علن الاتحاد العام التونسى للشغل عن إضراب عام بمدينة سليانة إحياء للذكرى الأولى ل"أحداث الرش" التى أصيب خلالها عشرات من المتظاهرين خلال مواجهات مع قوات الأمن. وقال الاتحاد الجهوى للشغل بسليانة إن إضراب يوم 27 نوفمبر الجارى سيكون مناسبة لإحياء الذكرى الأولى ل"أحداث الرش"، ولكن أيضا احتجاجا على استمرار تهميش المدينة وغياب المشاريع التنموية. وسليانة الواقعة بالشمال الغربى بتونس على بعد 120 كلم عن العاصمة، تعد إحدى أكثر المحافظات فقرا فى البلاد، كما يمكن أن ترتفع فيها نسبة البطالة إلى 40 بالمائة مقارنة بنحو 16 بالمائة على المستوى الوطنى. وقال النقابى نجيب السبتى، عضو الاتحاد الجهوى للشغل بسليانة لوكالة الأنباء التونسية "لم يتم منذ أحداث العام الماضى إنجاز أى مشروع لدفع التنمية أو دعم التشغيل أو تحسين البنية التحتية فى سليانة". وإلى جانب النقابيين سيشارك فى ذكرى الأحداث أحزاب الجبهة الشعبية المعارضة ومنظمات من المجتمع المدنى، بينما سيتم تنظيم معرض وعرض شريط وثائقى لأحداث العنف والقمع التى وجدت فى المدينة فى نوفمبر من العام الماضى. يذكر أن "أحداث الرش" كانت انطلقت عبر إعلان إضراب عام فى المدينة يوم 27 نوفمبر من العام الماضى، وتنظيم مسيرة حاشدة للاتحاد الجهوى للشغل تطالب بتنحى والى الجهة المحسوب على حركة النهضة الإسلامية الحاكمة والاحتجاج ضد تأخر التنمية والتشغيل فى الجهة. وعندما وصلت المسيرة أمام مقر الولاية تدخلت قوات الأمن باستعمال الغاز المسيل للدموع والهراوات وذخيرة الرش لتفريق المحتجين ما أدى إلى إصابة عشرات فى أماكن حساسة من الجسم. وخلصت نتائج التحقيق فى الأحداث من قبل لجنة مستقلة عن المنتدى التونسى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى وجود استعمال مفرط للقوة وغير مبرر أحيانا من قبل قوات الأمن وعدم احترام القانون فى التدرج لمواجهة الاحتجاجات، إلى جانب الاستعمال المفرط لسلاح الرش. وأفاد تقرير اللجنة بأن 173 شخصا أصيبوا خلال الأحداث التى استمرت ثلاثة أيام بدءاً من 27 نوفمبر. وقال عبد المجيد بلعيد، العضو بالجبهة الشعبية وشقيق السياسى الراحل شكرى بلعيد، "سنكشف للرأى العام فى مؤتمر صحفى بالوثائق وبالدليل من أصدر الأوامر ومن أعطى التعليمات بضرب أبنائنا بالرش فى سليانة".
