فى ظل الإطلالةالإرهابية الأخيرة التى شهدتها العاصمة خلال يومى الجمعة والسبت ، بدأت أصوات كثيرة تطالب بتغيير النظام الأمنى المصرى، وعلل أصحاب تلك الآراء رأيهم بأن هناك قصوراً أمنياً واضحاً فى حادث تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة، والجرائم الإرهابية التالية له، والتى كان آخرها محاولة تفجير مبنى معهد مندوبى الشرطة بمنطقة عين شمس صباح اليوم. " بوابةالأهرام" إلتقت باللواء هانى عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية، وأستفسرت منه عن سؤال واحد وهو " هل يوجد قصور فى الأداء الأمنى؟" فى بداية إجابته، أوضح اللواء هانى عبد اللطيف أنه يجب عند تقييم الأداء الأمنى ومدى نجاحه فى مواجهة مختلف الجرائم الجنائية والسياسية، أن نراعى الظروف والتحديات التى يتم خلالها العمل الأمنى، وكل من يقوم بعمل تحليل لأداء الشرطة خلال تلك الفترة، لابد أن يضع فى حسبانه السنة الكاملة التى كان يحكم فيها مصر جماعة تتبع تنظيم إرهابى دولى، وماحدث فى ذاك العام لابد أن لا نغفله فى عملية التقييم، فبداية من إنشاء دولة جديدة أوت الإرهاب فى مصر على مساحة 100 كليو متر مربع فى أقصى الشمال الشرقى لمصر، وفى جوار غزة الفلسطينية وحماس وإسرائيل، وجاء قوامها بنحو 7 آلاف إرهابى، مروراً بعودة إرهابيين كان قد تم طردهم خارج البلاد، ومروراً أيضاً بتهريب سجناء خطريين من السجون وإصدار قرارات عفو رئاسيه عنهم خلال تلك الفترة، وبعد كل هذا نضع فى الاعتبار قرار الشعب المصرى بلفظ هذه الجماعة وكل عناصرها وقياداتها بعد أن أنكشفت عنهم الحقيقة وظهر وجههم الاستيطانى للشعب المصرى. وأضاف اللواء هانى عبد اللطيف، أن الشرطة قررت أن لا تقف مع النظام الحاكم، تأكيداً للعقيدة الأمنية الجديدة لرجل الشرطة، والتى أعلنها جميع أبناء المنظومة الأمنية المصرية قبل ثورة 30 يونيو، ورغم علم وزارة الداخلية بالتحديات الجسيمة التى سوف تواجه رجال الشرطة من جراء مواجهة العناصر الإرهابية، إلا أن الإيمان بالله، وبرسالة الشرطة فى حماية الشعب والوطن، كانت أقوى من أية تهديدات، وعلى مدار ستة شهور كامله، وجهت وزارة الداخلية ضربات موجعه للتنظيم الإرهابى، بداية من التدرج فى استخدام أساليب المواجهه أمام أعمالهم الإجرامية المختلفة حتى ضبط عناصرهم الإرهابية، وقيادات التنظيم الدولى ومصادر تمويلها. وأشار اللواء هانى عبد اللطيف، إلى أن الشرطة نجحت بشكل ملحوظ فى مكافحة إرهاب الجماعة، وضبط عناصر تنفيذه، ومنها ما جاء قبل إرتكاب جرائم إرهابية خطره، تم الإعلان منها عن الإرهابى الذى تم ضبطه فى منطقة المرج مرتدياً حزاماً ناسفاً، حيث تم ضبطه قبل تنفيذ عملية خطره، وأيضاً ضبط السيارة المفخخه فى مدينة بورسعيد، والتى كانت تحمل كمية ضخمه من المتفجرات بهدف تنفيذ عملية إرهابية بشعه فى تلك المدينة الهامه، بالإاضافة إلى ضبط عدد كبير من الخلايا الإرهابية ومحاولات التفجير، والتى لم يعلن عنها لإستكمال المناقشة مع المتهمين فيها للكشف عن باقى أفراد تلك الخلايا. وأكد اللواء هانى عبد اللطيف أن الجهاز الأمنى المصرى يتعامل مع جرائم جماعة إرهابية موروثه، لا تستطيع أن تحقق نجاحات على المستوى السياسيى والاجتماعى، وتحولت إرادتها وأفعالها إلى ممارستها فى الظلام، وأصبح كل هدفها هو التخريب والقتل وعدم الإستقرار، مشيراً أن الخطة الأمنية التى قامت بها وزارة الداخلية لتأمين المنشآت الهامة، ومنها المنشآت الشرطية قضت على احلام هذه الجماعة الإرهابية، وكان آخرها هو تأمين مبنى مديرية أمن القاهرة، والذى حال دون نجاح العملية الإرهابية، خاصة وأن السيارة المستخدمه فى الحادث تم رصدها وتحركها، ولكن وقت التفجير المحدد لها وهو دقيقة ونصف الدقيقة من لحظة تواجدها أمام مبنى المديرية لم يسعف خبراء المفرقعات فى التعامل معها، وإبطال مفعولها، كما أن التواجد الأمنى والإنتشار الشرطى بالمنطقة حال دون تنفيذ هذه الجريمة وقت الذروه والذى كان من الممكن أن يسفر عن خسائر بشريه جسيمه إذا تم خلال أوقات الكثافه المرورية . وأضاف المتحدث أنه بالنسبة إلى مستوى التعامل الأمنى مع الجرائم الإرهابية، فقد نجح جهاز الشرطة فى منع وكشف العديد من القضايا وبنسبة تتجاوز 90 % منها، أما على مستوى الأمن الجنائى، فرغم الإنشغال الأمنى بالأحداث الراهنه، إلا أن المؤشرات الأمنية تؤكد انحسار نسبة الجريمة الجنائية على مختلف مستوياتها، سواء عمليات تهريب المخدرات أو الأسلحه او جرائم السرقة والقتل وغيرها من الجرائم التى يعاقب عليها القانون، وذلك بفضل التواجد الأمنى المكثف فى الشارع المصرى، وتواجد رجل الشرطة من ضباط وأفراد ومجندين بكل شبر فى أرض مصر، بدرجة جعلت رجل الشارع يستشعر بشكل كبير وجود رجل الشرطة. وتابع: من بين النجاحات الكبيرة التى تثبت التواجد الأمنى ونجاح العمل الشرطى، هى الأحداث الشعبية ذات الكثافة الكبيرة التى شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية ومن بداية العام الجديد، فكان أولها الإحتفال ببداية العام الجديد، ثم أعياد المواطنين المصريين المسيحيين، ثم عملية الاستفتاء التى خرج فيها ملايين المواطنين وسط تهديدات وتحديات إرهابية كبيرة، ولكن بسبب التنسيق الجيد بين وزارة الداخلية والقوات المسلحة تم تأمين الإستفتاء بنسبة 100% ولم يتم إلغاء لجنة واحدة بسبب العناصر الإرهابية، وكل هذه النجاحات لابد أن نضعها فى الاعتبار فى أثناء التقييم للجهود الأمنية المختلفة وسياستها.