تباينت ردود أفعال القوى السياسية على خطاب الرئيس مرسي، فبينما اعتبره البعض ايجابيا لاعترافه بحدوث أخطاء، وأنه بداية لمصالحة وطنية، فقد وصفه البعض بأنه لم يكن موفقًا وكلامه كان غير مقنع، ووصل الحال الى وصف بعض المعارضين للخطاب بأنه "كوميدي". فمن جانبه أعلن المهندس جلال مرة أمين حزب النور أن الحزب قرر تشكيل لجنة لدراسة خطاب الرئيس من جميع النواحي الدستورية والسياسية والقانونية لبناء رؤية صادقة وحقيقية رافضًا التعليق عليه قبل الاجتماع. فيما أثني على الخطاب الدكتور عماد عبد الغفور رئيس حزب الوطن، واعتبر المكاشفة والاعتراف بالأخطاء التي حدثت خلال العام الأول بداية جيدة للعام الثاني للرئيس، وأن خارطة الطريق التي طرحها يمكن أن تشكل بداية يمكن البناء عليها من أجل المصالحة الشاملة. فيما اعتبرت الدكتور نادية مصطفي أستاذ العلوم السياسية الخطاب "الأقوى منذ 6 أشهر" وأظهر الرئيس بوصفه رجل دولة والمسئول عن أمن البلد ورئيس لكل المصريين. ونوهت الى أن الكثيرين توقعوا من الرئيس اتخاذ قرارات حاسمة واستثنائية لتأكيد قوة الدولة، إلا أنه اتخذ مجموعة من القرارات الوسطية. كما أثني حزب البناء والتنمية على الخطاب، الذي أعاد قوة الدولة، وقال الدكتور علاء أبو النصر أمين عام الحزب، إنه يجب التفرقة بين نوعين من المعارضة الأولى شريفة والبعض فيها يمكن أن يتأثر بخطاب الرئيس، الأخرى غير شريفة تسعي لتدمير مصر وإسقاط الشرعية. فيما خالف هذا التأييد حزب الوسط، حيث أكد عاطف عواد عضو مجلس الشورى وعضو الهيئة العليا للحزب، أن خطاب الرئيس تضمن تلميحات صريحة بالمحاكمات العسكرية لكل من يتطاول على قائد القوات المسلحة، مؤكدًا أيضًا على وجود تهديدات صريحة لرجال أعمال مبارك وممولي البلطجية والفضائيات. وأكد عواد في تدوينة على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي، أن الشعب كان ينتظر من الرئيس مرسي رسائل أكثر قوه وحلول جديه لأزماته. على جانب المعارضة، هاجم الكثير من أقطابها الخطاب، كما فعل سامح عاشور، رئيس الحزب الناصري ونقيب المحامين، حيث اعتبر الخطاب متطرفًا ويتسم بالحدة والتعريض بأشخاص وبألفاظ غير لائقة بالمرة! وقال: إنه أسوأ خطاب في تاريخ الدكتور محمد مرسي، بل اعتبر الخطاب بمثابة توقيع غير مباشر على استمارة " تمرد ". واتفق مع هذا الرأي منير فخري عبد النور، الأمين العام لجبهة الإنقاذ الوطني ومساعد رئيس حزب الوفد بقوله: أن الخطاب لم يكن موفقًا وكلامه كان غير مقنع، وتجاهل للواقع وللأزمة الخانقة التي نعيشها، وأضاف: فعلاً رفضت شَغل منصب وزير السياحة مع نظام لا يحترم القضاء ولا يحترم القانون. ومن جهته أكد حسين عبد الغنى، المتحدث الإعلامي لجبهة الإنقاذ، أن الرئيس مرسي أعاد وبقوة في خطابه كل ملامح النظام القديم لأنه هدد المعارضين بمحاكمتهم عسكريا وبذلك يرجع الدولة الفاشية بقوة، نحن بجبهة الإنقاذ نشكر الرئيس على خطابه الذي سيذكره التاريخ، فهو سبب إضافي لنزول الشعب بقوة للشارع لكي يتمكن من إسقاطه هو وجماعته. فيما يعقد حزب التحالف الشعبي اجتماعًا الآن لدراسة الرد على خطاب الرئيس. وأكد الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة أن المجلس الرئاسي للحزب أعلن أن خطاب رئيس الجمهورية جاء مخيبا للآمال، و لم يحقق الحد الأدنى من الاستحقاقات المطلوبة لنزع فتيل غضب ملايين المصريين، وباستثناء لجنة التعديلات الدستورية فان الخطاب تجاهل كافة مطالب القوى الوطنية المتفق عليها. فيما أكد المستشار أحمد الفضالي منسق أحزاب تيار الاستقلال، أن الخطاب كان "كوميديا"، ويمثل اقتتالا من أجل الاستمرار بالحكم و التحدي لإرادة الشعب، من أجل التمسك بالسلطة، موضحًا أن الرئيس لم يذكر الحقيقة، حينما قال: لا يوجد بمصر معتقل سياسي واحد في حين أن هناك مئات المعتقلين لم يعرف ذووهم عنهم شيئا منذ تولى مرسى مسئولية الحكم. ومن جانبه علق محمد عبد العزيز، عضو اللجنة المركزية لحملة تمرد: إن الرئيس مرسي لم يقل كلمة مفيدة، وإنه لا يملك سوى الهجوم على المعارضة واتهامها بمعاداة الديمقراطية ليعلق عليها شماعة فشله وسوء إدارته وجرائم نظامه، ونسى أن تلك المعارضة أتت به رئيسا لإنقاذ البلاد من رئيس فلول، وانقلبت عليه حينما انقلب هو على الديمقراطية وحقوق المواطنين في التعبير السلمي الحر عن آرائهم وترك ميليشيات جماعته تزهق أرواحهم الطاهرة. فيما أكدت مي وهبة المتحدثة الإعلامية باسم الحملة أن خطاب الرئيس مرسى "مهزوز"، ويدل على اهتزاز موقف مؤسسة الرئاسة من حملة " تمرد "، مؤكدة أنه ما كان يجب على الرئيس أن ينزل بمنصب رئيس الجمهورية لهذا المستوى من الخطاب المتدني، وأن يذكر أشخاصاً بعينهم مثل مكرم محمد أحمد والمستشار على النمر، لأن ذلك يُعد سقطة من رئيس الدولة أن يسب ويقذف أمام شعبه أشخاصًا من شعبه حسب وصفها. وكشفت وهبة عن أنها الفتاة التي قال عنها الرئيس في خطابه أن "بنت تشتم رجل شايب مثل أبيها"، وليست نوارة نجم كما اعتقد الكثير، واعتبرت هذا تحريضًا ضدها وضد محمود بدر مؤسس الحملة، لأنه قائل عبارة: إذا كان رب البيت بالدف ضاربًا. أما خالد المصري، مدير المكتب الإعلامي لحركة 6 إبريل ، فاعتبر أن خطاب الرئيس مرسي لم يقدم جديدًا، ولم يطرح حلولاً للمشاكل الحياتية التي تواجه المواطنين، وأضاف: أن مضمون الخطاب يدل على أن الرؤية السياسية للمستقبل مازالت مفقودة، وأن مضامينه أتت لاسترضاء الجيش والشرطة، ومحاولة أخيرة لاستعطاف الجموع الغاضبة من نظامه الحاكم وإفشال مظاهرات الأحد.