجاج المصريين حتفهم بلغ عددهم 43 حالة وفاة، فيما عرف بحادث قطار المشاعر، وتم دفن الجميع في السعودية بعد موافقة أسرهم، وكانت الوفيات حتى مساء أول أيام العيد ل30 حالة. يذكر أن أعداد الوفيات بين المصريين شملت 27 حاجًا من بعثة حج القرعة، و12 حاجًا من بعثة حج السياحة، وحاجين من بعثة حج الجمعيات، وحاجين آخرين من الهيئات. .