قال محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي المعروف، إن الرئيس السابق محمد مرسى قال للفريق عبدالفتاح السيسى بعد بيان ال48 ساعة، إنه سيقيل الحكومة والنائب العام، وأجاب السيسي بأن سقف المطالب تجاوز تلك التنازلات، مضيفًا أن الموقف السياسي، فرض على القوات المسلحة اتخاذ هذه الإجراءات، كما أنها رأت فى اجتماعها الطارئ أن البلاد أصبحت في حالة خطر. وأضاف هيكل في حواره "مصر أين؟ ومصر إلى أين؟" مع الإعلامية لميس الحديدي، المذاع على فضائية "سي بي سي"، اليوم الخميس، أن مرسى استقبل السيسى بعد مهلة ال 48 ساعة، وقال هيكل: أعتقد أن السيسى اقترح على مرسى أن يعلن فكرة الاستفتاء بنفسه، لكن مرسى أيقن استحالة نجاحه فى حالة الاستفتاء، وتصور أنه الشعب والدولة. وحول شرعية ما حدث من قرارات سياسية، قال هيكل: ما حدث ليس انقلابًا عسكريًا، لأن الانقلاب العسكري هو الاستيلاء على السلطة، والجيش يحمي العملية الديمقراطية دون التدخل فيها. وأوضح هيكل أن البيان الأول كان يتضمن الدعوة للاستفتاء بدعوة من مرسى وتم رفضه، ثم تلاها طرح الاستفتاء على الشعب، وتم تغيير البيان الأول بعد الاتفاق على التشاور مع الأطراف السياسية قبل إصداره، وتضمن البيان الأول للقوات المسلحة دعوة المرشد العام، وأنه فى حال الاستفتاء كان المفترض أن يتوقف نشاط الرئيس السياسي. وأشار إلى أن دعوة شيخ الأزهر والبابا تواضروس لاجتماع القوى الوطنية فكرة عبقرية، كما أن الإخوان رفضوا حضور الاجتماع واعتبروه انقلابا عسكريًا. وأكد هيكل أن الإخوان فى بداية وصلوهم للسلطة عملوا على جمع أوراق أمن الدولة، وتصوروا أنهم يمكن أن يستخدموها لإسكات أي أحد، مشيرًا إلى أن بعض الوزراء طالبوا مرسى بتصحيح ما تضمنه خطابه، وقال أنا أعرف هذا القاضى وامتلك أوراقا عليه، مشيرًا إلى أن الإخوان كجزء أساسي للتنظيم الدولي للجماعة رأوا أن ما يحدث فى مصر ليس له قيمة. وقال هيكل، في أحد اجتماعات مجلس الوزراء، طلب قنديل منهم عدم الحضور ببدل أو بسيارات رسمية، وحضر بجاتو يرتدي كرافت حمراء، فقال له أقنديل: تريد أن تبدو أنك معارض. وأكد أن الموقف العام فى مصر تغير خلال عام واحد من حكم مرسي، وهناك فارق بين الاندفاع الشعبى للشوارع والحشد الحزبي، والإخوان لجأوا للوصول للسلطة حتى بصفقة مع الشيطان، واستولوا على ثورة ليست من صنعهم. وتمنى هيكل عدم اللجوء لحلول السلطة فى مواجهة التيار الإسلامى، وقال: إن اتباع سياسة الإقصاء خطأ، وأنه لا بد من السعى بوسائل سياسية لاستيعاب الإخوان المسلمين، وحديث الإخوان عن الانقلاب العسكرى نوع من الانكار العام لفشلهم.
