قال مسئول بارز فى الهيئة العامة للبترول بمصر اليوم الاثنين: إن أزمة السولار قد تأخذ منحنى حادًا خلال مارس الجاري مع عدم كفاية المخصصات المالية المطلوبة لتمويل عمليات الاستيراد. وأضاف المسئول فى اتصال هاتفى مع وكالة الأناضول صباح اليوم الاثنين، إن وزارة المالية خصصت 300 مليون دولار من أصل 500 مليون دولار طلبتها هيئة البترول لتمويل استيراد سولار للشهر الجاري. وأكد المسئول، الذى طلب عدم ذكر اسمه، ان خفض مصر المخصصات الدولارية لشراء مواد بترولية ينتج حتما عن قلة احتياطي النقد الأجنبي لديها، والذي تآكل إلى 13.6 مليار دولار بنهاية يناير الماضي، تغطي نحو 75 يوم فقط من الواردات. وقال المسئول: نحن في أزمة حقيقة.. الطلب يزداد على السولار بشدة من جانب المزارعين خلال الشهر الجاري بسبب موسم الحصاد". وتعانى مناطق عدة فى مصر من أزمة فى الحصول على السولار منذ 3 شهور تقريبا، مما أرجعه وزير البترول والثروة المعدنية أسامة كمال فى تصريحات سابقة للأناضول إلى عمليات التهريب ونقص المخصصات المالية. وأكد مسئول هيئة البترول أن مخصصات استيراد السولار فى الشهور العادية تبلغ 400 مليون دولار، لكنها ترتفع فى الربع الثانى من العام "أبريل – يونيو" إلى 500 مليون دولار مع ارتفاع الكميات المطلوبة، بما يتناسب مع حاجة السوق. وأوضح أنه مع بدء شهر مارس من كل عام تقوم الهيئة بزيادة كميات السولار المطروحة بنسبة 10% عن المعروض لتصل الكمية فى المتوسط إلى 38 ألف طن يوميا مقابل 35 ألف طن فى الأيام العادية الأخرى. وكان رئيس الوزراء المصري هشام قنديل عقد عدة اجتماعات للمجموعة الوزارية الاقتصادية والمجلس الأعلى للطاقة، لبحث كيفية التغلب على المشكلة، فى ظل نقص المعروض من السولار، وهو أمر يهدد موسم توريد القمح الشهر المقبل، إضافة إلى التداعيات السلبية لنقص السولار، وبالأخص فيما يتعلق بارتفاع أسعار السلع الغذائية كما يقول مراقبون. من جانبه قال الدكتور رمضان أبوالعلا أستاذ هندسة البترول في اتصال هاتفي مع الأناضول، الاثنين، "الوضع الحالي صعب على الجميع فيما يتعلق بتوافر إمدادات الوقود المطلوبة في السوق.. عمليات قطع الطرق والمشاجرات، التى بدأت تسفر عن قتلى في بعض المناطق في زيادة بسبب نقص المنتجات البترولية". وشهدت قرية البلاشون التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية أمس الأول السبت معركة دامية بالأسلحة النارية والبيضاء بسبب أولوية الحصول على السولار، أسفرت عن مصرع شخصين وإصابة آخر بأعيرة نارية، فيما شهدت محافظات عدة خاصة فى جنوب البلاد عمليات قطع للطرق ومشاجرات عنيفة بين السائقين للحصول على كميات السولار. وطالب أبوالعلا الحكومة المصرية بالتحرك بجدية للقضاء على أزمة السولار عبر اتخاذ إجراءات فعالة مثل رفع سعر السولار المقدم لبعض الأنشطة الترفيهية والصناعية التي لا تستحق دعم وقود. ويستحوذ السولار على نحو 47% من دعم الطاقة المدرج في الموازنة العامة لمصر للعام المالي الجاري 2012-2013، ومن المتوقع أن يبلغ 55 مليار جنيه من أصل 120 مليار جنيه، قد يسجلها دعم المنتجات البترولية في موازنة العام الجاري.