وصف رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب زيارته لباريس، بأنها أكثر من ناجحة، بعد أن تم التوصل إلى "رؤية وخطة تنفيذية" خلال كل الاجتماعات التي عقدها بباريس مع المسئولين والشركات الفرنسية. وأكد المهندس محلب - لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم - أن الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا في نوفمبر الماضي، ولقاءه مع نظيره الفرنسي مانويل فالس توجت بعقد شراكة استراتيجية بين البلدين ووضع خارطة طريق للتعاون في شتى المجالات، كما كان هناك تقدير رائع للقيادة المصرية. وأشار إلى أن لقاءاته مع الشركات الفرنسية، استهدفت متابعة ما تم التوصل إليه من اتفاقات خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي الأخير لإزالة كل العقبات أمام تدفق الاستثمارات الفرنسية إلى مصر. وقال: إنه بحث مع الجانب الفرنسي تعزيز التعاون في مجال التعليم والتدريب الفني والاستفادة من تجربة الدولة الفرنسية في هذا المجال. وأضاف أنه كان له حديث عميق مع المسئولين الفرنسيين عن رؤية مصر للسياسة الخارجية والتهديدات في المنطقة والتوازنات الجديدة، فضلا عن تطورات الأوضاع والأزمات في اليمن وليبيا وفي سوريا. وتابع أنه تم الحديث أيضا عن الاجتماعات الجارية بكامب ديفيد (بين دول الخليج والولايات المتحدة) وتوقعات فرنسا في هذا الشأن بالإضافة إلى الدور المهم والرئيسي والمحوري لمصر حيال كل هذه الأحداث. وشدد على أهمية زيارته للمفاعل النووي بموقع "فلامنفيل" في شمال غرب فرنسا، للوقوف على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الفرنسية في مجال الطاقة النووية، ولفت إلى أن هذا المفاعل ما زال تحت الإنشاء ويتم بناؤه بأحدث تقنية وبأعلى درجات الأمان. كما تحدث عن رؤية مصر لمقاومة الإرهاب ودور الأزهر في إصلاح الخطاب الديني ومواجهة الفكر المتطرف والتحريض على الكراهية وكيفية صد هذه الموجة بطريقة عملية عبر التنوير والتبادل الثقافي. وأضاف المهندس محلب، أن الجانب الفرنسي يعتبر الأزهر منارة كبيرة للإسلام ويعول عليه للمساهمة في مكافحة ظاهرة التطرّف بعد أن سافر نحو 1500 فرنسي إلى سوريا و العراق للانضمام إلى الجماعات المتطرفة. من ناحية أخرى، أشار رئيس الوزراء إلى أنه كان هناك مساحة كبيرة لاطلاع الجانب الفرنسي على الموقف والسياسة الداخلية والإصلاح الذي يحدث في مصر والتحديات التي تواجهها لا سيما مكافحة الإرهاب. وأكد أن مصر تحارب الإرهاب لحماية منطقة الشرق والأوسط وباقي دول العالم التي وصل الإرهاب بالفعل إليها واستشعرت الخطر الذي يمثله. وشدد على أن القيادة والحكومة المصرية تسعى لبناء دولة حديثة وديمقراطية تنعم بالتنمية المستدامة. كما أكد رئيس الوزراء أن حرص الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند على استقباله بقصر الإليزيه عقب وصوله مباشرة من جولة طويلة في منطقة الكاريبي، يعكس متانة علاقات الصداقة بين البلدين و التقدير لدور مصر كدولة كبرى في منطقة الشرق الأوسط. وأشاد بدعوة نظيره الفرنسي مانويل فالس باستعادة الحركة السياحية إلى مصر، مشيرا إلى أنه سيكرر هذه الدعوة أمام مجلس النواب. وقال: "السائح الفرنسي دائما مرحب به في مصر وفي أمان". وأضاف المهندس محلب أنه وجه الدعوة لرئيس الوزراء الفرنسي لزيارة مصر في أقرب وقت. كان رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، قد استهل الاثنين زيارة إلى فرنسا لمدة ثلاثة أيام على رأس وفد رفيع المستوى، يضم رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمد شاكر، ووزير الطيران المدني الطيار حسام كمال، ووزير التعليم الفني والتدريب الدكتور محمد يوسف، ووزير الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة منير فخري عبد النور، ووزير النقل المهندس هاني ضاحي، واللواء أحمد أنيس رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للأقمار الصناعية "النايل سات". وقد تم التوقيع - خلال زيارة المهندس محلب لباريس- على ثلاث اتفاقيات اقتصادية للحد من تلوث الهواء والمياه والتدريب الفني وتطوير ترام الإسكندرية. كما التقى خلال الزيارة رئيس الوزراء مانيول فالس وعددا من الوزراء من بينهم وزيرا الخارجية لوران فابيوس والدفاع جون ايف لودريان وكذلك برئيس لجنة الشئون الخارجية والدفاع بمجلس الشيوخ الفرنسي جون بيير رافاران و رئيسة لجنة الشئون الخارجية بالجامعة الوطنية الفرنسية(البرلمان) إليزابيت جيجو. كما أجرى عدة لقاءات بالشركات الفرنسية في مقر إقامته بباريس و بمقر مجلس أرباب الأعمال الفرنسيين (ميديف). ومن المقرر أن يغادر العاصمة الفرنسية في وقت لاحق اليوم عائدا إلى أرض الوطن.