أكد اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، أنه أصدر توجيهات بتشديد الرقابة الأمنية وإحكامها على كل المعابر الحدودية بسيناء، بالتزامن مع العملية الواسعة التى تشنها القوات المسلحة وقوات الشرطة بشمال سيناء لتصفية البؤر التى تتمركز بها العناصر الإرهابية. وأوضح وزير الداخلية فى تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الإثنين، أنه أعطى توجيهات إلى اللواء أسامة إسماعيل مساعد الوزير لمنطقة سيناء لإحكام السيطرة على جميع المعابر، حيث تم تشديد الإجراءات الأمنية على المعابر من وإلى سيناء بمدن القناة الثلاث، ومن بينها نفق الشهيد أحمد حمدى، وكوبرى السلام، وجميع المعديات بقناة السويس، لمنع محاولة تسلل العناصر الإرهابية إلى تلك المحافظات هربًا من الملاحقات الأمنية بسيناء، خاصة بعد النجاحات الباهرة التى حققتها الحملة المنية الواسعة التى شنت منذ فجر أول أمس بمنطقة شمال شرقى سيناء. وأكد وزير الداخلية أنه يتابع العمليات الأمنية بسيناء لحظة بلحظة مع مساعديه، للاطمئنان على نتائجها وعلى سلامة القوات، مشيرًا إلى أنه وجه بتوفير جميع الإمكانيات والتجهيزات اللازمة لسلامة القوات، والتى تمكنهم من آداء المهام الموكلة إليهم باحترافية كاملة، خاصة فى ظل تسلح العناصر الإرهابية بالعديد من الأسلحة الثقيلة. وأشار وزير الداخلية الى أن الأجهزة الأمنية بالوزارة المتمثلة فى ضباط إدارة المباحث الجنائية وقطاع مصلحة الأمن العام والعمليات الخاصة بالأمن المركزى، بدأت بالتنسيق مع القوات المسلحة، تطوير العمليات فى سيناء من الانتشار إلى المواجهة المباشرة مع العناصر الإرهابية، وذلك لتصفية البؤر الإرهابية التى تتخذها العناصر المتطرفة ملاذا لهم، خاصة مناطق وقرى الجورة والمقاطعة والفتات والتومة والمهدية والقريعة، والتى تقع على مساحة كبيرة بالجزء الشمالي الشرقى لسيناء. وأضاف أن عمليات المواجهة المباشرة، استهدفت أماكن تدريب العناصر المتطرفة، ومخازن الأسلحة سواء النارية أو الثقيلة، وكذلك المواد المتفجرة التى تستخدم فى الهجوم على المنشآت الهامة والحيوية والتعدى على الأكمنة الشرطية والعسكرية، مشيرًا الى أن تلك العمليات أسفرت حتى الآن عن ضبط 200 من العناصر المتطرفة الخطرة والمؤثرة ومن بينهم الجهادى عادل حبارة ، الذى مثل ضبطه ضربة قاسمة للإرهاب بسيناء، بالإضافة إلى ضبط كميات كبيرة من الأسلحة وأجهزة الاتصالات والرؤية الدقيقة. وثمن وزير الداخلية الدور المشرف لأهالى وعواقل القبائل السيناوية الشرفاء، مشيرًا إلى أنهم لا يدخرون جهدا فى التعاون والمساندة الكاملة لأجهزة الأمن فى حربها على الإرهاب الأسود بسيناء، مشددا فى الوقت نفسه على حرص الأجهزة الأمنية الكامل خلال تلك العمليات على ألا تطول أى من المواطنين الأبرياء من أهالى أرض الفيروز. وحول طبيعة وهوية العناصر الإرهابية الموجودة بسيناء حاليا، قالت مصادر أمنية رفيعة المستوى إن سيناء تضم حاليا نحو 5 آلاف عنصر متطرف ينتمون للعديد من التنظيمات الإرهابية، مشيرا إلى أن أعداد العناصر المتطرفة بسيناء قد زادت بشكل ملحوظ خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، سواء من خلال الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة، أو من خلال قرارات العفو الرئاسى