قد يكون اتخاذ بعض القرارات سببًا فى الدفع بصاحبها إلى مصير لا يعلمه إلا الله.. هذا ما حدث مع الإعلاميين عصام الأمير، رئيس التليفزيون السابق، وعلي عبد الرحمن، رئيس القنوات المتخصصة السابق، فقد رحلا عن ماسبيرو تاركين منصبيهما لاعتراضهما على الأخونة التى سيطرة على ماسبيرو وقت تولى صلاح عبد المقصود وزراة الإعلام. وبالرغم من قيامهما بمحاولات مريرة لتغطية الأحداث على أساس المهنية والحيادية قوبل ذلك بالرفض التام فى كل الأحداث التى شهدتها مصر خلال العام الماضى ومنها أحداث الاتحادية والتى تم فيها الاعتداء من جانب جماعة الإخوان على الثوار. وقتها وقف علي عبد الرحمن ثائرا أمام وزير الإعلام مطالبا بالتغطية الحيادية وهو ما قوبل بالرفض أيضا كما حدث فى مواقف أخرى كثيرة جعلت عبد الرحمن والأمير يؤثران الابتعاد وعدم المشاركة فى التضليل حفاظا على سمعتهما وضميرهما المهنى وإن كان قد لحق بهما الكثير من الأضرار منذ ذلك الحين. ومع كل ذلك فقد رفض الاثنان الإفصاح عما يتعرضان له حتى لا يفهم ذلك على أنه مزايدة وأكد على عبد الرحمن ذلك قائلا: اتخذنا مواقف فى 6 ديسمبر فى أحداث الاتحادية وتخيل البعض أنها صناعة لموقف وطنى أو بطولات زائفة وهو ما يعلمه الله وحده بأنه حفاظ على المهنية فقد تعرضنا للكثير من المواقف التى قاومنا فيها كثيرا وكان موقفنا أنا وعصام الأمير معلنا فى كل الأوقات ولم نخفه أبدا سواء قبل وبعد الاعتذار فماذا لو كسب الإنسان العالم وخسر نفسه؟ وأضاف: "كل ما يهمنا هو كسب احترام الزملاء والإنجاز فى المهنية فعلى مستوى المبدأ لم يصادفنا الندم بالمرة". وعن خطتهما فى المرحلة المقبلة فى العمل أكدا أن العودة لماسبيرو بالطبع هى ما يفكران فيه بعد أن زالت العقبات واستقامت الأمور من خلال البعد عن سيطرة الإخوان على الإعلام، وقالا: نحن من أبناء هذا المبنى ونشعر بالغيرة عليه ونخدمه بكل ذرة فى كياننا كما اعتدنا دائماً". جدير بالذكر أنه تنتاب العاملين فى ماسبيرو حالة من السعادة بسبب تردد أنباء عن عودة على عبد الرحمن وعصام الأمير للعمل وفق القرارات المنتظرة من مجلس الوزراء.