طالب عدد من النواب البريطانيين رئيس الوزراء الأسبق توني بلير ، بالمثول أمام البرلمان لتفسير ما أثير عن محاولته إنقاذ الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قبل قصف الحلفاء لليبيا، طبقا لصحيفة "ذي تايمز". جاء ذلك في كتاب جديد عن السيرة الذاتية لديفيد كاميرون للسير أنتوني سيلدون الذي كتب من قبل السيرة الذاتية لتوني بلير، وجوردون براون وجون ميجور. وكشفت السيرة عن أن بلير اتصل هاتفيا بداوننج ستريت "مقر رئاسة الوزراء" خلال الحملة العسكرية عام 2011 للإطاحة بالقذافي حيث قال لهم إن شخصا مقربا من الزعيم الليبي الراحل اتصل به وأبلغه أنه يرغب في "إبرام صفقة". وأوضحت الصحيفة أنه وفقا لهذا التقرير كان قرار رئيس الوزراء الحالي "عدم اتباع هذا النهج، لأنه لم يكن يريد أن يقدم على أي فعل يمكن أن يفسر على أنه تقديم مساعدة للزعيم الليبي". وأثارت هذه الادعاءات غضب عدد من نواب حزب المحافظين، ومن بينهم النائب دانييل كاوفزينيسكي، عضو لجنة الشئون الخارجية ومؤلف كتاب عن القذافي، الذي اتهم بلير بطرح فكرة "دنيئة وغير مسئولة". وأظهر الكتاب أيضا عن أن سياسيين بريطانيين بارزين حاولوا إثناء رئيس الوزراء عن بدء الحملة ضد القذافي لكنه كان مصرا على ذلك. وقال ناظم الزهاوي وهو نائب في حزب المحافظين وعضو في لجنة الشؤون الخارجية: إنه يبدو أن بلير "شعر بأهمية التواصل مع رئاسة الوزراء". وأضاف "إذا كان هذا صحيحا نحن بحاجة إلى فهم أفضل لما حدث." وكان رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية "ام آي 6" جون سويرز، من ضمن هؤلاء السياسيين الذين أكدوا أن "التدخل في ليبيا لن يخدم المصالح البريطانية"، بينما اتهم رئيس أركان الجيش السابق الجنرال سير ديفيد ريتشاردز، كاميرون بأنه "شن حملة للإطاحة بالقذافي دون استعداد". وأكدت السيرة الذاتية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفض الرد على اتصالات كاميرون الهاتفية لمدة ثلاثة أيام ، قبل بدء القصف الصاروخي على ليبيا والذي كان مخططا له من قبل. ولم يستجب مكتب توني بلير لطلب للحصول على تعليق بشأن هذه الادعاءات.