التى أصدرها الرئيس المعزول للعديد من العناصر الجهادية ، ومن بينهم أربع قيادات شديدة التطرف هم محمد شوقى الاسلامبولى، ومحمد الظواهرى شقيق زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، ومرجان سالم وسيد إمام الشهير ب"الشيخ فضل" الذى رفض المراجعات الفكرية التى قام بها جهاز مباحث أمن الدولة السابق مع تنظيم الجهاد. وأوضحت المصادر الأمنية، أن فى مقدمة التنظيمات الإرهابية الموجودة بسيناء تنظيم "التوحيد والجهاد" الذى أسسه شوقى عبداللطيف ويضم ألفي عنصر ويستوطن أعضاؤه بجبل الحلال بسيناء، ويقوم على تكفير كل من يخالف تطبيق الشريعة الإسلامية حسب رؤيتهم، ويتبنى فكرة إحياء الخلافة الإسلامية، مشيرة إلى أن قوات الأمن تمكنت منذ سنوات من قتل أمير التنظيم و18 من قياداته، لافتة فى الوقت نفسه إلى أن قيادات التنظيم قامت باستقطاب عدد من عناصر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وكتائب عزالدين القسام وتنظيم الأقصى وشورى المجاهدين، وأنهم تلقوا تدريبات عسكرية على أحدث الأسلحة الثقيلة التى تم تهريبها إليهم من الحدود الغربية وعبر الأنفاق بما فيها منصات الصواريخ ومضادات الطائرات والمدفعية والمدافع النصف بوصة. وأضافت المصادر، أن التنظيم الثانى الذى ينتمى إليه الجهاديون يعرف باسم "تنظيم الرايات السوداء"، ويعد من أخطر الجماعات المسلحة ويتمركز فى مدينة الشيخ زويد، حيث تلقى أعضاؤه تدريبات قتالية خارج مصر فى غزة ودير البلح وعادوا وتمركزوا فى الشيخ زويد ورفح والعريش، وأقاموا قواعد عسكرية فى جبال سيناء الوعرة، ومن أبرز أعمالهم الإجرامية تحطيم تمثال الرئيس الأسبق أنور السادات، وتفجير ضريح الشيخ زويد، وقتل النقيب شرطة محمد إبراهيم الخولى. أما التنظيم الثالث فهو "التكفير والهجرة"، والذى يبلغ عدد أعضائه نحو 700 شخص من أخطر الكوادر الجهادية، نظرًا لإيمانهم بفرضية الجهاد واعتباره فرضًا مقدسًا، واعتبارهم جنود الشرطة والقوات المسلحة كفارًا. والتنظيم الرابع هو تنظيم "جند الإسلام" الذى يتبنى أعضاؤه الدعوة لإنشاء أول إمارة إسلامية فى مصر مقرها جبل الحلال، والتنظيم الخامس هو تنظيم "شورى المجاهدين"، والذى يضم 500 شخص حصلوا على تدريبات على أيدى عناصر من حزب الله وحركة حماس. وتابعت المصادر الأمنية أن التنظيم السادس والأخير الذى ظهر على الساحة حديثًا هو جماعة " أنصار بيت المقدس بسيناء"، وهى جماعة جهادية أنشئت فى قطاع غزة وضمت عناصر مصرية وفلسطينية متطرفة، واتخذت من جبل الحلال بسيناء مقرًا لها، وكانت أعدادها قبل ثورة 25 يناير نحو 100 عنصر، ولكن عدد أعضائها زادت فى أعقاب الثورة بعد زيادة الأنفاق الحدودية بين مصر وقطاع غزة، حيث وصل عدد أعضائها نحو 650 عنصرًا جهاديًا متطرفًا، لافتا إلى أن الجماعة نفذت العديد من عمليات إطلاق الصواريخ على مدينة إيلات الإسرائيلية، وتفجيرات خط الغاز المصرى، وكان آخر عملياتها إعلان تبنيها لمحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، والتهديد بالهجوم على وزارتى الدفاع والداخلية. وشددت المصادر الأمنية على استمرار العمليات الأمنية بسيناء بالتنسيق مع القوات المسلحة لتطهيرها بشكل كامل من البؤر والعناصر الإرهابية المتطرفة، مؤكدة أن سيناء ستدخل عام 2014 خالية من الإرهاب بشكل كامل.