دخلت ثلاث محافظات تونسية، اليوم الأربعاء، في إضراب عام للمطالبة بالتنمية والتشغيل. وأعلنت محافظة سليانة، اليوم الأربعاء، إضرابًا بمناسبة إحياء الذكرى الأولى "لأحداث الرش" التي أوقعت 173 جريحًا للمطالبة بمحاسبة المتسببين في اطلاق ذخيرة الرش على المتظاهرين العام الماضي. وقال الاتحاد الجهوي للشغل إن الاضراب نجح بنسبة 90 بالمئة في الجهة وهو يأتي للاحتجاج ضد استمرار سياسة التهميش للجهة وغياب مشاريع التنمية وتهالك البنية التحتية. وتعد سليانة التي تقع شمال غرب البلاد من أكثر المناطق فقرًا في تونس حيث ترتفع البطالة فيها إلى 7ر15 بالمئة، بحسب آخر الاحصاءات بينما يمكن أن ترتفع هذه النسبة إلى 40 بالمئة في المناطق الأكثر فقرا. وفي محافظة قفصةجنوب غرب البلاد خرج الآلاف اليوم في مسيرة انطلقت من مقر الاتحاد الجهوي للشغل وجابت شوارع المدينة قبل التوجه نحو مقر المحافظة، حيث حاول عدد من المتظاهرين اقتحام المقر لكن قوات الأمن تصدت لهم بإطلاق الغاز المسيل، ما خلف حالات اختناق. وأفادت تقارير اعلامية بالجهة بأن متظاهرين اقتحموا مقر حزب حركة النهضة الاسلامية وعمدوا الى حرق محتوياته. وفي قابس، خرج نحو 30 ألف شخص، بحسب التليفزيون الرسمي، في مسيرة شاركت فيها منظمات من المجتمع المدني وأحزاب سياسية انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل باتجاه مقر الادارة الجهوية للصحة. ويحتج المتظاهرون في قابس وقفصة أساسًا ضد استثناء المحافظتين من مشاريع جامعية في القطاع الصحي أقرتها الحكومة مؤخرا في عدد من المحافظات وتشمل بناء كليات للطب والصيدلة. وتتزامن هذه التحركات الاحتجاجية مع اعلان عدد من الاضرابات القطاعية اليوم شملت قطاعات الصحة والنقل والمالية حيث تجمع الآلاف من العمال لهذه القطاعات أمام المقر الرئيسي للاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة. وعادت الاضرابات العامة والقطاعية لتضرب بقوة، في حين يزداد الوضع الاقتصادي ترنحا مع توقع نمو بنسبة لا تتعدى ثلاثة بالمئة بنهاية العام الجاري بعد ان كانت بداية في حدود 5ر4 بالمئة. وتواجه تونس صعوبة في الاقتراض الخارجي في ظل إحجام المنظمات المالية العالمية عن تقديم قروض بسبب تعطل الانتقال الديمقراطي في البلاد وغياب رؤية سياسية واضحة.