عانت البشرية منذ القدم من التهاب الكبد الفيروسي، الذي حصد أرواح ملايين البشر، كما تحكي كتب التاريخ عن وقائع انتشاره خلال الحرب الكورية وحرب فيتنام، "بوابة الأهرام" تنشر صفحات من تاريخ مرض التهاب الكبد الوبائي، تزامنا مع منح جائزة نوبل لعام 2020 في علم وظائف الأعضاء أو الطب، للبريطاني مايكل هيوتون والأمريكييْن هارفي ألتر وتشارلز رايس، لجهودهم من أجل اكتشاف فيروس التهاب الكبد "سي". جمعية نوبل في معهد كارولينسكا بالسويد قالت في بيان لها بشأن منح الجائزة إن اكتشافات العلماء: هارفي ألتر وتشارلز رايس وبريتون مايكل هوتون أتاحت فرصة للقضاء التام على هذا الفيروس حاليا. حكاية المرض قديمة، بدأت بين أعوام 1798-1801م، عندما تفشي التهاب الكبد الوبائي في جنود نابليون أثناء الحملة الفرنسية علي مصر والشام، يوضح الدكتور " أنيس فهمي إقلاديوس " في كتابه "أمراض الصيف" الصادر في بداية ثمانينيات القرن الماضي، أن التهاب الكبد الفيروسي متنوع فهو فيروس (أ) وفيروس (ب) وفيروس ليس (أ) وليس (ب) ،كما يتنوع لفيروس دلتا أو فيروس (د) ،وقد اكتشف الأطباء منذ زمن طويل أنه مرض معدي ينتقل عن طريق الشراب والطعام الملوث، أو بواسطة الحشرات وطرق العدوي تشبه حمي التيفود. المصاب بفيروس الكبد الوبائي(أ) يشعر بالتعب وفقدان الطعام والغثيان والقىء مع انتفاخ البطن وألم بالجانب العلوي الأيمن من البطن، وترتفع درجة حرارة المريض، وفي هذه المرحلة يظهر الطفح الجدي وألم المفاصل، ويتلون البول باللون الأحمر، فيبدو مثل العرقسوس أو الشاي، وتتأثر وظائف الكبد، عند بالكشف على المريض يلاحظ الطبيب تضخم الكبد وقد يتضخم الطحال أيضا، كما تتضخم الغدد اللمفاوية من الناحية اليمنى من جذع الرقبة. يوضح "إقلاديوس" في كتابه أن التهاب الكبد بفيروس (ب) هو مرض وبائي خبيث ينتج عن فيروس يهاجم الكبد ويتلف خلاياه، ويعتبر من الفيروسات القليلة التي لها صلة بإصابات سرطان الكبد، كما أنه من أشد الجراثيم فتكا بالإنسان، حيث يقضي على مليون شخص تقرييا في كل عام طبقا لمنظمة الصحة العالمية، وتشير التقديرات إلى أنه يوجد أكثر من مائتي شخص يحملون الفيروس في دمائهم بدون أن تظهر عليهم أعراض المرض، كما أن الإصابة الخطيرة بفيروس الكبد الوبائي (ب)، تجعل أصحابها لايشعرون بأي أعراض حتى يصلوا إلى المرحلة الأخيرة "الموت". تحدث الطبيب أنيس فهمي إقلاديوس عن نضال العلماء للتوصل إلى لقاح فعال لفيروسات الكبد الوبائي، بعد أبحاث طويلة في الهندسة الوراثية، ويعرض الكتاب التجارب العلمية المصرية في جامعة عين شمس، بالاشتراك مع أطباء إيطاليين، وقد توصلت الأبحاث المصرية إلى أن عقار الأنترفيرون له دوره الفعال في علاج الالتهاب الكبدي الفيروسي، وتحويل الالتهاب الكبدي المزمن من الطور النشط إلى الطور الخامل، بالإضافة لدوره الفعال في تنشيط جهاز المناعة في الجسم وتحسين وظائف الكبد، ويتم إعطاء الأنترفيرون بطريق الحقن، وعلي المريض أن يلتزم الراحة مع التزام تجنب الأطعمة الدهنية. وكانت مصر قد نفذت مشروعاً صحيا للقضاء على مرض الالتهاب الكبد الوبائي، من خلال حملة الرئيس للقضاء على فيروس سي ، وقد كانت الحملة من المشاريع الصحية الناجحة التي انتشرت في كافة نجوع وقري مصر، كما قدمت العلاج والتحاليل الطبية للمواطنين بالمجان. صفحات من صراع البشرية مع فيروس سي صفحات من صراع البشرية مع فيروس سي صفحات من صراع البشرية مع فيروس سي صفحات من صراع البشرية مع فيروس سي