عبر الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل اليوم الخميس عن بالغ سعادته برؤية موجة هائلة من الشعب المصري في ميادين مصر، مؤكداً أن تظاهرات 30 يونيو أثبتت أن الوطن غير قابل للموت أو التراجع. وأَضاف هيكل، في مقابلة مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "مصر إلى أين" الذي يبث على قناة "سي بي سي"، أن مصر استيقظت لاسترداد ما سرق منها وأن الشباب المصري أعلن إرادته وكسر قيد التبعية الخارجية، مطالبا بتشكيل مجلس أمناء لحماية الثورة وتعيين رئيس وزراء شاب ذي خبرة اقتصادية. وقال هيكل "الأمريكان كانوا يرون أن الإخوان المسلمين أفضل من يخدم مصالحهم في المنطقة"، مؤكداً أن السفيرة الامريكية آن باترسون أكدت لرئيس الوزراء هشام قنديل أن هناك وسائل كثيرة للضغط وأن مفاتيح الخليج لديها. وأطاح الجيش برئيس البلاد السابق محمد مرسي -المنتمي لجماعة الإخوان- وأدى رئيس مؤقت اليمين الدستورية صباح اليوم عقب احتشاد ملايين المواطنين في ميادين القاهرة والمحافظات للمطالبة بإسقاط النظام وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وأشار محمد حسنين هيكل إلى أن استعلاء السلطة على الاستجابة للمطالب الشعبية كان ينبع من اعتقادهم بأن التيار الديني هو المحرك الرئيسي للشعب المصري، ولكنهم تناسوا أن الإسلام السياسى لايمكن أن يهزم فكرة الوطنية والقومية. وأبدى هيكل دهشته من اعتبار ما حدث في 30 يونيو انقلابا عسكريا، مشيراً إلى أن الانقلاب هو استيلاء الجيش على السلطة، مؤكدا أن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية أثبتت أن مصر دولة مدنية عاشقة للدين، خاصة وأن الجيش استقر في عقيدته أنه يحمي التجربة الوطنية دون التدخل فيها. وكشف أن الفريق عبدالفتاح السيسي طلب من الرئيس المعزول محمد مرسي أن يوفر الغطاء السياسي على سعي القوات المسلحة للتوافق الوطني ودعوة القوى السياسية للحوار، غير أن محمد مرسي عارض الدعوة للتوافق، ما فرض على القوات المسلحة اتخاذ هذه الإجراءات. وأكد هيكل أن القوات المسلحة طرحت على مرسي في البداية فكرة الاستفتاء الشعبي على بقائه في السلطة، لكنه (مرسي) كان يعلم أن شرعيته على المحك ولا يمكن أن تجلب له الأغلبية. وقال إن القوات المسلحة لجأت إلى تصوير التظاهرات الشعبية بالطائرات الهليكوبتر لإقناع مرسي، ولدحض دعاوى الإخوان بأنها جموع مدفوعة من الخارج. وعزا هيكل تأكيد مرسي خلال خطابه الأخير على الشرعية إلى التوحد مع السلطة واعتبار أن الخروج عليه هو خروج على الشرعية، قائلا "الإخوان جاءوا من المنافي إلى القصور دون تأهيل سياسي". وأشاد بدعوة القيادة العامة للقوات المسلحة لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني، إلى جانب ممثلي القوى الوطنية وحملة تمرد، واصفا إياها ب"الفكرة العبقرية". ودعا هيكل إلى السعى إلى استيعاب الإخوان المسلمين بالوسائل السياسية وعدم إقصاء التيار الإسلامي، مشيراً إلى أهمية طمأنة جميع الأطراف بمن فيهم الإخوان المسلمين. المصدر: أصوات مصرية