انقسمت اراء نشطاء الانترنت في مصر بشأن مواصلة البقاء في الشارع في "جمعة الرحيل" حيث من المنتظر أن تنظم مسيرات ضخمة يأمل منظموها أن تكون نقطة فاصلة في حكم الرئيس مبارك الذي دام 30 عاما. واستخدم النشطاء مواقع فيسبوك وتويتر للتواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية اخرى لحشد الانصار عبر الانترنت وتنسيق الاحتجاجات وتبادل الافكار بشأن كيفية تفادي الاعتقال والتعامل مع الغاز المسيل للدموع. لكن خدمة الانترنت التي كانت مقطوعة تماما خلال وقت طويل من الاحتجاجات بدأت فقط بعدما قدم الرئيس مبارك ضمانات في خطابه الثاني أحدثت انقساما بين معظم مستخدمي الانترنت مثلما حدث بين كثير من المصريين بشأن إمكانية العودة للحياة الطبيعية او مواصلة الاحتجاجات. وكان وسط القاهرة قد شهد مواجهة دامية حين هاجم انصار الحكومة المسلحين متظاهرين مؤيدين للديمقراطية يومي الاربعاء والخميس الامر الذي دفع مستخدمي الانترنت لانشاء صفحات تدعو كل المجموعات لعدم الخروج اليوم الجمعة. وطالبت مجموعة جذبت اليها 180 الف عضو في ساعات قليلة المصريين بالهدوء ومحاولة التركيز على إعادة البناء. وفي المقابل ايد صفحة تحمل عنوان "جمعة الرحيل" 40 ألف عضو أو يزيد قليلا. ودعا منظمون المحتجين أينما كانوا للتوجه إلى ميدان التحرير ومبنى الاذاعة والتلفزيون ومبنى البرلمان بوسط القاهرة. لكن كثيرين من مستخدمي فيسبوك ناشدوا المتظاهرين قبول الحل الوسط قائلين أنهم حققوا الكثير بالفعل. وكتبت نيفين مرسي تقول إنه صار هناك في مصر نائب للرئيس وهناك وعودا بتعديلات دستورية وسيتم التحقيق مع من تسببوا في الفوضى. وناشدت الاخرين قائلة "لاتدمروا مصر غدا" ودعتهم للمغادرة الان. لكن ردود فعل النشطاء المؤيدين للديمقراطية كانت سريعة لاسيما بعد نقاشات عما إذا كان من العقل المغادرة في ضوء التضحيات التي قدمت بالفعل والأرواح التي أزهقت. وكتب عضو إحدى المجموعات إنهم لن يستسلموا او يتراجعوا مضيفا ان دم من قتل لن يذهب هباء . بل إن بعضا من أعضاء المجموعات التي دعت في الأصل لاحتجاجات الأسبوع الماضي بدأوا يتساءلون بشأن الغاية من الاستمرار واعرب كثير منهم عن خشيته من حدوث فراغ في السلطة في حال ترك مبارك منصبه على الفور. وكتب محمد متولي إن من يشاركون في الاحتجاجات غدا ليسوا شباب مصر الذين يفتخر بالانتماء لهم. وقال إنهم حققوا ما أرادوا وسيكون المحتجون غدا هم أي شخص يريد إحداث فراغ سياسي كي يتقدم لملئه